أمبرتودي1952:افضل فيلم انتجته نظريات الواقعية الجديدة

بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4365 - 2014 / 2 / 14 - 15:47
المحور: الادب والفن
    

أمبرتودي1952:افضل فيلم انتجته نظريات الواقعية الجديدة
في تعاون آخر بين دي سيكا والكاتب سيزار زافانيتي اسفر عن شيء من الممكن القول عنه :
افضل فيلم انتجته نظريات الوقعية الجديدة
فيلم امبرتو دي يتخلله تكثيف درامي اعلى من سابقه الذي يبدو اشهر منه ايضا...سارق الدراجة
هناك حبكة فيلمية وهناك واقعية ايضا،والفيلم حتى لو تحفظنا على الحكم هو احد الافلام المعبرة بقوة عن الاتجاه الواقعي،وهي ليست واقعية مزيفة كالذي ابتدعها فليني ورفيقه انتونيوني،ولا الذي على الرغم من اخلاصه لها فر منها ذات مرة...هذا فيلم الليالي البيضاء للكبير الايطالي الآخر لوكينو فيسكونتي.
مظاهرة للمتقاعدين يطالبون فيها بدفع معاشاتاهم التقاعدية ،وامبرتو دي (أمبرتو دومينكو فيراري) متقاعد من وزارة الاشغال العامة بعد خدمة لمدة30 عاما،فهو يأكل من دور الرعاية ويحاول بيع كل مايملكه من ممتلكات الماضي حتى يسدد ديونه،حيث يقول ذات مرة:علي أن اعيش شهرا بلا غداء إذا اردت تسديد ديوني..
فلايك كلب امبرتو يلعب احيانا دور البطولة،ففي مشهد ربما هو من افضل واقوى مشاهد الفيلم يحاول أمبرتو الذي كان طوال عمره محترما،الاستجداء بعد طول تردد يجعل كلبه يقوم بهذه المهمة.
يحاول امبرتو الانتحار والتخلص بكرامة من كلبه ولكن هذا الكلب سيكون هو السبب في انقاذ حياته...
هذه القصة التي يمكن سردها وباكثر من طريقه ذات تكثيف درامي هدفه واقعي وخدمة الواقعي،وطبعا دي سيكا هذا المخرج المتذبذب في انتاجه الفني لايقصد بطله امبرتو وحده،بل ان امه ايطاليا ترزخ كلها تحت طائلة الفقر وتحت طائلة حروب عالمية..
هذا العنصر السردي القوي دراميا لم يدخل حيز المبالغة في تصوير حالة امبرتو وكأنه على ارض الواقع فهو لم يقع في الميلودراما ولم يبالغ جدا في التفاصيل،وحتى ماريا الحبلى من شخص هي غير متأكدة من هو بالضبط،لم يخلق من معانتها قصة منفصلة ليحلق الى عوالم لاتخدم الهدف والقصة معا...
فيلم امبرتو دي فيلم سهل،بسيط واقعي ويعبر عن الواقع من خلال اتجاه فني سينمائي،وكان متوازنا من هذه الناحية،كما ان دي سيكا صنع فيلما يصور فيه اجمل علاقة بين انسان وحيوان ربمافي تاريخ السينما كله...
بلال سمير الصدّر 14/6/2013

#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات