أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامي فريدي - سايكولوجيا الحرف- 13














المزيد.....


سايكولوجيا الحرف- 13


سامي فريدي

الحوار المتمدن-العدد: 4365 - 2014 / 2 / 14 - 18:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سامي فريدي
سايكولوجيا الحرف- 13
الطبقة والوعي.. الغرب والشرق!..
الطبقة مفهوم اجتماعي مادي اكتسب أهمية خاصة بارتباطه بالبروليتاريا كقوة أساسية في حركة التاريخ الاجتماعي، وذلك على يد كارل ماركس في خلافه الشهير مع المعلم هيجل. انتقل كارل ماركس بالفكر الاجتماعي درجة (- درجات) للأعلى، عندما نقل مركز الحركة من القمة الى القاعدة، من الفئة المالكة للمال، إلى الفئة المنتجة التي تتولى العمل المادي.
فالفئة المالكة .. بدون فئة العمال- الفلاحين عاجزة عن تحقيق الانتاج، التراكم الاجتماعي والاقتصادي الذي يعزز حركة الحياة للامام. هذا يكشف عن وجود رابطة جدلية بين المالك والعامل، وبالتالي، بين جماعة المالكين (الملاكين) وجماعة العاملين (العمال). مفهوم الطبقة يتحقق عندما يتولد شعور مشترك بين أفراد فئة معينة بوحدة مصالحهم وأغراضهم وبالتالي وحدة مصيرهم. وبتولد الشعور المشترك، يبدأ أغلب الجماعة بالاتفاق على توحيد أغراضهم، ووضع الخطط الكفيلة لتحقيق التعاون والانسجام في أساليب العمل، وسياسات الانتاج، واتخاذ مواقف تضامنية تكافلية بحيث يكون مجموع أفراد الجماعة صفا واحدا لتحقيق أهدافهم المادية الاقتصادية والسياسية وحمايتها وتطويرها عبر الزمن.
مفهوم (الطبقة) الرأسمالية في طروحات كارل ماركس، اقتضى وجود مفهوم (الطبقة) العاملة. فالطبقة- تتحدد وتتشرط بوجود الوعي أولا، ثم الوعي المشترك داخل الجماعة المترابطة الأهداف والمصالح. ولذلك يسمع غالبا عبارة (الشعور الطبقي/ الوعي الطبقي) أكثر من التعبير المجرد للطبقة فحسب.
وفي غرار الشعور الطبقي، جاء تعريف الوطنية أو القومية بأنه تعبير عن الشعور المشترك، أي الوعي الوطني أو القومي بجملة الروابط المادية والاجتماعية التي تجمع مجموعة من الأفراد في مكان وظرف معين. وبدون وجود هكذا وعي – طبيعي سائد- يكون الحديث عن الوطنية والقومية والطبقات العمالية والفلاحية والاقطاعية والرأسمالية والبرجوازية والارستقراطية وغيرها، حديثا مجانيا يجانب الصواب.
فالوعي الطبقي في مضمار الحركة الاجتماعية هو مسألة تنظيمية أساسية، ومرحلة قاعدية لا مفر منها لوضع أية خطة تنموية أو برنامج سياسي ثقافي لتطوير المجتمع أو انجاز مستوى من أهداف سياسية.
من هذا المنظار شكل عمل ماركس أهمية ستراتيجية لتأسيس المنطق الاجتماعي، وقواعد التفكير السياسي ووضع الأسس التي وفقها قامت واستمرت الرؤى الثقافية للحضارة الأوربية العالمية. هذه الدرجة الاساسية من الوعي، وجملة القواعد النظرية والاجتماعية للمفاهيم والمصطلحات التي تربط الثقافة والعلوم والفلسفات الأوربية ببعضها، ضمنت تكامل قواعد المنظومة المدنية للمجتمع الأوربي من مرحلة الحمل والولادة والروضة والمدرسة حتى العمل وتنظيم الوقت والتقاعد والترفيه، في برنامج شمولي متكامل منسجم في أجزائه وفروعه مع وسائله وأهدافه، وتنسيق النشاط الفردي والمصالح الوطنية والاوربية العامة.
فاللغات الأوربية العديدة ترتكز إلى قاموس ثقافي اصطلاحي لغوي واحد، ما زال يتخذ اللاتينية والاغريقية والمعاجم الجامعية الحديثة مصدرا موحدا في التأسيس الثقافي وأنماط التفكير والمنطق والرؤى المشتركة. فأوربا ليست مجرد بلدان صناعية منتجة، أو دول استعمارية، وانما هي حضارة اجتماعية ثقافية سياسية وقواعد مستقرة للتفكير والمنطق والحوار، قبل أن تكون مجتعات سياسية اقتصادية مستقرة للاقامة والمعيشة.
ولذلك اختلفت مجتمعات أوربا الغربية عن مجتمعات أوربا الشرقية التي لا تكاد تختلف كثيرا عن مجتمعات الشرق الاستهلاكي.
في المقارنة العربية الاشكالية.. ليست المشكلة في افتقاد شخصيات وعقليات مثل هيجل وفيورباخ وماركس وفيبر فحسب ، وانما في عدم تطور القواعد والمبادئ والأسس الأساسية في اللغة – مصطلحا، والثقافة – هوية مركزية واضحة، والمجتمع كرابطة انتماء ووحدة وطنية قومية. فالعرب ما زالوا دون مرحلة التفكير في أهمية تلك القواعد وافتقادها. بل أن هناك من يرفض هذا الكلام ويفترض ان العرب امة وشعب وقومية واحدة لا يتخللها الشك أو يعتورها خلل. فالثقافة الانشائية والحماسة الرومانسية مازلت تبلط العقلية / العقليات الشرق أوسطية..
ان التحولات والاضطرابات الاجتماعية في تاريخ الشرق الأوسط ارتبطت بمصادر خارجية كالغزو والاحتلال، أو عوامل الصراع الديني، أو القرارات التي تصدر من فوق الهرم الاجتماعي والسياسي والديني، فالعامل المادي الاقتصادي غائب تماما في التاريخ العربي، والانسان الشرقي ما زال مساعدا للموت أو معاناة الشظف والعبودية خدمة لهدف ديني أو سياسي، وهذا يعني ان الوعي المادي أو الاقتصادي ما يزال يفتقد وضوحه لدى الفرد، فكيف بالطبقة. فاتحولات الحقيقية ما زالت غائبة عن مجتمعات الشرق، وكل ما جرى ويجري، تقوم به دولة الاستبداد أو سلطة الغزو الأجنبي.
فالدين والدولة والحزب والطائفة والعامة والموالي وأهل الذمة والانثى والقوامة والوصاية والولاية والقاصر .. كلها مفاهيم تقليدية متوارثة.. ليست المشكلة في أنه لا شيء يجمعها غير الهشاشة والرومانسية، وانما لا شيء يجمع بين أفراد وأنصار ودعاة كل منها.. لكل تتحول إلى طبقة موحدة.. لكي تنتقل الى مرحلة الصراع الطبقي وتأسيس المصطلحات الثقافية الموحدة.



#سامي_فريدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سايكولوجيا الحرف- 12
- سايكولوجيا الحرف-11
- سايكولوجيا الحرف -10-
- البنت.. البنت/ الولد.. الولد..
- سايكولوجيا الحرف- 9
- رسالة ثانية إلى مصر
- رسالة إلى مصر..
- الموقف من النصارى
- الموقف من اليهود
- التحرش الجنسي ضد المرأة وتواطؤ السلطة
- سايكولوجيا الحرف - 8
- سايكولوجيا الحرف – 7
- سايكولوجيا الحرف- 6
- سايكولوجيا الحرف- 5
- سايكولوجيا الحرف- 4
- سيكولوجيا الحرف- 3
- سايكولوجيا الحرف – 2
- سايكولوجيا الحرف - 1
- ايران.. الطرف الثالث
- ايران ليست صديقة ولا مسلمة


المزيد.....




- أحمد الشرع: سنشكل حكومة شاملة وسنعلن في الأيام المقبلة عن لج ...
- مراسم يابانية قديمة لجلب الحظ والسلامة البحرية في فوكوكا
- القسام تؤكد مقتل قائد أركانها محمد الضيف ونائبه وعدد من أعضا ...
- وزير الدفاع اليوناني يطلب رسميا من سفيرة فرنسا توضيحات حول ص ...
- ترامب يعرب عن تعازيه إثر مقتل روس في تحطم طائرتين بواشنطن وي ...
- صحيفة تكشف التقارير الأخيرة لجهاز استخبارات بشار الأسد قبل س ...
- السفارة الروسية في واشنطن: نعرب عن تعازينا بضحايا حادثة الطا ...
- مرتضى منصور يهدد ترامب: التراجع أو المحاكمة أمام الجنائية ال ...
- وكالة: الشيباني يشارك في مؤتمر دولي حول سوريا في باريس
- واشنطن تخطط لتفجير اختباري للبلوتونيوم العسكري


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامي فريدي - سايكولوجيا الحرف- 13