|
شعارات التقرب من الغرب للمرشحين في الانتخابات الإيرانية هل هي وسيلة جديدة للاستمرار في الحكم
ابوشريف الاحوازي
الحوار المتمدن-العدد: 1239 - 2005 / 6 / 25 - 01:26
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
تمر السلطات الإيرانية التي حكمت إيران بالنار و الحديد منذ ان سرقت ثورة الشعوب عام1979 بظروف صعبة و حساسة للغاية حيث التدهور الاقتصادي و تصاعد وتيرة المطالبة بالحقوق الإنسانية من قبل المواطنين الفرس و القومية من قبل القوميات المضطهدة خصوصا بعد فشل ما يسمى بمشروع الإصلاحات و يأس الجميع من التغيير في هيكل السلطة ناهيك عن عمق المتغيرات الإقليمية خصوصا في العراق و أفغانستان و دول الجوار الآخرة في القوقاز و الضغوط الدولية التي تطالب إيران بتغييرات جذرية في مجال حقوق الإنسان كما ظاهر الملف الإيراني النووي و الضغط الاروبي على إيران لإيقافه كل هذه و قضايه آخرة تجعل من انتخابات المرحلة التاسعة انتخابات حساسة للغاية خصوصا و ان كل أجنحة السلطة فشلت في الامتحان و اليوم نشاهد ان كل المرشحين طرحا شعار التقارب من الغرب و فتح الأبواب ومن اجل التعرف على حساسية هذه الانتخابات بالنسبة للسلطة الإيرانية علينا و العودة الى الوراء لكي نمر على بعض المراحل الهامة التي اجتازتها هذه السلطة و تمكنت من ألبقا بفضلها و العبور بسلام مستقلة عوامل عدة نتمكن ان نقسمها الى أربعة مراحل .
ابان انتصار ثورة الشعوب حتى بداء الحرب الحرب على العراق مرحلة ما سميت إعادة البناء الاقتصادي (( الرفسنجانية )) مرحلة ما سميت تطبيق الدستور(( الخاتمية)) انتصرت ثورة الشعوب المضطهدة و القوى التقدمية الإيرانية عام 77- 87 وكانت أهدافها واضحة و معلنة إسقاط الحكم الملكي الديكتاتوري العنصري الفارسي و استبدالها بنظام ديمقراطي تعددي يضمن الحقوق لجميع المواطنين كما يضمن حقوق الشعوب المضطهدة و المقهورة بما فيها شعبنا العربي الاحوازي وشارك في انتصار الثورة كل الشعوب و الأحزاب من يساريين و قوى تقدمية فارسية إضافة على القوى القومية التابعة للشعوب ولكن استغل الإسلاميين و الخميني و بمساعدة لا شك فيها من الدوائر الغربية خصوصا بريطانيا ‘ فرنسا و أمريكا (( لمواجهة المد الشيوعي بعد احتلال أفغانستان من قبل الاتحاد السوفيتي الشيوعي )) مشاعر المواطنين الإسلامية وعدم معرفتهم الكاملة عن النواية الحقيقة والبرامج للتيارات الإسلامية خصوصا تلك التي يقودها الخميني ((نظرا لسقوط النظام الملكي السريع والاختناق الذي سبق السقوط لم يتسنى للمواطنين معرفة برامج و حقيقة التيارات الإسلامية )) استغل الملالي الجوامع و الحسينيات وكل زيفهم لتتأسس دولتهم على إنقاذ الدولة الملكية وبنفس المعايير الديكتاتورية و الفرق كان فوقيا بين النظامين حيث الأول حكم الشعوب باسم الرب و الملك و الوطن و و الجديد بداء الحكم باسم الرب و الولي و الوطن وبداء بالإعدامات العشوائية تحت عنوان الدفاع عن الإسلام و دين الشيعة و غدر بجميع المشاركين في إسقاط النظام الملكي من التيارات الفارسية يسارية كانت او وطنية كما بداء بإصدار فتأوي تحت شعار الدفاع عن وحدت التراب ضد الشعب الكردي و العربي الاحوازي و التركماني و الشعوب الآخرة (( الأربعاء الأسود في المحمرة )) ومن هنا فوت هذه النظام فرصة حصول المواطنين الفرس على حقوقهم الإنسانية كما فوت على الشعوب الغير فارسية فرصة الحصول على حقوقهم الإنسانية و القومية و حقهم في تقرير المصير و بداء بانتهاك جميع الحقوق المدنية للمواطنين وكذالك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و بناء نظاما ديكتاتوريا على أساس الإسلام السياسي و ولاية الفقيه و تحت شعار مزيف الجمهورية الإسلامية و من ثمة تثبيت النظام الديكتاتوري الحالي على جماجم المناضلين و الأحرار وبشعارات التآخي الإسلامي و ارض الإسلام و الوطن الإسلامي و حكومة إمام العصر الغائب الحاضر و غيرها من الشعارات التي كسبت بها غالبية المسلم الشيعي المتخلص من ديكتاتورية النظام الملكي بعد قمعها للقوى السياسية و تصفية الشارع من أي معارض .
ثانيا : الحرب على العراق
شنت السلطات الإيرانية حربها على العراق لتصدير الثورة الإسلامية و لتثبيت النظام و تصفية كل العناصر المتبقية الغير منضوية تحت مضلة النظام الإسلامي أو ولي الفقيه((مثل مجاهدي خلق و جماعة بازركان و غيرهم )) كما استقلت السلطات الإيرانية الحرب على العراق و قمعت خلال ثمان أعوام أي صوت منادي بالحرية او حقوق الإنسان أو الحقوق القومية بحجة التآمر مع الأجنبي و أعداء الثورة الإسلامية وبهذه تمكنت السلطات الإيرانية من توسيع قدراتها و هيمنتها الغير مشروعة بحجة الحرب و الدفاع عن البلاد و الإسلام و تصدير الثورة الإسلامية كما انها استخدم ظروف الحرب كحجة لعدم الوفاء بوعودها الكثيرة لخدمة المواطنين و دولت العدالة الإسلامية وتقسيم ثروة البلد على الفقراء و المحرومين كما كانوا يدعون قبل وصولهم على دفة السلطة و نسبت كل المشاكل لأعداء الإسلام و الثورة خصوصا العراق و أمريكا و اسرائل و المتآمرين عليها من مناضلى القوميات و بهذه تمكنت السلطة الحاكمة إن تضمن بقائها إلى ثمانية أعوام آخرة بمأت الآلاف من أجساد المواطنين الذين قتلوا في الحرب إما دفاعا عن الإسلام إما دفاعا عن إيران .
ثالثا : انتهت الحرب الإيرانية العراقية بعد ان تجرع الخميني السم و وافق على وقف الطلاق النار تحت الضربات الموجعة للجيش العراقي وبهذه بداء إيران مرحلة جديدة سميت مرحلة إعادة بناء ما دمره الحرب و قامت بإعلام واسع لإرضاء المواطنين وإقناعهم بان المستقبل زاهي و ستحل كل مشاكل البلاد قريبا بعد انتهاء الحرب وأصبح رفسنجاني الرمز و قائد هذه المسيرة الجديدة حيث لقب بقائد البناء(( سردار سازندكي)) و وعد الإيرانيين ببناء إيران مجددا و دولة الرخاء ولكن شاهد الإيرانيين والشعوب المضطهدة الآخرة ان رفسنجاني بداء شره بتأسيس المشاريع الرأسمالية للرأسماليين الإيرانيين وشرع لهم القوانين اللازمة و خصخصة الكثير من شركات الدولة لصالح القطاع الخاص خصوصا المقربين منه و من السلطة وزاد فقر الفقراء وكثرا ثراء الاغنيا و وسع من الفواصل الطبقية بين المواطنين خصوصا و أن ما قام به لن يرافقه أي تقدم في الجانب الأخر إلا وهو جانب الحريات المدنية و حقوق الإنسان وقضية القوميات و لن يحل أي مشكل من مشاكل المواطنين ولكن تمكنت السلطات الإيرانية إن تعبر من خلال ما سمي بقائد مسيرة البناء و الأعلام الواسع و إقناع المواطنين بأمل المستقبل لفترة جديدة و الاستمرار في الهيمنة على البلاد و الشعوب .
رابعا : مرحلة ما سميت بتطبيق الدستور (( الخاتمية ))
بعد فشل رفسنجاني و المرحلة الرفسنجانية و مرحلة إعادة البناء الاقتصادي و ازدياد الفقر و الفساد الإداري و الأخلاقي و تخريب البنية التحتية جاء دور خاتمي كي يطبق المواد الغير مطبقة في الدستور الإيراني و الذي نسب عدم تطبيقها لظروف الحرب و العدوان على إيران من قبل العراق و التآمر الأمريكي وكان خاتمي رفع شعار إصلاح النظام و تطبيق الدستور وبذالك اعتبر الإيرانيون الفرس و غيرهم من القوميات إن خاتمي سيكون المنجي لهم و سيخلصهم من ما هم فيه من ورطة نظام الديكتاتور ولي الفقيه و التف حول خاتمي كل من عارض النظام في الداخل و كل من كان حليف للنظام و ان كان خارج السلطة في الداخل و في الخارج حيث أعلن كل من حزب الشعب (( التوده )) و فدائي الشعب الأكثرية و الحزب الديمقراطي الكردي الإيراني و غيرهم من أحزاب و شخصيات معارضة مناصرتهم لخاتمي و برامجه و اعتبروه ساترهم الأخير لإصلاح النظام و لكن بعد ثمان سنوات عرف الجميع ان خاتمي لا يقل عن غيره من عناصر النظام بالوفاء لولي الفقية وشاهد الجميع ان نسب القمع في الفترة الخاتمية لا تقل عن قبلها بل زادة كثيرا خصوصا و أصبح إيران معروف بسجن الصحفيين و قمعت العديد من المظاهرات السلمية لطلاب الجامعات و المظاهرات السلمية للشعوب المضطهدة في الاحواز القومية و أخرها قمع انتفاضة الاحوازيين الباسلة في 15 نيسان الماضي و كردستان و اذربايجان موخرا.الخاتمية شغلت الإيرانيين لفترة ثمانية أعوام و زحفوا وراء الشعارات الزائفة و الأمل الكاذب ولكن فشل خاتمي في تطبيق أي من شعاراته في تطبيق الدستور و حقوق المواطنة. وبقي النظام لا يملك الحجة لإقناع المواطنين بأنه نظام ناجح وقادر على التكيف مع المتغيرات واليوم و بعد كل هذه الفشل ها هم اليوم من جديد يطرحون شعار التقارب من الغرب و أمريكا هل هي مرحلة جديدة ؟؟ لكي يكون المواطن الإيراني في أمل كاذب ويكون الملا لي في رأس السلطة لثمان أعوام قادمة ؟؟ إننا نعتقد كذالك لان المشكل الحقيقي ليس في الأفراد او في تغيير الأسماء ‘بل هو في الدستور الإيراني الرجعي والذي أصبح عائق أساسي في نمو المجتمع و التغيير الحقيقي نحو الانفتاح للعالم و من هنا أي تغيير في إيران لا يأتي من خلال التغيير في الأفراد أو في تبادل الأدوار بين الأجنحة بل لابد و ان يكون تغيير جذري من خلال الاستفتاء على دستور جديد يحترم حقوق الإنسان و يكون المأخذ الأساسي له الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عند ذالك يمكن للإنسان و لكل مراقب إن يدرك إن هناك تغيير جذري في إيران قد تحقق .
ابو شريف 20/6/2005
#ابوشريف_الاحوازي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شاهد.. نقاش حاد بين عضوتين بالكونغرس وإحداهما تتحدى الأخرى ب
...
-
تيك توك بحاجة ماسة إلى مشترٍ أمريكي قبل حظره.. هل تبيعه الصي
...
-
مستشار لترامب: أرباح الرئيس المنتخب قد تصل إلى 500 مليون دول
...
-
أردوغان يلتقي الدبيبة في أنقرة
-
هل أخفقت إسرائيل في اختراق الحوثيين استخباراتيا؟
-
وزير الخارجية السعودي يبحث مع لافروف آخر المستجدات الإقليمية
...
-
خبير يستبعد تقارب روسيا مع الولايات المتحدة في عهد ترامب
-
ترامب لن يشتري غرينلاند ولن يدفع زيلينسكي إلى السلام
-
ألمانيا تمهّد الطريق لعودة -السيل الشمالي-
-
كيف تستعد إسرائيل لتحييد قناة السويس؟
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|