المرأه واليسار والذي لم يبقى منه الا الشعار

سناء بدري

الحوار المتمدن-العدد: 4355 - 2014 / 2 / 4 - 14:01
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

لا شك ان تراجع اليسار بشكل عام اثر بشكل سلبي على تراجع مطالب ومكانة المرأه في المطالبه بالمساواه والحقوق . حركة اليسار والاحزاب التقدميه الشيوعيه والعلمانيه كلها كانت مصادر دعم وقوه للمرأه في نضالها من اجل نيل حقوقها ومساواتها بالمجتمع.
ان بروز وقوة الاسلام السياسي وتنظيماته ادت الى تراجع في مكانة المرأه من شتى النواحي لان برنامج وتوجهات هذه الحركات لا تعمل لصالح المرأه ومساوتها بشكل خاص خصوصا وانها تقيم دور المرأه ومكانتها على اساس اسس الشريعه الاسلاميه ورأي الدين ونحن نعلم جيدا ان الاسلام لم يعطي المرأه حقوقها ولا يعترف بمساواتها مع الرجل. ان ادعاء ان الاسلام كرم المرأه وانصفها ومن خلاله نالت حقوقها هو ادعاء ساذج ولا اساس له من الصحه والدخول في تفاصيل ذلك ليس من صلب الموضوع لاننا كتبنا عن ذلك في عدة مقالات اخرى.
ان سقوط المعسكر الاشتراكي وتراجع قوة وتثير الاحزاب اليساريه ادت الى تراجع من قوة وحركة الاتحادات النسائيه وتجمعاتها النسويه والنتيجه انعكست سلبا على دور المرأه في النضال السياسي الذي سيقود الى تحيقيق المزيد من الانتصارا للمرأه في نضالها العادل في المساواه والحقوق الاجتماعيه والمكانه.
ان اليسار هو تجمع فضفاض ينضوي تحت لوائه الاحزاب التقدميه اللبراليه والعماليه والشيوعيه واتحادات الطلاب والجامعين والاكاديمين واتحادات المرأه بكافة فروعاته وغيرها من المسميات التنظميه والحزبيه .كل هذه المجموعات تراجعت وخسرت من مكانتها امام المد الاصولي الديني والاحزاب الاسلاميه وكل فئات احزاب الاسلام السياسي.
اليسار كان ولا يزال هو البوصله والداعم الرئيسي لتحرر المرأه ومساواتها لكنه مع الاسف ضعيف ومتشرزم ومشتت الصفوف وبقيت الشعارات والمزوادات عالقه في اذهان الكثير من رموزه وقياداته وهي اليوم تتخبط في الصرعات بين انفسها على التفسيرات والاخطاء السابقه والحاليه وكل قضايا الوطن العربي دون استثناء اصبحت قضايا خلافيه بين هذه الفئات وهي تتناحر على القشور وتنسى لب المواضيع.ولن تجد بين هذه القيادات سوى الشعارات والمزوادات وتحميل كل طرف للطرف الاخر مسؤلية هذا الضيايع .
مشكلة اليسار هي انه حتى الان لا يستطيع تجميع صفوفه تحت قواسم ومصالح مشتركه .لانه لا وجود لقيادات واعيه ومدركه لخطورة الاوضاع السياسيه على اوطانها البعض توقف عنده الزمن ويحيا في الماضي والبعض يحيا في الحاضر ويتفذلك وينظر ويطرح تفسيرات غريبه عجيبه مستهجنه ومجموعات الديوك التي لا تتنازل وتتحرك للعمل الجاد .تفاصيل تشتت اليسار كثيره وهي تؤثر بشكل سلبي على قضايا المرأه.
ان الصراع السياسي القائم في كثير من اوطاننا العربيه ايضا له التأثير الاكبر في تخلف المرأه وتأخرها لنيل حقوقهافمن غير المعقول احراز تقدم وانتصارات في مجال حقوق المرأه وتقدمها مثلا قي سوريا او العراق او حتى مصر وغيرها من الاقطار في ظل الحروب والصرعات الطائفيه .
لقد شاركت المرأه في تونس ومصر بشكل فعال في الحراك السياسي .مشاركة المرأه المصريه الكبير في الاستفتاء على الدستور اظهر قوة وتأثير المرأه في المجتمع وانها بالفعل هي نصف المجتمع بغض النظر عن النتائج.
رغم موقف الاخوان من قضايا تحرر ومساواة المرأه والنظره لهم الا انهم عندما تعرضوا للمضايقه والاعتقالات حركوا النساء الى المواجهه والتحرك وبالفعل تحركت النساء وشكلوا ولا زالو يشكلون قوه رئيسه في المواجهه.
رغم خلافنا السياسي مع تحركات نساء الاخوان الا ان وجودهم على الساحه ووجود المرأه العلمانيه في الجهه المقابله وتحرك النساء هو عنصر ايجابي و ان للمرأه دور كبير ومساوي للرجل في النضال السياسي والاجتماعي وهواعتراف ضمني بدورها الموازي للرجل في المجتمع.
نحن نرى انه في الاونه الاخيره اخذت المرأه تشارك في العمل الفكري من حيث الكتابه في المواقع اللكترونيه في مجالات الحقوق والمساواه والسياسه والادب لكني ارى ان ذلك لايكفي ان لم يؤطر الحراك النسائي في الجمعيات والاحزاب السياسيه للعمل على الارض وعدم الاكتفاء بالكتابه فقط لانه عندها سنكون مثل منظري العمل السياسي نطرح شعارات ونطالب بمطالب دون التحرك الجاد والفعلي لانه ما نيل المطالب بالتمني.

#سناء_بدري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات