مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 4360 - 2014 / 2 / 9 - 02:24
المحور:
الادب والفن
إلى لغتي العربية
.... لا لا لن أسرقك .. أنا لا أسرقك من قاموسك وأبيعك يا لغتي بل سأستحضرك لأجلسك على مساحة بيضاء تلونيها بلونك وتعطيها الدفء والحرارة والمعاني لتبقى وتحيا على الورق , ألواحاً وأرواحاً تسيرعلى دروب النور مع قوافل الأحرار وعشاق العلم والأدب وصانعي الثقافة والمعرفة .
لأرسمك أفكاراً صورًا وتشابيهاً وكنايات تغرّد فوق سطور الكتب والمنابر , تمتلكين وتحتلين مكاتب وعنابر الورق ومخازن الفكر ودوائرالدنيا ومسارح الأغريق ومكاتب اليونان ومتاحف الرومان كتباً للأطفال للأجيال ..خميرة وزاداً وقربان ..
لغتي العربية الأصيلة
كل امتنان وتقدير وعرفان لك ولنزيدك حيوية ودفقاً وغلال ..
......... وطالما نساهم في صنع المعرفة , ومن كل إنسان يعشق الحرف ويمتهن نقله باسلوبه المميز , من محبيكِ , نصنع كتابك وأنشودتك ومعجمك من أضلاعنا من أجنحتنا وحبّات قلوبنا , فمبروك عليك وعلى من يقرأها ويلتقط خرزها ويتحلى بها ويدرك سرّها وسحرها وجمالها ,,
مبروك عليكِ رفيقتنا الليلية وصديقة الكاتب والأديب والمبدع والمعلم والباحث ووو...
سنسهر ونسهر معك حتى الصباح وسنعُبّ من بحورِك ما شئنا , مهما كنا ومهما غرفنا من ماء البحر وموجه فتبقى نقطة من بحرك , وغلال البحر لا تنتقص إذا تناولها صياد جائع أو فقير مُعدم أو عامل مُتعب ومُزارع مُكِدّ وأم تعرق وتسهر وأب يجني ومناضل يناضل العمر كله ليحقق العدالة والحق والحرية , وجدة تحكي فصول العمر حكاية لا تنتهي ..
وكاتب وكاتبة ترسم لوحة المجتمع بإحساسها وذوقها وريشة صدرها ,,
ترسم الألم المقعّر والمجوف من دراما العصر المبكي والمفرط بالبكاء وتطبيع الإنسان مع عدوّه الحيوان المفترس –
والاّن أشكرك يا لغتي ويا حروفي ويا عروبتي وثقافتي
كم أنتِ خيّرة وكريمة وغنيّة وجديدة ومتطورة
كم أنت فاخرة وأنيقة لغتي خزينتي وتراثي وألف بائي وأبجديتي
أنتِ بانية , ووارثة الحضارات كل الحضارات وحاضنة كل اللغات التي سبقتك في هذا الحوض العربي - المشرقي , كيف لا وأنت تملكين كل أثواب وكنوز الأمهات في العالم
فباركي حروفنا ومعانينا وخربشاتنا , فنبعك لا ينضُب وسحرك لا يضاهى
وكلما أخذنا منه وشربنا من لبنه وعسله ازداد تدفقاً ومنسوباً وغزارةً
فأنت النبع ونحن العطاشى ----------
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟