-هيهات- تلون فضاء الخزانة الجهوية بالقنيطرة بالحلم..

توفيق بوشري
كاتب
(Taoufik Bouchari)

الحوار المتمدن-العدد: 4363 - 2014 / 2 / 12 - 13:19
المحور: الادب والفن
    

من جديد.. الراصد يغرد بالقنيطرة على وتر القصة القصيرة هذه المرة.. بحفل توقيع مجموعة القاص المبدع محمد الشايب: هيهات.. بشراكة مباركة كالعادة مع المديرية الجهوية للثقافة بالقنيطرة.. فكان "هيهات" أن لا يستمتع من يطلب الجمال ولذة الحلم والحرف.. انطلق هذا البهاء الأدبي حوالي الساعة الخامسة.. من يوم السبت 8 فبراير 2014.. بتسيير متميز من الروائية زوليخا موساوي الأخضري التي تم اختيارها رئيسة لفرع الراصد بجهة الغرب.. حيث قدمت القاص أولا.. محمد الشايب.. وعرجت على مجموعاته السابقة : "دخان ورماد" التي صدرت سنة 2000، "توازيات" سنة 2005، ثم "هيهات" التي خرجت إلى الوجود سنة 2011.. ثم أعطته الكلمة لتقديم نفسه.. والحديث عن تقاطعات القاص/ الانسان.. بعد ذلك انطلقت القراءات من طرف الأساتذة النقاد تباعا:
فجاءت الورقة النقدية الأولى من توقيع الدكتور مصطفى يعلى (كلية الآداب والعلوم الانسانية بالقنيطرة) والتي ركز فيها على ثنائية الشخص/ الكاتب.. الانسان/ القاص.. وطبيعة العلاقة الأدبية بينهما، فاعتبر أن القاص يتميز عن الشخص العادي في الانسان الواحد، وأنه أي القاص له ما سماه الدكتور مصطفى: حجرة خاصة مفارقة لشخصه كإنسان عادي يمارس حياته اليومية بشكل طبيعي روتيني.. هذه الحجرة هي حجرة السرد الخاصة التي يخرج منها النص وبالتالي فهي مشتركة بين الكاتب والإنسان القارئ.. إنها حجرة تمكن من عزل الظاهرة السردية بمختلف مكوناتها عن الحياة الطبيعية أو العادية للأشخاص.. فهي متعلقة بالأدوار الأدبية..
ثم ومن خلال قراءته لبعض نصوص المجموعة خاصة: قصة ريح يوسف وهيهات.. تعرض الدكتور مصطفى يعلى لمؤشر اعتبره جيدا للسرد وهو استلهام الموروث السردي الأسطوري والتاريخي.. واعتبره دلالة على تجاوز السرد كمجرد صورة قصصية أو قصة مقالية وغيرها.. وبين أن هذه الجودة تكمن في استحضار النص للأسطورة والقصة التراثية أو القرآنية كأداة يستثمرها ذكاء القاص وثقافته لا محاكاة..
وأما القراءة الثانية فكانت من تقديم الدكتورة فضيلة الوزاني التهامي: والتي تناولت الجانب السردي الشعري في المجموعة.. خاصة من خلال نص: يوسف.. وبينت طريقة تناوب السرد والشعر من خلال استحضار مقاطع منها وتحليلها وتفسيرها في ضوء ما سمته السرد المشعرن وآليات اشتغاله النقدية.. وبينت كيف أن هذا التناوب المحكم والسلس يعبر عن الحلم ويجسده في النص..
في حين أن الورقة الثالثة اهتمت مظاهر التجريب السردي لدى محمد الشايب من خلال مجموعته: هيهات.. وقد قدمها الدكتور أحمد الجرطي.. فتناول من خلالها ما يلي: تقنيات القص واستثمارها، توظيف التناص: من خلال توليد دلالات جديدة في خدمة مضمون النص، إشكالية الكتابة وهواجسها، توصيف طرائق التجريب: بحيث تحدث الدكتور الجرطي عن تفادي الانصياع وراء اللغة فيما يسمى التجريب اللغوي، والذي يؤدي إلى السقوط في الغموض وتجلي مظاهر الشكلانية وبالتالي الابتعاد عن الانساني والواقعي أو ما سماه المرجعي.. وقدم نموذجا من القصة عند الشايب والذي على العكس من التجريب اللغوي، يحضر عنده مزاوجة محكمة بين العنصرين.. العنصر الفني اللغوي بغير إفراط والعنصر المرجعي، بمعنى الواقع وقضايا المجتمع والذات..
وقد تخللت القراءات أسئلة طرحتها السيدة المسيرة الأستاذة زوليخا موساوي الأخضري على القاص الأستاذ محمد الشايب، من قبيل مهرجان القصة القصيرة الذي تنظمه جمعية النجم الأحمر ببلقصيري بحكم انتمائه إليها.. بحيث تحدث عن طريقة اشتغال الجمعية في تنظيم المهرجان والتعاطي مع هذا الجنس الأدبي، خاصة في ظل ما جاء في كلمة القاص الكبير الأستاذ أحمد بوزفور خلال الملتقى الوطني حول التجريب في القصة القصيرة بالمحمدية فيما سماه بأشكال التخريب في القصة المغربية.. مما يستدعي مراجعة الأوراق والبحث عن أساليب اشتغال وطرق وغيرها انتصارا للقصة القصيرة..
بعد ذلك فتحت السيدة المسيرة الباب للمداخلات التي ثمنت القراءات وأثنت على القاص محمد الشايب وطرحت بعض التساؤلات، فكان من بين المتدخلين الأساتذة: مصطفى كليتي، كاتب فرع اتحاد كتاب المغرب بالقنيطرة، عبد الهادي الزوهري كاتب وناقد من القنيطرة، عبد القادر محمدي، كاتب مهتم بالسيميولوجيا والتواصل والاثنوغرافيا... من فاس.. عبد الكريم القيشوري قاص من الرباط...
واختتم الحفل بقراءات قصصية من تسيير الدكتورة مينة قسيري نائبة أمينة مال فرع الراصد بالقنيطرة حلقت بالحاضرين في فضاءاتها البعيدة عن روتين العادي واليومي وشخوصها المستفزة للحظات ثمينة.. انبرى لها بسحر وحب كل من: القاص المحتفى به محمد الشايب.. من مشرع بلقصيري، القاص عبد الكريم القيشوري من الرباط، القاص حميد الراتي من سوق الأربعاء الغرب، القاصة سارة رشاد من سوق الأربعاء الغرب..

#توفيق_بوشري (هاشتاغ)       Taoufik_Bouchari#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات