صديقتي الغاضبة نسرين

غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4363 - 2014 / 2 / 12 - 20:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

صديقتي الغاضبة نــســريــن
"في كتابي تحدثت عن الجمهورية اليمنية ككل واحد متكامل...واليوم صارت الجمهورية ستة أقاليم!؟أأمزق الكتاب كما مزقوا اليمن وروحي؟!أم أتركه كما هو مقتدية بتاريخنا المزور؟!

إيران تعلن اختبار صاروخين من الجيل الجديد وتصدر الدجاج الفقيه...فرنسا تصدر طائرات ومراهقات في سبيل الجهاد الجسدي...أمريكا تصدر النفط والتمييز الطبقي...روسيا تصدر الغاز وناتاشا العاهرة...وسورية يا وجعي ﻻ-;- تعرف إﻻ-;- استيراد الموت وكذب المذكورين أعلاه ونفاق الللامذكورين ..."
*********
هذا ما كتبته على صفحتها الفيسبوكية, صديقتي الغاضبة نسرين المتخصصة بتعليم اللغة العربية للأجانب.. وهي التي دارت بالعديد من البلاد للامتياز بشهادتها ومهنتها... ولكنها أينما رحلت, تحمل الأسـى والحزن لما أصاب بلدها وبلدي.. ســــوريــا... ورغم فارق المدى الذي يفرق عمرينا.. نحمل نفس التحليل ونفس التشاؤم والحزن.. لا على بلد مولدنا فحسب.. بل على المشرق كله.. وما يحدث من هزات هدامة تغلف العالم العربي كله...
والبارحة مساء أجبتها على صفحتها بهذه الكلمات المقتضبة :
صديقتي الغاضبة نــســريــن
أفهم غضبك المشروع...
وأحترم كلماتك حتى آخـر فاصلة منها... ولكنها يا صديقتي ضـائعـة مثل كل حقيقة في وادي الــطــرشــان... من منا لا يعلم أن شعوبنا أصبحت خـرفان الذبيحة.. أو حتى فئران مخابر تجاربهم.. منذ أن ضحكوا علينا بقصة ما سموه الف مرة خطأ الربيع العربي... المشكلة أننا صدقنا وغرقنا كلنا بقتل بعضنا البعض, بعد أن قالوا لنا إن الآخر كافر زنديق... حلال قتله وسبي نسائه... وكانت الغاية الأولى سبي الوطن..
كلنا مــســبــيــون.. مهاجرون.. لأننا صدقنا وغرقنا بالغباء الديني.. من أزمنة بعيدة... والغباء العربي ــ خــاصــة ــ ليس لـه أي دواء..........
وحتى نلتقي لك كل مودتي وصداقتي واحترامي... وأصدق تحية مهذبة.. حــزيــنــة.
******************
ألم تتساءلوا, مهما كانت أعماركم واطلاعاتكم ودراساتكم واتجاهاتكم السياسية أو العقائدية أو المذهبية, أن هذه الفترة بالذات.. والتي سموها لنا ألف مرة خطأ الربيع العربي, هي أتعس الفترات من تاريخ أو من حاضر هذا العالم العربي.. والذي أسميه بلا تردد العالم الــغــبــي.. إذ أننا لا نتوانى عن قتل بعضنا البعض, لخلافات عن خلافة وهمية, أو فاصلة غير موجودة بنص ديني, أو على كرسي رئاسي أو أمارات لا وجود لها.. والعالم (المتحضر) الآخر الذي يحركنا كالدمى الكراكوزية يضحك ويتسلى من غبائنا الذي لا وجود له حتى في بلاد المغاور البدائية الخيالية...
ألم تروا وتسمعوا المتفاوضين في جنيف, كيف يلعبون لعبة اللامفاوضة.. إذن يا سيدات يا سادة.. لماذا جئتم إلى جنيف؟؟؟... حتى يرى العالم كله غباءكم.. ويشهد أنكم لا تستحقون أية حرية أو أية سيادة؟؟؟... وغــبــاؤنــا السياسي والاجتماعي, أصبح ماركة مسجلة, لكل النعوت السلبية... يستغله كل من يمتص خيراتنا ويسلب أرضنا ويتوسع على حساب فوضانا واختلالنا وهيجاناتنا واختلافاتنا, أرخص سلاح للتخلص منا والسيطرة على حياتنا, وتغريسنا في الجهل والغباء الدائمين... ســلاح لا يكلفه, ما تكلف الحروب التقليدية.. لأننا نقتل بعضنا البعض, بعائدات بترول وغاز العرب... ولماذا لا يضحك الغرب (الــكــافــر) على لحانا المغبرة... لأننا نخدم مصالحه على حساب موتانا وتفجيرنا وتهجيرنا وتشتيتنا وإضعافنا وحرماننا من أبسط الحريات الإنسانية, بحروب شاملة قاتلة ضد بعضنا البعض... وكالعادة لا تكلفه فلسا واحدا... لأننا نقتل بعضنا البعض.. بجهلنا وغبائنا اللذين أصبحا عالميا.. اخطر سلاح دمار شامل!!!؟؟؟...........
إذن ما فائدة كل هذه التحركات والمفاوضات من فوق الطاولة وتحت الطاولة... طالما الشتائم مستمرة.. والقتل والتقتيل والخطف والاغتصاب مــســتــمــر؟؟؟...
من يعزي آلاف الأرامل والأيتام وملايين المنكوبين.. ومن سيعيد لنا الوطن الممزق؟؟؟...
من سيلملم الجراح.. من سيعوضنا هذا الوطن المتمزق إلى إمارات, غالب أمرائها يجهلون حتى كتابة أسمائهم.. فاتخذوا ألقابا مقدسة عنترية, تعود إلى قبل اكتشافنا لقصة عنتر؟؟؟!!!...
بلدي.. آخ عليك يا بلدي.. إن كان سيحكمك من غير أية مفاوضة.. أو بعد أشباه مفاوضة.. أنصاف أو أرباع عناتر.. خرجوا من جعبة كيري وفابيوس... حينها... حينها يا صديقتي الغاضبة... لن يحق لنا حتى أن نغضب... ولا حتى أن نفكر كيف كنا نغضب.. وما من أحد يسمع صرخاتنا... لأن حكامنا وزعماءنا وسياسيينا وشيوخنا, وكل من باعونا فتاوي وفتاوي الغباء.. كانوا مخدرين نائمين.. في وادي الــطــرشـــان...
تابعي اليوم كتابتك وتحليلاتك المختصرة الغاضبة... لأني لا أستطيع أن أضمن لك استطاعة متابعة التفكير والتحليل والغضب... بما تبقى ــ اليوم ــ لنا من فتات حريات مزعومة.......
بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وصداقتي ومحبتي وولائي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا

#غسان_صابور (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات