|
جميعا ما أجل اعلان المناضلة الامازيغية ابا يجو شخصية سنة 2014
انغير بوبكر
كاتب وباحث مغربي مهتم بشؤون الديموقراطيةوحقوق الانسان
الحوار المتمدن-العدد: 4366 - 2014 / 2 / 15 - 22:23
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
جميعا ما أجل اعلان المناضلة الامازيغية ابا يجو شخصية سنة 2014 *انغير بوبكر المنسق الوطني للعصبة الامازيغية لحقوق الانسان تحتفل الانسانية جمعاء يوم ثامن مارس من كل سنة باليوم العالمي للمرأة يوم تستعرض فيه الجمعيات الحقوقية النسائية حصيلة نضالها المستميت من اجل المساواة والانصاف بين الرجال والنساء ، واذا كان العالم المتقدم قد احرز تقدما كبيرا في مجالات عديدة تعنى بحقوق المرأة واستطاعت المراة في البلدان المتقدمة ان تحصل على حقوقها في التعليم والصحة والمساواة في الاجر وفي ساعات العمل وفي العطل الاسبوعية و.... ولم يكن الحصول على هذه الحقوق سهلا ولا سلسا بل كان بفعل نضالات كبيرة وتضحيات جسام ساهم فيها المناضلون والمناضلات في كل بقاع العالم لا يمكن ان نتذكرهم جميعا ولكن يمكن ان نذكر مثلا روزا لوكسمبورغ المشهورة بنضالها الاممي من اجل تحرر المرأة من ربقة الاستعباد والاقصاء في ظل مجتمع راسمالي يشيئ المرأة ويستغلها في الاشهار والعمل والجنس ... ولا يعطيها الحقوق الانسانية التي تستحقها كإنسان كامل المواصفات والشروط لا تفوتني الفرصة هنا ان اذكر نضال المرأة الحديدية الكسندرا كولونتاي التي ناضلت هي الاخرى من اجل احترام انسانية المرأة ومن اجل الكرامة والمساواة في مجتمع بطريكي بامتياز ، ان هذه الامثلة من المناضلات اللواتي ضحين من اجل حقوق المراة جديرات بالاحترام والتكريم وبفضل تضحياتهن استطاع المجتمع البشري ان يلتفت الى حقوق المرأة وان يعترف بنضالها وحقوقها وبإنسانيتها، في العالم الاسلامي لا تزال المرأة تعاني الامرين من اجل فرض حقوقها المشروعة وتواجه من اجل الكرامة والمساواة التيارات المحافظة الظلامية التي ترى المرأة عورة يجب سترها وعمل المرأة وحقوقها رجس من عمل الشيطان ووراء هذه الطروحات القروسطية رجال دين بل سماسرة دين على وجه التحديد ينظرون للاستبداد وامتهان كرامة النساء صباح مساء ويتحالفون ويسكتون عن تجاوزات الحكام وزيغهم ولا يتوانوا لحظة في التصدي للحركة النسائية عند كل مطلب لذلك قبع العالم الاسلامي او للتحديد معظم بلدانه في التخلف والرجعية ففي بلدان عديدة لا تزال المراة محرومة من سياقة السيارة ولاتزال المراة محرومة من المشاركة السياسية ومن العمل في بلدان اخرى لذلك يستحيل ان تتقدم البلدان التي لا تعطي للمراة حقوقها ولا يمكن ان تحلم هذه البلدان بالانتماء الى الحضارة الانسانية الراقية ، في بلدنا المغرب والحقيقة للتاريخ ان المغرب بفعل التوجه الحداثي الديموقراطي لعاهل البلاد محمد السادس واصراره الشخصي على اعطاء المرأة المغربية حقوقها باشر الملك محمد السادس بنفسه اوراش اصلاح مدونة الاسرة و استطاع رغم تعنت التيار المحافظ المتغلغل في المجتمع ان يحقق للمراة المغربية بعض ما تصبو اليه رغم ان حقوقها ما تزال غير مكتملة ومايزال هدف الانصاف والمناصفة على وجه الدقة مشروعا لم ينزل بعد على ارض الواقع ، بلادي المغرب خطت خطوات مهمة في سبيل اعطاء المراة حقوقها هذا لاشك فيه ولكن الحقيقة كذلك تقتضي ان نقول بأن المراة القروية بصفة عامة والامازيغية بصفة خاصة تعاني اقصاءا واضطهادا مزدوجا فهي تعاني ما تعانية المراة الحضرية من عنف زوجي واقصاء في العمل وفي الاهانات المتكررة عند ما تكون خادمة في البيوت او في اسواق العمل هذه معاناة مشتركة مع كل النساء ولكن المرأة الامازيغية تعاني من ظلم الامية والجهل وغياب التطبيب وانعدام مقومات التواصل والتشكي عند حصول اي خرق بل ان المرأة الامازيغية ما تزال تعيش مرحلة مظلمة في تاريخها حيث تتحالف الطبيعة القاسية وغياب البنيات التحتية الضرورية للعيش الكريم وافة الامية والتشغيل والتزويج المبكرين ، تعتبر المظلومة ابا يجو المعتصمة امام المحكمة الابتدائية بتيزنيت نموذجا صارخا للظلم والتنكيل الذي تتعرض له المراة الامازيغية من قبل المجتمع الذكوري بامتياز الذي استغرب خرق المراة الامازيغية لعادة خروجها من السجن المنزلي وبالتالي تعتبر حالة ابا يجو شهادة على ان المجهودات التي قامت بها الدولة المغربية من اجل انصاف المراة ما تزال ناقصة امام استفحال الامية والظلم واللامساواة واللاعدالة ، لذلك وصفها مظهدها بانها مجنونة لانها تجرأت بالمطالبة بحقوقها في مجتمع تعطى الحقوق فيه للرجل فقط وليس بطبيعة الحال لكل الرجال فالنساء والرجال في المحنة بحال بحال لكن مع امتياز مجتمعي يعطى للرجل الذي له الحق بالمطالبة بحقوقه اما المرأة الامازيغية عندما تريد ان تجاهر بحقوقها فتنعت بالسفور وعظائم الامور هذا هو مجتمعنا المتخلف وهذا ما يجب ان يتصدى له اصحاب السوسيولوجيا والسياسة والانثربولوجيا وجميع اصحاب التخصصات العلمية ، المراة الامازيغية تذهب حقوقها في المحاكم والمستشفيات وغيرها من المرافق الاساسية والحيوية لانها لا تعرف اللغة الفرنسية لغة الادارة ولا الدارجة لغة الشارع والتخاطب اليومي فتكون ضحية جهلها بل الاحرى تجهيلها ، ان المآسي التي تحدث في المحاكم المغربية بفعل انعدام الترجمة الى الامازيغية ترقى الى مستوى الجرائم الثقافية حيث تفقد الام والزوجة والطفلة المغتصبة حقوقهن بفعل جهلهن للمساطر اولا وبفعل لغة الادارة التي لا يفهمناها ، ان ما تعرضت له ابا يجو كرمز من رموز معاناة المرأة الامازيغية هذه السنة يجب ان يوقض ضميرنا جميعا من اجل النضال من اجل الاسراع باخراج القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للامازيغية ويحثنا كذلك على ضرورة مطالبة الحكومة بادراج الامازيغية في معاهد تكوين القضاء والمحاميين و جميع المراكز التكوينيية التي تخرج اناسا يعملون في المغرب بلغة المغاربة حتى لا تضيع حقوق المراة الامازيغية وتكون ضحية التماطل والتسويف السياسي والجهل القانوني .
#انغير_بوبكر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاستاذ المهدي لوكس مربي الاجيال ومنجب اطر الدولة المغربية
-
لماذا احتضن المغرب امازيغ مالي وتجاهل قضية امازيغ الجزائر ؟
-
النظام الجزائري من الثورة الى الثروة
-
استجواب الاستاذ انغير بوبكر مع جريدة نبض المجتمع العدد الثان
...
-
الى النائب البرلماني المقرئ ابوزيد :إذا لم تستحي فقل ما شئت
...
-
استجواب صحفي مع انغير بوبكر جريدة صحيفة الناس ليوم الجمعة 27
...
-
استجواب الاستاذ انغير بوبكر مع جريدة حقائق مغربية عدد دجنبر
...
-
النخبة السياسية المغربية واليهودفوبيا .
-
الولايات المتحدة الامريكية تساند الموقف المغربي في قضية الصح
...
-
دور الديبلوماسية الملكية في الدفاع عن المصالح الاستراتيجية ل
...
-
العلاقات المغربية الجزائرية : هل تصلح الثقافة ما افسدته السي
...
-
هل امريكا عدوة الشعوب حقا؟؟
-
واخيرا ادرك العالم همجية النظام الدموي الاسدي؟؟
-
رسائل الملك محمد السادس الى النخبة السياسية المغربية بمناسبة
...
-
طارق رمضان : المثقف الاسلامي المستنير في بلاد الغرب
-
استجواب مع جريدة المنعطف المغربية نشر على حلقات ايام الجمعة
...
-
رجاءا لا تجبروا الشعب المصري على خلق جيش مصر حر آخر
-
هل سبق للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ان كان مقاوما ضد
...
-
هل كان ساركوزي عميلا للموساد الاسرائيلي ؟
-
امارة قطر من البداوة الى الحضارة الجزء الثالث والاخير
المزيد.....
-
قوات الدعم السريع تقتل الصحفية السودانية حنان آدم
-
اليمن: عشر سنوات من المأساة
-
ما نصيحة رائدة أعمال إماراتية بمجال العافية للنساء العربيات
...
-
عائلة امرأة تركية أمريكية قتلتها إسرائيل ستلتقي بلينكن
-
أطعمة طبيعية لتسكين آلام تعاني منها النساء
-
نساء كركوك يقدمن مسرحية صامتة عن زواج القاصرات
-
اسمه باتمان ولم تغنه 20 زوجة عن اغتصاب بنات 9 سنين.. الحكم ب
...
-
الشرطة الكينية تفرق احتجاجات ضد ارتفاع حالات قتل النساء.. مس
...
-
كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة لعام 2024 وشروط التقديم
...
-
بعد زيادة قيمة منحة السياحة حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|