جواد كاظم غلوم
الحوار المتمدن-العدد: 4363 - 2014 / 2 / 12 - 01:32
المحور:
الادب والفن
أهزوجة مصابةٌ باليأْس
سادتي أنتم نجومٌ
وأنا الآخِرُ رتْبةْ
سحنتي شوهاءُ كالقارِ
ووجهـي فـيـهِ ندْبةْ
عشتُ ردْحاً في هـوانٍ
أرتجي عــدْلاً وحسبـة
لا أطالُ الشامخَ العالي
ولا أصــعـــدُ قُـــبَّــــةْ
لم أكن يوما أريد الفوزَ
أو اصعد حلْـبة
عشتُ في الدنيا وحيداً
لاأرى الإجماع غلْبة
قسَمي مثلُ أبقْراطٍ
اذا مجّـدَ طبَّـهْ
فيَّ خوفٌ من ظلامٍ
ومن التقتيل رهبة
أعبدُ اللهَ كثيرا
وأجلُّ الخلْقَ صحبَه
غير أني في حياتي
منشدٌ لحنَ المحبّة
مائلٌ عن كلّ عيْبٍ
طائرٌ ينبذُ سرْبَه
كم شتمتُ الشيخَ والموْلى
ومن سايرَ درْبه
لا أرى فيهم حياءً
طالما عبّأَ جيبه
مرّغوا الأنفسَ رجْساً
جُلّهمْ لوّث قلبَه
وارتدوا أزياء مكْرٍ
عِمّة الزيفِ وجُبّة
كم نحرْنا من شريفٍ
مؤمنٍ يعرفُ ربّه
أرخصوا حتى دمانا
قتلوا فينا الأحبّة
ضلّلونا بين وعْــدٍ
زائفٍ في إثْر كذبة
وسقونا كأسَ مُرٍّ
أرغمونا أنْ نَعِـبَّـه
أنبتوا الكرْهَ حقولاً
كلّ شِبْرٍ فيه حبّة
بصقوا في العشقِ حتى
أنكرَ العاشقُ حُبّه
غيّبوا كلّ جمالٍ
غيبة تلحق غيبة
ننبشُ الماضي وننسى
مقبلا قد جاء صوبَه
وغششْنا التائهَ الحيرانَ
كي يفقدَ دربَه
ضيّعوا الطهْرَ فصاروا
بين زانٍ نالَ قحبة
جعلوا الأديانَ كسْبا
والمنى هزْءاً ولعبة
أترانا قد ألِفنا الشتمَ
في هنْدٍ وعُتْبة
أترانا نقتفي اثرَ أبي الطيّبِ
في لعنةِ ضُبّة
ليتنا كنّا بمنفى
مضغةً في ضِرْس غربة
غير انّا في شتاتٍ
نحسبُ الفرقة صعبة
كلما غبْنا بعيدا
نشتهي الترحال قربَه
أيّ عيشٍ نحن فيهِ
صارت الألحان سُبّة
أيّ ثدْيٍّ أرضعوهم
ربما من ثدْيِ كلبة
أثقلوا ظَهرَ بلادي
ساسةٌ زادوهُ حِدْبة
هل تُرى نشتدّ عزما
كي نعيد الارض خصبة
نـمـلأُ الـحـقـلَ رواءً
ويعافُ التربُ جدْبَه
يائسٌ من كلّ خطوٍ
سائرٍ ينحبُ كربَه
يمسكُ الماضيَ شوقاً
بينما المقبلُ جنبه
يا رياح العصف هيّا
بدِّدي الظلْمَ بِهبَّة
لم يعدْ في الغمدِ سيفٌ
لِرِقـابٍ مشْرئِبَّة
جواد غلوم
[email protected]
#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟