ضياء رحيم محسن
الحوار المتمدن-العدد: 4365 - 2014 / 2 / 14 - 20:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المسن شعلة من الامل، وهو بمثابه القنديل التي أضاءت لنا العالم من قبل، وحان الوقت لإضاءته له وعدم السماح لأي مخلوق كان ان يؤذي ذلك القنديل، فلنجعله مضيئا دائما بكل شيء من كافه الجوانب. وقد أهتم ديننا الحنيف بفئة كبار السن، فأوصى برعايتهم ((وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)) الإسراء 23، وكان بذلك يؤسس لإحترام هذه الفئة ويصون كرامتها، بعد أن قدمت خلال مراحل حياتها الأولى؛ عصارة شبابها في سبيل ديمومة الحياة ومواصلة التقدم، وإيصال ما تعلموه إلينا من معارف وعلوم في مختلف العلوم.
في حديث للرسول الأكرم (صلواته وسلامه عليه وعلى أله وسلم) يقول فيه ((إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط) وفي حديث أخر يقول (ليس منّا مَن لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا) وهذا فيه تأسيس لإكرام هذه الفئة من الناس؛ ثم يجب أن لا ينسى أحدنا بأنه سيمر بهذه الفترة من العمر فكيف سيكون حاله عندها؟
الذي يعنينا هو كفالة الدولة لهذه الفئة، فماذا فعلت لهم وماذا سنت من قوانين تكفل لهم عيشا مريحا بعد طول عناء في خدمة بلدهم؟
نصت المادة29/ أولا ب من الدستور العراقي على (( تكفل الدولة حماية الأمومة والطفولة والشيخوخة، وترعى النشئ والشباب، وتوفر لهم الظروف المناسبة لتنمية ملكاتهم وقدراتهم)) وكذلك في المادة 30/ ثانيا من الدستور على ((تكفل الدولة الضمان الاجتماعي والصحي للعراقيين في حال الشيخوخة أو المرض أو العجز عن العمل أو التشرد أو اليتم أو البطالة، وتعمل على وقايتهم من الجهل والخوف والفاقة، وتوفر لهم السكن والمناهج الخاصة لتأهيلهم والعناية بهم ، وينظم ذلك بقانون ))
واقع الأمر لا نرى شيئا، وكما يقول المثل ( نسمع جعجعة ولا نرى عجينا) فزيارة بسيطة لمحافظات العراق، ترى شيوخ وعجائز كبيرات السن يتسولون في تقاطعات الشوارع والأسواق ليسدو رمقهم، بعد أن نستهم الحكومة، ولم تفكر حتى في إصدار قانون يحميهم.
أما مراكز الرعاية الإجتماعية، فهي ليست أكثر من مراكز تحمي المترفين من خلال منحهم الرواتب والإمتيازات، بدل أن تمنح لمن يستحقها فعلا؛ أما لو زرنا دور رعاية المسنين سنرى العجب العجاب، فلا خدمات متوفرة ورعاية صحية تمنح لهؤلاء، فقط كل الذي قادرة الوزارة أن توفره لهم سكن يحميهم من برد الشتاء وحر الصيف.
فيا نوابنا الكرام إرحموا عزيز قوم ذل، وأدوا ما عليكم من خلال سنكم لقوانين ترعى حقا أولئك الناس الذين أفنوا عمرهم في خدمة بلدهم.
#ضياء_رحيم_محسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟