|
أوراق من زمن الحب 10
حنان فوزي المسعودي
الحوار المتمدن-العدد: 4370 - 2014 / 2 / 19 - 10:03
المحور:
الادب والفن
أوراق من زمن الحب...10
ماهر طالب في كلية الحقوق..كان يقضي الصيف في مدينة ناديا..يعمل جاهدا لتأمين مصاريفه..ويرحل عند الخريف ليتابع دراسته في مدينة اخرى...يتيم الابوين..فأصبحت ناديا عائلته..صديقته...وكل مافي الوجود.اقترب الصيف من نهايته ولم يقو الحبيبانعلى التفكير ..مجرد تفكير...في ساعات الفراق...فكان لزاما عليهما ان يجدا حلا لهذا.قررت ناديا مصارحة والدتها بوجود ماهر في حياتها...وبرغبتها في ان تكمل مشوارها الى جانبه.استمعت الوالدة بهدوء حذر الى كلامها...لم يكن هذا الشاب الصهر الذي طالما تمنته ...فماذا يملك الطالب هذا من الحياة ليهبه لأبنتها سوى كتبه.ولكنها ..ابدت موافقتها عليه وطلبت لقاءه...لتبارك بنفسها زواجهما.اصرت ان تلتقي به على انفراد كي يتسنى لها ان تسبر اغواره جيدا...جلس ماهر متلعثما امامها...وبنظرة الام الخبيرة عرفت ماكانت تعني له ناديا...فقررت ان تعزف على هذا الوتر حيث يوصلها وبجدارة الى ما جاءت من اجله.لم اعلم مادار بينهما من نقاش ...سوى ما اخبرني به ماهر فيما بعد.غادر المكان..دامع العين...دامي القلب..ترن في اذنيه كلمات الوالدةالمرة..كلمات متقطعة ليست ذات معنى ولكنها كافية....مستقبل ...مادي...استقرار...فقر...ان كنت تحبها ...لمن يحقق لها السعادة.........!!!!عادت الام الى المنزل ظافرة...استقبلتها بلهفة عند الباب ناديا...متشوقة ان تقرأ تعابير وجهها قبل ان تستمع الى كلامها...قالت ...يابنيتي...ان هذا الشاب يحبك حقا...يحبك اكثر من حياته....ولم تكذب الام في هذا.....انتظر المحب المفجوع فترة...وبدأ بتنفيذ ماوعد الوالدة به....طلب مقابلة ناديا ذات يوم...جلسا امام بعضهما البعض...لم يكن ماهر يحتاج الى الكلام في حضورها فلطالما قرأت عيناه جيدا...سألته بتوسل....لماذا ؟؟قال..لست مستعدا للأرتباط الآن واخشى ان اظلمك معي...اعترف بأني قد انجرفت في مشاعري...ولكني اصغي الآن الى صوت عقلي...وهذا مايجب ان تفعليه ايضا...غادر المكان على عجل ..خشية ان تفضحه دموعه النازفة...بينماجلست ناديا متسمرة في مكانها....تنتظر...تنتظر...تنتظر ان تستيقظ من النوم وتدرك ان هذا مجرد كابوس ...وهاهو ماهر يتصل بها ...كما عودها كل صباح ليقول لها ...صباح الخير...
ماهر.....غبت عنك فترة لا اعرف طولها..وها انا اكاتبك من جديد...فهل تسمع صدى كلماتي..هل احجمت الشمس عن الشروق...ام نفذ الهواء على كوكبنا...ام انك فقط لم تعد معي؟لا اعرف كيف تمر ايامي...فأنت هي الايام وانت هو الزمن...ومازال طيفك يلاحقني في كل مكان اذهب اليه...فهل مازلت تذكر طيفي ام محاه طول الفراق...اجبني ياحبيبي بكلمة...بحرف...فلتأت بورقة فارغة واكتب عليها عنواني....فهذا يكفيني...من كانت وستظل وتبقى حبيبتك...ناديا...احتضن ماهر تلك الأسطر الصادقة...وود لو يفتح قلبه فيودعها فيه خوفا عليها من تقادم العهد...ولكن ليس بيده شئ...لم تستلمناديا جوابا لخطابها...ادركت انها اصبحت بالنسبة اليه ماض جميل يتذكره في اوقات فراغه...ولكنه لن يكون لها كذلك..فهو حبها الاوحد...احبته...تحبه...وستحبه الى اخر رمق في حياتها.
.اوقدت الشموع..صدحت اناشيد الفرح...ارتدى الجميع اثمن واجمل ازياءهم...تعالت اصوات الضحكات...وهي تتساءل ما الامر ؟ماذا يحدث...؟ كان هذا حفل زفافها على خالد....لم تشعر ناديا بأي شئ مطلقا...لم تكن حزينة ولاسعيدة....خائفة ولا مطمئنة....فقد اودعت اخر احاسيسها في ظرف وارسلته بعيدا ...ولم تستلم له جوابا الى الآن.كان خالد رجل اعمال ناجح..ادرك بخبرته التجارية ان ناديا هي من كانت تصلح له..فهي الزوجة التي يتشرف بأن تحمل اسمه...ويفتخر بمصاحبتها له في منتديات المجتمع.لم يكن يفرق بين عمله وحياته الخاصة..فكان يتعامل في شركته وبيته بنفس الاسلوب....منطق رجل الاعمال...البيعوالشراء...تعطي هذا لتأخذ ذاك...اما ناديا فقد كانت زوجة مثالية لأي شخص..هادئة ..منطوية على نفسها..تكاد لاتشعر بوجودها ان حضرت ولابغيابها ان ذهبت...وكان من شروط زوجها..ان تترك العمل في مجال الموسيقى...مدعيا انها غير محتاجة للعمل وهي معه...وانه يرغب ان تتفرغ له ولشؤون بيته...هل تعتقدون ان ناديا وافقت ؟؟نعم وافقت...فبعد ان خسرت قلبها مع ماهر لم يعد لأي شئ اخر في الكون...معنى....ظلت صديقتنا مسلوبة الاحساس دهورا...الى ان جاء يوم...واشرق في صدرها حنو ودفء جديد...كان يوم احتضنت ولأول مرة ابنتها.....ماذا سنسميها.....قال خالد....اجابت...نسميها رهام....اشاد الجميع بجمال اسم الطفلة ..بينما اسرت ناديا في نفسها فرحتها....فها هي تتمكن ان تذكر وبصوت عال..احرف حبيبها ..حتى ولو كانت مرتبة على نسق اخر....فكرت....ماهر ...رهام....اودعتكماقلبي........يتبع
#حنان_فوزي_المسعودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أوراق من زمن الحب 9
-
بين هيفاء وميريام...تنقضي الأعمار
-
أوراق من زمن الحب 8
-
من ارشيف طبيبة 5.....مريضتي العذراء
-
اوراق من زمن الحب 7
-
أوراق من زمن الحب 6
-
إلى عاشق استثنائي
-
الفالانتاين..تقليعة غربية بائسة
-
اوراق من زمن الحب 5
-
العنوسة...قبر ينتظر الردم
-
أوراق من زمن الحب 4
-
من ارشيف طبيبة4....مريضتي الشاذة
-
إلى متسلل
-
اوراق من زمن الحب 3
-
اوراق من زمن الحب 2
-
للنساء فقط....
-
من ارشيف طبيبة 3...الدين مظهر ام معاملة
-
اوراق من زمن الحب 1
-
حبي ويأسك
-
النقاش بين الزوجين....حوار الطرشان
المزيد.....
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
-
-المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية
...
-
أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد
...
-
الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
...
-
-لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
-
انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|