محمد محسن السهلاني
الحوار المتمدن-العدد: 4368 - 2014 / 2 / 17 - 11:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لو كان موقع البصرة الأستراتيجي وثروتها الكبيرة جداً،تابع لأي مدينة من مدن العالم المتحضر،لشاهدنا مايمتع العيون ويسر القلوب،بحاضراً ابدياً وليس مستقبلاً،نعم ينتابك الحزن حين تجلس على ضفاف شط العرب،وبجانبك سيابها الذي لازال ينظر وينشد المطر،عله يفضي بشئ من مياهه التي باتت الأعذب من مياه دجلة والفرات المجتمعين فوق بحور النفط الذي أغرق كل بلدان العالم بكوبوناته، وبجنبك بيوت من الصفيح الذين يركن هو الأخر في أنهار البصرة ليكون شاهداً على طغيان أكبر جبروت عرفها العراق،ويزداد حزنك وأنت تسمع أصوات من سمو أنفسهم بصريين،وهم يتبادلون الشتائم بينهم لتسقيط سياسي أو لاسياسي وربما كان تسقيطاً أخلاقياً بقدر الأخلاق المعدومة لدى اولئك المفسدين،وكم تمنينا ان نشاهد صراعاً معلناً بين كل الاحزاب والحركات السياسية التي جعلت من البصرة مرتعاً لها للتسابق على خدمتها،ومن خيراتها فلا احد منا يملك الفضل في ان يكون متفضلا عليها وهي التي اعطت حتى ثمار نخليها الخاوي بدون ثمر،تمنيت ان يظهر احد سياسي الصدفة وركابها،من الذين حملو لقب البصري عنوةً ودون ارادتها،يقول وبصوت عالي بعيداًعن مزايدات السياسة ان البصرة بنخلها ونفطها وكفاءاتها بحاجة الينا وبحاجة الى اصواتنا،صوتاً بردٍ خجول حتى على من اتهم البصرة بأنها لاتملك كفاءات مؤهلة لادارة ثرواتها!
فهل للبصرة ان تنتظر منقذاً هي الاخر لينقذ ماتبقى من بصريتها؟
ام ان لعنةً ما هي السبب في ان يبقى البصريون يتذوقون مياه مالحة لاتصلح لاي استخدام،كما يقول المله والحجي؟
هل من مقايض يقايض اهلنا بعلب مياه مجانية بكوبونات نفط لانعرف مابقي منه لحد الان بعد تكرار السرقات والتهريب،كتكرار المفخخات والدواعش في مدن اخرى من بلادنا المهملة والمدمرة؟
هل من مجيب لسؤال البسطاء مثلي،اين تذهب مليارات الدولارات التي تخصص للبصرة من موازنات انفجارية،او داعشية؟
نعم انها ثرثرة على ضفاف شط العرب،نقلاً لبعض من مأساة تمر بها هذه المدينة عاشقة الفقر،ثرثرة كلام لعلي اسمع بها المنادين بحقوق البصرة قبل غيرهم،ليثأرو لمدينتهم ويعيدو لها هيبتها المفقودة،لتبقى عنواناً لجمال الروح،وعزة النفس،وباكورة امل بغدً افضل
#محمد_محسن_السهلاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟