كريم الشامي
الحوار المتمدن-العدد: 4366 - 2014 / 2 / 15 - 17:22
المحور:
الادب والفن
إِنْسَ العالَم
فَكِّرْ بِنَفْسِكَ
ولا تُفَكِّر بِالعالَم
حينَ تُفَكِّر بِنَفْسِكَ
سَتَكونَ العالَم
بدَلَاً عَنِ العالَمِ نفْسه.
فَكِّر في نَفْسِكَ
أَلَيْسَتْ نَفْسكَ
هيَ هذا العالَم كُلِّه؟
لِتَكُن أَنْتَ العالَم
العالَمُ عارٍ
مِثْلُكَ حينَ اتَيْت
ومِثْلكَ حينَ ستَذْهَب
مُرْتَدياً كِذْبَتكَ البيْضاء.
إِنْسَ العالَم
وفَكِّر معَ نفْسِكَ
أَلَيْسَتْ نفْسكَ عارية
وسائبة
وبِلا معْنىً
مِثْلَ العالَم؟
العالمُ عارٍ
بلا معاطِف
ولا جُبَبٍ
ولا قُمْصان
ولا بنْطَلونات
العالمُ الكامِلُ الفضائحِ
بِكُلِّ كراهيَّتهُ
وبِكُلِّ شَهَواتِهِ
وبِكُلِّ ظَلامِهِ العميق
وشَراسَتِهِ
وظُلْمِهِ
ولا جَدْواه
العالمُ بِكُلِّ ضُعْفهِ الّذي
هوَ نَفْسُكَ الّتي
تَنْفَني في تَرْويضهِ
دونَ أنْ تَراه
دونَ أنْ تَفْلَحَ
في تَجَرُّعِ آلآمه
والْتِهامِ مَلَذَّاته
وتَحَمُّلِ بَلْواه.
فَكِّرْ في العالم
أَلَاْ يَبْدو ضَيِّقَاً
وصَغيراً جِدَّاً
ومُكْتظَّاً لِلْغايةِ
وَمِثْلُكَ
لا موطئ فيهِ
لِذَرَتِهِ المُتناهيةِ الصُّغْرِ
الّتي هيَ نَفْسُك.
قُدْ لَذَتكَ إلى حَتْفِها
أَمْسِكها مِنْ نابيْها
والْقِ بِها إلى ثَغْرِ البُرْكان
سَتَغْدوَ حُرَّاً
ومُتَخَفِّفاً
وقادِراً على حَمْلِ العالم
دونَ مَعاطِفَ
أَوْ قُمْصان.
إِنْسَ العالم
ولا تَنْظُرَ إلْيهِ
أُنْظُرْ لِنَفْسِكَ
لِتَعْرِفَ
ماذا فَعَلَتْ نَفْسُكَ بالعالم.
ماَ العالم؟
لا أحَدَ يَعْرِف ما العالم!
أنا فقط
مَنْ يَعْرِف هذا العالم
لَقَد إِلْتَمَّتِ الآلهةُ ذاتَ بروق
قبْلَ أنْ يكونَ اليوم
وقبلَ انْ يوجد النَهار
وقَبْلَ انْ يُبْتَدَعَ الليلُ بيْتاً لِلمَلَذّات
وقرَّرَتْ أنْ تَصْنعَ شيئاً
شيْءٌ إسمهُ العالم
العالمُ الذي لا يَعْرِفهُ أَحَد
فقط أنا والآلهة
مَنْ يَعْرِف هذا العالم
إنَّهُ ببساطة
وكَما لو كُنْتَ تُقَشِّر مَوْزةً
حاجاتِ الآلهة الٍّسَّبْعةَ
التي تَكَوَّمَتْ
واحِدَة فَوْقَ الأخْرى
تَكَوَّمَتْ
لِكُلٍّ رائحَتِها
ولَوْنِها
وطَعْمِها
فَكانَ العالم.
#كريم_الشامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟