المستفيد الاوحد من خيرات العراق

صباح الرسام

الحوار المتمدن-العدد: 4370 - 2014 / 2 / 19 - 15:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

المستفيد الاوحد من خيرات العراق
بلد الخيرات او بلد البترول الذي اصبح من عجائب الدنيا فهو البلد الاغنى وشعبه فقير وهذا مخالف لجميع المعادلات القانونية والحسابية ولا ينطبق على هذا الحال الا المثل المعروف الجمل يحمل ذهب ويأكل العاكول .
لقد استبشر الشعب العراقي خيرا بسقوط النظام الديكتاتوري املا رفع الحيف والحرمان عن العقود السابقة التي اذاقته مرارة العيش في بلد اشتهر بامتلاكه ثروة نفطية هائلة ، وكان استبشاره بانه سيعيش بنعيم الثروة حاله حال الدول النفطية واعني دول الخليج التي ينعم مواطنيها بخير الثروة التي من الله بها عليهم ، لكن استبشاره خاطئا بسبب السياسات التي عصفت بالعراق فاصبح يلعن اليوم الذي استبشر به .
ان السياسات التي انتهجها بعض السياسين الذين رفضوا المعادلة السياسية الجديدة فاججوا الطائفية التي نزف بسببها الدم العراقي وما زال ينزف والخسارة للطرفين طبعا ان لم يكن بنزف الدم بالتخلف الثقافي والعمراني وفقدان الامن ، مما جعل كوردستان تنتهز الفرصة وتلعب لعبتها مستغلة الصراع بين الطرفين فتمادت في استغلال هذا الصراع بوضع الشروط التعجيزية وكانت تجد الموافقة بسبب سير العملية السياسية الديمقراطية الوليدة ، ودائما يضعون المقابل اقصد الشيعة في زاوية حرجة فان لم يوافقوا على الشروط تتوقف العملية السياسية باعتبار ان الاكراد يكملون النصاب في التصويت على القرارات والقوانين ، وان وافقوا يزدادون عنجهية فكانت الموافقة اقل مرارة من توقف العملية السياسية ، والسبب الاول والاخير هم الذين يرفضون سير العملية السياسية منذ التغيير الى اللحظة فهم بين فترة واخرى ينسحبون من الحكومة ومن البرلمان لعرقلة القوانين المهمة .
ان المتتبع ولو بسطحية يرى الفارق الكبير بين ما يقبضه الاكراد من خيرات العراق فهم يحصلون على سبعة عشر بالمئة من الميزانية الاتحادية وهي حصة ثلاث محافظات فقط ، وبحساب بسيط كل محافظة تستلم اكثر من خمسة ونص مليار اذا كانت الميزانية الاتحادية مئة مليار وهذا يعني ان محافظة واحد تفوق تخصيصات جميع محافظات العراق ، وهذه كارثة .
كما ان التصويت على الامتيازات والرواتب التقاعدية للسلطات اتشريعية والتنفيذية والدرجات الخاصة دائما تجد موافقة من الاعضاء الكورد في البرلمان ولم نرى مرة واحدة رفض او حتى انتقاد للامتيازات التي تخصص للرئاسات الثلاث والوزراء واعضاء مجلس النواب ، كما لم نجد تظاهرة واحدة او انتقاد من قبل وسائل الاعلام والاوساط الشعبية الكوردستانية ، لانهم يقبضون مخصصاتهم كاملة من الموازنة الاتحادية ، يعني لن تؤثر على حق الشعب الكردي وما يؤخذ فهو من ابناء الخايبة الذين يعيشون فوق الخير ولا يلمسونه .
الاكراد استغلوا انشغال العرب سنة وشيعة بالصراعات وساروا في مشروعهم ونجحوا لانها الفرصة التي جعلتهم يحصلون على مالم يخطر ببالهم وقد وصفها الرئيس مسعود برزاني انه العصر الذهبي للاكراد ، لانهم استغلوا فرصة التناحر السني الشيعي والانسحابات فطلبوا اكثر مما يستحقون ونالوا .
للاسف ان الشيعة اهل الخير يملكون اكبر احتياطي في العالم يجعلهم اغنى شعب وحالهم حال افقر الدول ( جمل يحمل ذهبا واكله عاكول ) وهذا يدل انهم اقل وعيا لعدم معرفة مصلحتهم ، اما السياسيين عملوا على ارضاءهم الاكراد لتامين العملية السياسية خوفا من المستقبل ، فهم يريدون ان لاتتكرر عودة الماكنة التي ابادتهم ، واصبح السياسين الطارئين الذين تبوءوا مناصب تنفيذية الذين سرقوا المال العام يتمنون بقاء الوضع المنفلت لملأ خزائنهم واشباع حاشياتهم والفساد المالي والاداري اصبح مالوفا بسبب هؤلاء .
كما ان السنة اقل وعيا من الشيعة ما الذي حصلوا عليه من رفض العملية السياسية ؟ منذ بدايتها واكثرهم يتغيبون من جلسات البرلمان للعرقلة والوزراء بين فترة واخرى ينقطعون وينسحبون وحتى هذه اللحظة لا وزراء ولا اعضاء مجلس نواب الكل منسحبون ومقاطعون مما يعطي للبعض الذين شغلوا مناصبهم بالتلاعب كيفما يحلوا لهم ، وهؤلاء الذين يتباكون على السنة زورا وبهتانا فهم يقبضون ملايين الدولات من دول خارجية ، وابناء السنة في حال مزري لاعمل لا اعمار والبطالة باعلى المسيتويات ، والذين يقاطعون وينسحبون من اجل عرقلة العملية السياسية هم سبب يعطي الاكراد قوة تجعلهم اكثر تماديا خصوصا عندما تتصاعد النزاعات بين من يدعون انهم يمثلون هذا المذهب او ذاك ، وفي كل الاحوال المستفيد الاول والاخير كوردستان وايضا اصحاب المناصب .
( والحليم تكفيه الاشارة ياعراقيين يا شيعة وياسنة ) .

#صباح_الرسام (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات