|
قراءة فى مقدمة ابن خلدون
طلعت رضوان
الحوار المتمدن-العدد: 4368 - 2014 / 2 / 17 - 00:00
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قراءة فى مقدمة ابن خلدون طلعت رضوان يُصر العروبيون من (المصريين) على أنّ شعبنا المصرى عربى ، ومصر عربية. وهم بذلك استجابوا لنداء الأيديولوجيا المُدمّرة لأى عقل رفض أنْ يكون حرًا ورفض التخلص من أساطير السياسيين . والكارثة أنّ الشخص الذى يدّعى (الموضوعية) يقول (أنا عربى ومصرى) فهو يتجاهل لغة العلم ، فأى كائن حى لا يعيش برأسيْن ، والإنسان الذى يتبنى ثقافة غازية نقيض ثقافته القومية ، فهذا رأيه وتوجهه ، ولكنه أشبه بمن سلــّـم عقله وجسده لغيره ليفعل به ما يشاء. وأعتقد أنّ قراءة مقدمة ابن خلدون (المسكوت عنها والمغضوب عليها) تـُقدّم الدليل القاطع على اختلاف شعبنا عن (العرب) فى العديد من مناحى الحياة. فإذا كان جدودنا المصريون أبدعوا فى المعمار والطب والهندسة والرياضيات إلخ وصنعوا أسرّة النوم والكراسى وأدوات الطعام وأدوات الزينة والملابس إلخ ، فإنّ ابن خلدون كتب فى الفصل المعنون (العرب أبعد الناس عن الصنائع) لأنهم أبعد الناس عن العمران الحضرى ((ولهذا نجد أنّ أوطان العرب وما ملكوه فى الإسلام قليل الصنائع بالجملة. وانظر الصين والهند والترك وأمم النصرانية كيف كثرتْ فيهم الصنائع)) (المقدمة- المطبعة الأزهرية بالقاهرة- عام 1930- ص 339) وإذا كان المتعلمون العروبيون من (المصريين) دأبوا على ترديد أكذوبة (العلوم العربية) وأكذوبة (العلماء العرب) وتعمّدوا عدم ذكر جنسيات هؤلاء العلماء ، فإنّ ابن خلدون ذكر أنّ هؤلاء العلماء غير عرب لأنّ لغتهم غير عربية. والسبب فى ذلك أنّ العرب لم يكن لديهم علم ولا صناعة لمقتضى أحوال السذاجة والبداوة. وأنّ الصنائع من منتحل الحضر. وأنّ العرب أبعد الناس عنها فصارتْ العلوم لذلك حضرية وابتعد عنها العرب . وأنّ أهل الحضر هم الذين شاركوا فى الصنائع والحرف ((لأنهم أقوم على ذلك للحضارة الراسخة فيهم منذ دولة الفرس ، فكان صاحب صناعة النحو سيبويه الفارسى ومن بعده (الزجاج) الفارسى ومن جاء بعدهما وكلهم غير عرب وإنما اكتسبوا اللسان العربى بمخالطة العرب. وكذا حملة الحديث أكثرهم غير عرب وعلماء أصول الفقه غير عرب وكذا حملة علم الكلام وكذا أكثر المُفسرين . ولم يقم بحفظ العلم وتدوينه إلاّ غير العرب . وأما العرب الذين أدركوا هذه الحضارة وخرجوا إليها عن البداوة فشغلتهم الرياسة فى الدولة العباسية. وأما العلوم العقلية فلم تظهر عند العرب إلا بعد أنْ تميّز أهل العلم ومؤلفوه واستقر العلم واختصّ به غير العرب. وقد اختصّ بالعلم الأمصار الموفورة بالحضارة. ولا أوفر اليوم فى الحضارة من مصر، فهى أم العالم وينبوع العلم والصنائع)) (ص 480، 481) وما لم يذكره ابن خلدون (كمثال) أنّ البيرونى يُنسب إلى (بيرون) وهى الآن ضمن باكستان . ومن أبناء أفغانستان ابن سينا وأبو حنيفة النعمان والفارابى . وكانت أفغانستان تـُسمى خارسان أو خوراسان ثم تحول الاسم إلى أفغانستان . وقد أكد ابن خلدون هذه الحقيقة عندما كتب ((العلوم كثيرة والحكماء فى أمم النوع الإنسانى متعددون وما لم يصل إلينا من العلوم أكثر مما وصل فأين علوم الفرس التى أمر عمر رضى الله عنه بمحوها عند الفتح وأين علوم أهل بابل وأين علوم القبط من قبلهم ؟ ولما فتحتْ أرض فارس ووجد العرب فيها كتبًا كثيرة كتب سعد بن أبى وقاص إلى عمر بن الخطاب يستأذنه فى شأنها وتلقينها للمسلمين فكتب إليه عمر أنْ أطرحوها فى الماء ، فإنْ يكن فيها هدى فقد هدانا الله بأهدى منه وإنْ يكن ضلالا فقد كفانا الله ، فطرحوها فى الماء أو فى النار فذهبتْ علوم فارس عن أنْ تصل إلينا)) (ص 32، 402) وعن اللغة العربية كتب أنها فسدتْ على الإطلاق ولم يبق لها رسم فى الممالك الإسلامية بالعراق وخراسان وبلاد فارس . وربما بقيتْ اللغة العربية المَضرية بمصر والشام والأندلس والمغرب لبقاء الدين فانحفظتْ بعض الشىء. أما فى ممالك العراق وما وراءه فلم يبق لها أثر. وأنّ كتب العلوم صارت تـُكتب بلغه غير عربية. واعلم أنّ لغات أهل الأمصار إنما تكون بلسان الأمة. وأنّ اللسان العربى المَضرى فسدتْ ملكته وتغير إعرابه. وعن مشاكل اللغة العربية وتعقيداتها كتب أنها تعتمد على حركات التشكيل لتعرف الفاعل من المفعول إلخ ثم أضاف ((وليس يوجد ذلك إلاّ فى لغة العرب . وأما غيرها من اللغات فكل معنى أو حال لابد له من ألفاظ تخصه بالدلالة)) وعن الاختلاف بين الشعوب فى اللغة العربية كتب ((فطريقة المُتقدمين مغايرة لطريقة المتأخرين. والكوفيون والبَصريون والبغداديون والأندلسيون مختلفة طرقهم كذلك . واعلم أنّ علم اللغة هو بيان الموضوعات اللغوية. وأنه لما فسدتْ ملكة اللسان العربى فى الحركات المُسماة عند أهل النحو بالإعراب استنبطتْ القوانين لحفظها)) وأنّ غير العرب هم من أدخلوا التعديلات على اللغة العربية منهم ((ديوان من مصر منسوب إلى جمال الدين بن هشام من علمائها استوفى فيه أحكام الإعراب مجملة ومفصلة وحذف المتكرّر فى أكثر أبوابه وسماه بالمغنى فى الإعراب فوقفنا منه على علم جم يشهد بعلو قدره فى هذه الصناعة. وكان ينحو فى طريقته منحاة أهل الموصل الذين اقتفوا أثر ابن جنى)) ومع ملاحظة أنّ ابن جنى من أصل إغريقى . وذكر ابن خلدون اختلاف اللغة بين اللسان الحميرى واللسان المَضرى ((فلغة حميرى لغة أخرى مغايرة للغة مَضر فى الكثير من أوضاعها وتصاريفها وحركات إعرابها كما فى لغة العرب. وأنّ من أهل الأمصار من لا ينطقون حرف القاف وقد تبيّن ذلك عندما قال الفقهاء أنّ من قرأ ((اهدنا الصراط المستقيم)) بغير القاف فقد لـَـحَنَ وأفسد صلاته. وأنّ اللسان المَضرى فسدتْ لغته رغم أنها لغة القرآن وإنما هى لغة أخرى من امتزاج العجمة (اللغات غير العربية) (318، من 482- 493) وعن الفرق بين العرب والأمم المتحضرة ذكر أنّ العرب كانوا يسكنون فى خيام من الوبر والصوف ثم انتقلوا بعد غزواتهم لسكنى القصور. وأنّ عمرو بن العاص عندما غزا مصر كان يجلس داخل القصر على الأرض . وأنّ أكثر ما يكون من الأمم الوحشية الساكنين بالقفر كالعرب لأنهم جعلوا أرزاقهم فى رماحهم ومعاشهم فيما بأيدى غيرهم. ومن دافع عن متاعه آذنوه بالحرب ونصب أعينهم غلب الناس على ما فى أيديهم تحت المُسمى فى الشريعة بالجهاد (من 218- 226) وذكر أنّ غزوات العرب تبنــّتْ سياسة إلقاء الرعب فى نفوس الشعوب التى تم غزو أوطانها فكتب ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرب خدعة ومن أمثال العرب رُبّ حيلة أنفع من قبيلة. وقال الرسول نـُصرتُ بالرعب مسيرة شهر. وغلب المسلمين من بعده فى الفتوحات فإنّ الله سبحانه تكفــّـل لنبيه بإلقاء الرعب فى قلوب الكافرين حتى يستولى على قلوبهم فينهزموا معجزة لرسوله. فكان الرعب فى قلوبهم سببًا للهزائم فى الفتوحات الإسلامية كلها)) (232) وابن خلدون هنا اكتفى بترديد التبريرات غير المقنعة للعقل الحر عن تلك (الفتوحات) أى الغزوات ضد الشعوب الآمنة ، لأنّ العرب كما ذكر هو ((جعلوا أرزاقهم فى رماحهم وأنّ معاشهم اعتمد على ما فى أيدى غيرهم)) أى أنّ العرب الغزاة لم يسعوا لنشر الإسلام كما تقول أكذوبة الثقافة السائدة. كما أنهم لم يسعوا لإنتاج احتياجاتهم من غذاء وكساء وفضـّـلوا الاعتداء على غيرهم من الشعوب لنهب مواردها تحت مُسميات عديدة وهى ما اعترف به ابن خلدون إذْ ذكر أنّ العرب كانوا يسيرون على سُنن الدين وهى ((ليستْ إلاّ المغارم الشرعية من الصدقات والخراج والجزية)) (ص 233) بل إنّ ابن خلدون ردّد ما هو أشنع إذْ تبنى وجهة نظر الأصولية الإسلامية التى تعتمد حجة (التكفير) للغزو والنهب فكتب أنّ ((النصارى اختلفوا فى دينهم وصاروا طوائف . ولم نر أنّ نسْخ أوراق الكتاب بذكر مذاهب كفرهم فهى على الجملة معروفة وكلها كفر كما صرّح به القرآن الكريم . ولم يبق بيننا وبينهم فى ذلك جدال ولا استدلال إنما هو الإسلام أو الجزية أو القتل)) (ص 195) فلو أنّ ابن خلدون اكتفى بما قرّره عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص عن قاعدة (الإسلام أو الجزية أو القتل) كما فعل ابن عبد الحكم فى كتابه (فتوح مصر وأخبارها) لبدا كلامه مجرد تقرير لحقيقة الغزاة العرب ، ولكنه فى تلك الفقرة تبنى تلك القاعدة (الإسلام أو الجزية أو القتل) أى أنه متطابق معها خاصة أنّ صياغته كانت دقيقة وليس فيها أى التباس حيث كتب ((ولم يبق بيننا وبينهم فى ذلك جدال ولا استدلال إنما هو الإسلام أو الجزية أو القتل)) وهو هنا تناسى دوره كمؤرخ ليتحول إلى داعية للغزو على خلفية القرآن وأحاديث النبى . وهو ما تأكد عندما كرّر ابن خلدون حجة (الكفر) فى الصفحات من 211- 214و229 رغم أنه اعترف بأنّ العرب ((جعلوا أرزاقهم فى رماحهم)) (ص 226) ورغم أنه كتب أنّ العرب متوحشون وليس لهم وطن يرتافون منه ولا يقفون عند حدود بل يطفرون إلى الأقاليم البعيدة ويتغلبون على الأمم النائية. وانظر ما يحكى فى ذلك عن عمر رضى الله عنه لما بويع وقام يحرّض الناس على العراق فقال إنّ الحجاز ليس لكم بدار إلاّ على النعجة. سيروا فى الأرض التى وعدكم الله فى الكتاب أنْ يورثكموها)) وبعد أنْ نقل نص كلام عمر بن الخطاب أضاف ابن خلدون ((وذلك أيضًا حال العرب السالفة مثل التبابعة وحمير وكيف كانوا يخطون من اليمن إلى المغرب مرة وإلى العراق والهند أخرى... وهذا شأن الأمم الوحشية. فلذلك تكون دولتهم أوسع نطاقــًا وأبعد من مراكزها)) (ص122) وإذن فإنّ عمر بن الخطاب فى النص الذى ذكره ابن خلدون يعتمد آلية (التوريث) وهو توريث يعتمد على (غزو) الشعوب غير العربية. ومن هنا كانت أهمية إضافة ابن خلدون وهو أنّ ما فعله العرب قبل الإسلام فعلوه بعد الإسلام . وفى فصل بعنوان (العرب إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب) كتب ابن خلدون ((والسبب فى ذلك أنهم أمة متوحشة ، باستحكام عوائد التوحش وأسبابه فيهم ، فصار لهم خـُلقــًا وجبلة. وأنّ عندهم ملذوذ لما فيه من الخروج على ربقة الحكم وعدم الانقياد للسياسة. وهذه الطبيعة مُنافية للعمران. كذلك صارت طبيعة وجودهم مُنافية للبناء الذى هو أصل العمران. هذا حالهم على العموم . وأيضًا فطبيعتهم انتهاب ما فى أيدى الناس وأنّ رزقهم فى ظلال رماحهم . وليس عندهم فى أخذ أموال الناس حد ينتهون إليه ، بل كلما امتدتْ أعينهم إلى مال أو متاع أو ماعون انتهبوه فإذا تم اقتدارهم على ذلك بالتغلب . وهم مُتنافسون فى الرياسة وقلّ أنْ يُسلــّم أحد منهم الأمر لغيره ولو كان أباه أو أخاه أو كبير عشيرته إلاّ على كره. ويفرضون على الرعية الجباية فيفسد العمران. وتم تخريب اليمن والعراق وتم تخريب ما كان للفرس والشام وإفريقيا . والمغرب قد لحق بها الخراب وعادتْ بسائطها خرابًا كلها بعد أنْ كان السودان والبحر الرومى كله عمرانـًا تشهد به آثار العمران من المعالم والتماثيل)) وفى الفصل التالى كتب بعنوان (العرب لا يحصل لهم المُلك إلا بصبغة دينية) والسبب ((فى ذلك لخـُلق التوحش الذى فيهم وهم أصعب الأمم انقيادًا بعضهم لبعض للغلظة وبُعد الهمة والمنافسة فى الرياسة. وأنهم أكثر بداوة من سائر الأمم . وإذا ملكوا أمة من الأمم جعلوا غاية ملكهم الانتفاع بأخذ ما فى أيديهم)) وبعد أنْ ذكر تفاصيل الصراع على السلطة والجرائم التى ارتكبها الخلفاء فى الخلافة الأموية ثم العباسية كتب ((فلم بزل المُلك فى أعقابهم إلى أنْ انقرضتْ دولة العرب بأسرها)) (من ص 121- 131) ونظرًا لتغلب البداوة على العرب فإنهم بعد أنْ غزوا فارس والروم اندهشوا من مظاهر الحضارة لدرجة أنهم اعتبروا المُرقق (نوع من الطعام) رقاعًا. ورغم ذلك فإنّ الخليفة المأمون أسرف فى نهب موارد الدولة. فذكر ابن خلدون أنه أعطى بوران بنت الحسن فى مهرها ((ألف حصاة من الياقوت وأوقد شموع العنبرة فى كل واحدة وبسط لها فرشـًا كان الحصير منها منسوجًا بالذهب مـُكللا بالدر والياقوت. وأنشد المأمون بيتـًا من أشعار أبى نواس)) (ص 144) وما فعله المأمون مثال من بين آلاف الأمثلة عن نهب موارد الشعوب سواء من الغزاة العرب أو ممن سبقوهم أو من جاءوا بعدهم ، فذكر ابن خلدون عن الأندلس أنّ (الثقاة من مؤرخيها ذكروا أنّ عبدالرحمن الناصر خلـّـف فى بيوت أمواله خمسة آلاف ألف ألف دينار(= خمسة آلف مليون) مُكرّرة ثلاث مرات يكون جملتها خمسمائة ألف قنطار)) أما أبو هريرة فقد أتاه مال من البحرين فاستكثروه وعجزوا عن عده وتعبوا فى قسمته. فقال خالد بن الوليد رأيتُ ملوك الشام يُدوّنون فوافق عمر بن الخطاب على ذلك (203) وذكر ابن خلدون أيضًا أنّ عمر بن الخطاب ((قاتل الأمم فغلبهم وأذن للعرب فى انتزاع ما فى أيديهم . وبعد أنْ كان العرب يعيشون فى خشونة العيش وشظفه الذى ألفوه ، فلم تكن أمة من الأمم أسبغ عيشـًا من مَضر لما كانوا بالحجاز فى أرض غير ذات زرع ولا ضرع وكانوا ممنوعين من الأرياف وحبوبها (يقصد لا يعرفون الزراعة) ولقد كانوا كثيرًا ما يأكلون العقارب والخنافس ويفخرون بأكل العلهز وهو وبر الإبل ويخلطونه بالدم ويطبخونه. وقريبًا من هذا كانت حال قريش . وبعد غزوهم لفارس والروم فكان الفارس الواحد يقسم له فى بعض الغزوات ثلاثون ألفـًا من الذهب أو نحوها فاستولوا من ذلك على ما لا يأخذه من الحصر، وهم مع ذلك على خشونة عيشهم ، فكان عمر يُرقــّع ثوبه بالجلد . وكان أبو موسى يتجافى عن أكل الدجاج لأنه لم يعهدها للعرب)) أما بعد الغزوات فإنّ ابن خلدون نقل عن المسعودى أنه فى عهد عثمان ((اقتنى الصحابة الضياع والمال. وكان لعثمان يوم قــُتل عند خازنه خمسون ومائة ألف دينار وألف ألف درهم (= مليون) وقيمة ضياعه بوادى القرى وحنين وغيرهما مائتا ألف دينار. أما الزبير فخلف بعد وفاته خمسين ألف دينار وألف فرس وألف أمة (أى ألف إنسانة عبدة) وكان لطلحة فى العراق ألف دينار كل يوم . وخلف زيد بن ثابت من الذهب والفضة ما كان يُكسّر بالفؤوس غير ما خلف من الأموال والضياع بمائة ألف دينار. وبنى سعد بن أبى وقاص داره بالعقيق)) (170، 171) فبعد أكل العقارب والخنافس ورفض أكل الدجاج ، وبعد السكنى فى خيام من الوبر، إذا بهم بعد الغزوات التى رفعتْ شعار ((لا إله إلاّ الله وأنّ محمدًا رسول الله)) ينهبون الشعوب ويعيشون فى القصور. ويتركون ملايين الدنانير والدراهم بعد موتهم وأحدهم يبنى قصره بالعقيق. ورغم كل ذلك فإنّ ابن خلدون يُبرّر الغزو بمرجعية دينية. وهنا يبدو تناقضه ، مما يؤكد خطورة طغيان اللغة الدينية على عقل أى مؤرخ ، رغم أنه فى أغلب صفحات كتابه عقد مقارنة بين البدو والحضر. بل إنه أشاد بدور مصر الحضارى فكتب ((نحن نرى أنّ العلم والتعليم إنما هو بالقاهرة من بلاد مصر لأنّ عمرانها مستبحرة وحضارتها مستحكمة منذ آلاف السنين)) وأكثر من ذلك عندما كتب ((لا أوفر فى الحضارة من مصر فهى أم العالم)) (ص364، 481) ورغم ذلك فإنّ العروبيين من (المصريين) يُصرّون على أنّ (مصر عربية) لتثبيت أكذوبة أننا عرب. ***
#طلعت_رضوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كارثة العروبة على مصر
-
العلاقة التاريخية بين الدين والقومية
-
القرن التاسع عشر وتحديث المدن المصرية
-
الخيال والإبداع الروائى
-
تحايل إيزيس على (رع)
-
الأنثروبولوجيا والفولكلور والثقافة القومية
-
التعليم الدينى وجذور العنف
-
الفرق بين أسطورة أوديب اليونانى والأمير المصرى
-
مثقفون مع الأصولية الإسلامية (16) د. محمد بيومى مهران
-
مثقفون مع الأصولية الإسلامية (15) د. حسين مؤنس
-
الملاح والثعبان رئيس الجزيرة
-
العداء للمعرفة والتعصب الدينى
-
مثقفون مع الأصولية الإسلامية (14) أحمد صبحى منصور
-
مثقفون مع الأصولية الإسلامية (13) محمد أحمد خلف الله
-
مثقفون مع الأصولية الإسلامية (12) د. قاسم عبده قاسم
-
مثقفون مع الأصولية الإسلامية (11) رجاء النقاش
-
رد على الأستاذ أحمد المصرى
-
مثقفون مع الأصولية الإسلامية (10) الدكتور جلال أمين
-
مثقفون مع الأصولية الإسلامية (9) فاروق عبد القادر
-
رد على الأستاذة ساره
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|