داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 4356 - 2014 / 2 / 5 - 12:51
المحور:
كتابات ساخرة
يعد العراق من ابرز الدول التي لا تزال دوائره ومؤسساته الحكومية تعمل بالروتين القاتل الممل ، ان لم يكن هو الدولة الوحيدة في هذا الاطار . فإذا اراد المواطن مراجعة اي دائرة حكومية ، سواء الجنسية او شهادة الجنسية او بطاقة السكن او بطاقة الحصة اوغيرها ، تجد الروتين هو صاحب السيادة او القائد الاوحد . أصعد انزل ، استنسخ وقع انتظر راحت للمدي ، جاءت منه ، وفي كل هذه المسميات تجد طابور عريض طويل ، له بداية وليس له نهاية ، بل طول الطابور أطول من المسلسلات التركية ، فكل مسلسل يبلغ مئة حلقة ، واحيانا اكثر ، فاذا كان المسلسل من خمس او ست اجزاء ، فهذا يعني ان نصف عمرك ينقضي حتى تشاهد الحلقة الاخيرة ، هذا اذا الله نطاك طولة العمر وسلمك من الانفجار ، فمشاهدة جزء من مسلسل ( وادي الذئاب ) مثلا ، أهون عليك من انجاز بطاقة السكن او شهادة جنسية ، فهي دوخة ووجع رأس ، والامر معروف على مستوى جميع المحافظات ، والعراقيون أصحاب نكته ويقترعون المثل والنكتة معا، ودائماً ما تسمع أحدهم حينما يشاهد أنساناً محتار ويضرب أخماس بأسداس يعبر عنه ( دايخ بالمعاملة )، وهذا اصبح مثلا شائعا .
فمراجعة اي دائرة حكومية تعني شدة ويحتاج أنجازها الى دعاء والدة ، او تعويذه لو حجاب يكتبه أحد الدجالين الذين يطلقون على انفسهم ( روحانيين ) والفضائيات العراقية والعربية تعج بهم هذه الايام ، لان العصور الجاهلية عادت بنا نحن العرب ، بينما العالم يتقدم من حولنا . انا بدوري ادعو اي مسؤول حكومي لديه حس وطني ، وشعور بالمواطن التعبان ، الى زيادة أحوال مدنية الصدر ، على سبيل المثال لا الحصر، فأنه سيجد العجب العجاب ، فقد سمعت امرأة تقول هذا اليوم ذكرني بالزيارة الشعبانية ، لشدة زخم الناس، وسمعت موظف صغيرا يعتدي على احد المراجعين في غرفة رقم عشرة في نفس الدائرة ، وفوق هذا وذاك فأن الدائرة قذرة وتحيط فيها النفايات من كل حدب وصوب ،ولا تستوعب عدد المراجعين ، وقد سمعت احد المراجعين يقول هذا يدل على قذارة مسؤوليها ، وشاهدت بم عيني، رجلا كبير السن وبيده فايل وهو يتعثر بخطاه فقلت له : ها حجي ؟ فأجابني دايخ بالمعاملة .
#داود_السلمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟