أماني فؤاد
الحوار المتمدن-العدد: 4366 - 2014 / 2 / 15 - 02:59
المحور:
الادب والفن
" هذا أنتَ .."
عاريةٌ من كل معنى
لا أملك يقينا ..
إلا أنني لم أعد أريدك ..
ذاتَ يومٍ .. كان هنا بحرُ..
ثم كان ..
أن جفت الزرقة ..
واكتسحتها صحراء الأصفر ..
..........
حين امتدت أصابعي لتلمس قواقعَ هذا الوادي
تلك المطمورة في صخوره الصلدة
انتصب زمنٌ ..
يستحضر فيك ثنائيةً ممرورة
عشق وصخر ..
صخر وتوق ..
توق وألم ..
لكَ في كلِ يومٍ وجهٌ..
..........
عربدت فيكَ تعويذة وديان الموتي..
تلك القابعة هناك .. بين طبقات جلدك .
فصرخت أشباحُك تثقبُ صدري :
ماضي أنتِ ..عذابٌ مقيٌم ..
.........
فيستجديني ظلي الأخير:
اتركيه ..
قدسية صنم من زمن غابرٍ
كلُ إيمان قابلٌ للكفرِ ..
...........
وحيدة في شق كبير..
متعرج بين جبلين ..
كان هنا بحرُ .. ثم حدث أن غاض ماؤه
واندثر ..
كلُ شيءٍ صار محنطا
يليق بك فيّ ..
مِتحفُ ..
جبالُ حادة سوداء
ممياوات وجماجم ملقاه..
أكان هنا حياة ! ؟
أمواج تتوالي
يتراقص بين حناياها قارب صغير..
دوامات صاخبة العمق ..؟
قراصنة روحك نهبت سفني..
............
في قلبي خرائط بالية
جغرفيا سحيقة مسحورة ..
إن سرحت قدماي لمداها الأكثر غور
في الأعلي ..
ترتفع القامة ؛ لتغرب شمس ..
فوق جبال الحافة
أقف لاخاطب فيكَ الربَ
لمَّ كتب فوق الجباه الحزنَ؟
لمَّ خلق اليأسَ ؟
...........
فوق شفتي انطمرت قبلاتُك ..
وأندثر مذاقُ العشقِ..
كان أن نمت شجرة خضراء.. بأحضان صخرة كبيرة
لكنها لم تثمر زهرا ..
حَلقتَ فوقها دوما طائرَ موتٍ
..........
يليق ببقاياك
محمية طبيعية ..
عفوا ..لا تستحق أن امنحك متنفسا ..
الأجدر بك طوفان هادر..
يجتث جذورك من كون صخري مثلك
.......
تحطم وجهك
وانتثرت أوراقك
بفعل رياح عاتية ..
ذاب مداد حروفك ..
تساقط قطرة بعد أخري ..
ولون وجهك بالأسود
...........
لم أعد أريدك ..
تغضن جسد المعني
وذهبت روحُه في قبو الأسطورة
أيام ترددك موت يتكرر ..
صخر يتمدد
.............
حدث أن كانت أحضانُك شعبا مرجانيةً رخوة..
تتراقص في الأبيض ..
تزهو بالألوانِ الساحرةِ ..
تخرجُ منها كائناتٌ من نورٍ تتألق
تلهو وتغدقُ حبا ..
تأخذني في أعماقك
لتحرر شوقا ..
يعلو.. ويعلو ويعود سريعا لدفء حكاياتك
يغفو بصدرك
..................
كل الاشياء ..
مستها عصاك السحرية ..
كل الأشياء..قد جفت
كأنك صرت إله موت !!
معلق في الفراغ
تموت لتحيا
تحيا في الموت ..
عارية منك .. أتعثر في اسمك ..
وأعود لأقف ..
أصبغ أصابعي بالأسود
كي لا تتسلل نحوك..
جدير بك فيّ ..أن تذهب للعدم .
د. أماني فؤاد
#أماني_فؤاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟