أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - مخاطرُ الجملةِ الثوريةِ الزائفةِ














المزيد.....

مخاطرُ الجملةِ الثوريةِ الزائفةِ


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4361 - 2014 / 2 / 10 - 08:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أكثر المتضررين من مشكلات التحولات والصراعات هم شباب القرى. الأجيال القديمة التي عاشت الاستقرار والعالم الانتاجي القديم وعاداته لا تعاني مثلهم، فهم يعيشون مرحلة انتقال بين اقتصاد قديم وملامح اقتصاد لم تتحدد، وفيها الكثير من الصراعات والتأثيرات الخارجية العاصفة.
وتلعب عدم الواقعية السياسية وغياب قوى المرونة والطبقات المستقرة من فئات وسطى وعمالية راسخة والوقوع في سطوة الجملة الثورية الزائفة دورها في الخسائر والتيه.
تغذي عقلية الجملة الثورية الزائفة روحُ المغامرة والتسرع وعدم درس الواقع والتوجه لسُبل التغيير الأقل خسارة، وهي نفسها التي ستكون أكثر التُرب إنتاجاً للانتهازيين والمرتدين والضائعين سياسياً واجتماعياً.
يقول أحدُ المشاركين في ثورة عُمان في السبعينيات في كتاب له (ولا تلومني سيدي حيث خرجنا في ذلك الدهر بهزائم وزيف القبائل والممالك والجمهوريات الثورية والبناء وانهيارات الطبقات وأخواتها، حبونا في بحر الخزي والعار ومنذ تركنا أقمطتنا إلى أن سلمتنا تلك الأزمنة إلى أحضان الحيرة والضياع الخادع)، علي المعمري، رابية الخطار، أسفار للنشر، مصر.
في المناطق الفقيرة المتخلفة التي لا تعرف سبل التطور وتهاجمها فيروساتُ الجملة الثورية الزائفة يكون الشباب هم الضحايا، فحماسهم وعدم تعمقهم في فهم طرق التطور الاجتماعية السياسية يرفع انفعالاتهم لدرجات كبيرة ولا يقبلون المراجعة والدرس وقراءة تجارب الذين سبقوهم ورؤية مصائرهم، ولهذا تكون لديهم أحكام سريعة باترة ويقعون في التجارب الصعبة ويخسرون الكثير من سنواتهم، والأسوأ يخسرون حماسهم للتغيير ومحبة الأرض والإنسان، ويخرجون عدميين ومتساقطين وعرضة لانهيارات شتى، وخاصة التحلل الاجتماعي وفقدان المبادئ.
ثم يرون الذين قادوهم أو أثروا عليهم توجهوا لسُبل التجارة والمصالح الخاصة بأشكال استغلالية انتهازية، وداسوا على تلك القيم التي عنفوهم على المساس بها وأنبوهم للتردد في اعتناقها!
لكن لن يكون بإمكانهم إرجاع عقارب الزمن إلى الوراء، أو الاستفادة مادياً منه. ويمكن الاستفادة روحياً وفكرياً ونقد التجربة ولكن ذلك لن يكون سهلاً أو شائعاً بينهم!
تخلب ألبابهم الجملُ الرنانة وتُوضع لهم مصائد فيها ويظهر أناسٌ أبطال زائفون ينشرونها وتجدهم في أوضاع جيدة يعيشون في ظروفهم الحسنة فيما الشباب الفقير بأغلبه يتلوى في معاناته ويظهرُ محبطاً من وراء الجدران.
ولهذا فإن اتخاذ سبل المغامرة والتعدي على القانون والقفز على المشروعات السياسية الآمنة أشكالٌ من الحماقة تقود إلى الكوارث، بل لا بد من العمل داخلها وتطويرها وخلق تراكمات نضالية فيها، والتعمق في درسها ودرس الظروف التي خلقتها بروية ونضج.
إن الديمقراطية تُصارع بالديمقراطية، والفكرةُ تنقدُ الفكرةَ، والقوانين يتم تجاوزها بقوانين جديدة، والدساتير يتم تحولها بمراسيم أخرى ودساتير مستقبلية، ووجهات النظر المحافظة والشمولية تُرفض بوجهات نظر متطورة مرنة.
أما لغة العنف والصراخ فهي الأدوات التي تطيحُ بسن الشباب وتعفنهُ وتعقدهُ في السجون ويخرجون متصارعين مختلفين فقدوا قدراتهم على تراكم الفكر والسياسة وخسروا أجمل سنوات العمر!



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمةُ الأريافِ العربية بين عصرين
- شعبٌ واحدٌ لا شعبان
- خطاباتٌ عابرة
- نقابيةٌ غيرُ ديمقراطيةٍ
- جاء وقتُ البرجوازيةِ الوطنية
- الانتهازيون خطرٌ على الدول
- مرحلة صناعية سياسية
- مساراتٌ ثقافيةٌ صحفيةٌ
- تحرير تجارة الأغنام
- تدهورُ الوعي العمالي
- تدهورُ الثقافةِ الوطنية
- ديمقراطيةٌ وسيطرةٌ
- الثقافة والسلطة في إيران
- أيّ معارضةٍ؟
- الوطنيةُ البحرينيةُ والعلمانية
- خرابُ آسيا
- الفاشيةُ في المشرق
- الفاشيةُ في إيران
- الفاشية في التطور العالمي
- الفاشيةُ بين الغربِ والشرقِ


المزيد.....




- انقطاع تام للكهرباء في الجزيرة بأكملها.. شاهد أزمة الطاقة ال ...
- حماس تقول إن إسرائيل تستخدم -التجويع كسلاح- بمنعها دخول المس ...
- هواتف محمولة موقتة وقفص فاراداي: الموظفون الأوروبيون مُلزمون ...
- ميلوني في واشنطن لمناقشة الرسوم الجمركية مع ترامب
- بحضور ممثل عن الحركة.. المحكمة الروسية العليا تعلق حظر أنشطة ...
- منظومة -أوراغان- الروسي تستهدف تجمعا للقوات الأوكرانية
- فستان متحدثة ترامب -صيني-
- الجيش الإسرائيلي يقول إنه قصف بنية تحتية لحزب الله جنوبي لبن ...
- -لعنة- هاري كين؟.. صحف أوروبية تعلق على إقصاء بايرن ميونيخ
- الطاقة وفلسطين وسوريا على طاولة بوتين وتميم في الكرملين.. أب ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - مخاطرُ الجملةِ الثوريةِ الزائفةِ