أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - لحظات مع البقرة














المزيد.....

لحظات مع البقرة


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4354 - 2014 / 2 / 3 - 16:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من الصعب على الإنسان أن يجد نفسه بلا عنوان، بلا دافع يعيش منه و إليه، بلا فتات يقتات منه لحاضره، و بلا نقد أو مجاملة، ذلك صعب للغاية إن هو كان و لا زال مرتبطا بالعالَم الذي يرمي على البشر حمولاته المرهقة، بحيث يكون من الظلم أن يبكي الإنسان قدره للقَدَر.
على مرات يضيع الشاب بين أيام شبابه، يطوف بالبنزين الذي يحاول هو أيضا الهروب منه، بنزين من نوع غير معتاد، بنزين للحياة. و على المركبة تكون كلّ الأحلام المخيفة حاضرة، من مغلقات الحواجز و من نقائض التزويد، و حتى من طارئ يجرف معه دهرا من العمل، ذاك الشاب هو الذي يصنع الخوف، ثمّ يلجأ إلى الخوف من خوفه.
عندما يعقد أمل البشرية كله من أجل الوصول إلى غمده، فهو في حالة وجود بلا وجود، و عندما يسير مستقبل المستقبل على حافة الطرق السريعة فهناك من يحاول انتزاع الرحمة من فضاء الحدود، و عندما لا يجد الفرد الإنساني عائقا يحول بينه و بين المادة فإنّ هناك سببا كافيا لأن يشرب كل ما تشربه المحركات من وقود.
ليس عيبا أن يسعى الفرد وراء رزقه، و ليس معيبا أن يحارب الإنسان من أجل حقه في الحياة بالطريقة المتاحة، و لكن العيب و كلّ العيب أن يرى حقه ضائعا أو مضيّعا، فيودعه و هو يحمل الألم فقط لا غير.
على الناس الذين يحاولون إدراك الوجود إدراك تواجدهم في كل بداية، فحين ينتج الحِلم عن الواقع فلا مجال لزواج الوقاحة بالعلن، إنّ أفضل البشر هم هؤلاء الذين اختاروا وجودهم تحت سقف موجب، فلا حرج من الإيجاب في الوقت الذي يكون فيه الإيجاب حرجا.
الفشل الاجتماعي هو أخطر ما يمكن للفرد تصوّره، هو أسوء من الاستعمار نفسه، لأنّ الفاشل في هذا المجال تلاحقه لعنة المحيطين به أينما حلّ أو ارتحل، هذه من مصائب الأزل، و لا مجيب لشواهدها سوى بتكاثف كلي للجهد العام، دون نسيان الرؤوس الموجهة له طبعا، لأنّ الجهد بلا توجيه مثله كمثل الوقاية بلا تلقيح.

".... فلو أنّ النخبة درست هذا الفشل، لاستفادت منه أكثر مما يفيدها نصف نجاح خدّاع... لأنها تدرك من خلال تلك الدراسة حقيقة الأمر، أعني حقيقة الشروط الخاصة التي يجب أن تخضع لها جهدها كي تحقق به نجاحا كاملا...."
(مالك بن نبي، في مهب المعركة، ص114)

ليس من السهل إقناع الفرد بأنه على خطأ، خاصة إن كان الخطأ هو ذلك المفيد المؤقت، أو ذاك الذي يبدوا لأحدهم أنه خطأ هو ذاته الذي يبدوا للآخرين أنه هو الصواب عينه.
لقد كان للفرد الإنساني الفضل و كلّ الفضل حين غزا الفضاء، و طار بجانب السحب، كما أنه غاص إلى عمق الأعماق، لكنه من جهة أخرى فشل في اكتشاف عمقه و غزو فضائه الذي يسيطر عليه و على خياراته.
لمّا يمر الفاشل بفشله تقفز كل الذكريات الصلبة إلى ضميره، تعود العودة من لا شيء، و تصنع الأشياء جميعها ضبابا يكون بمثابة السواد و العناء في ليلة ظلماء، تلك الليلة التي زيّنها الفرد الضال بأنواع مختلفة من الأنوار، حتى بدا له أنّ الظلام هو النور، و أنّ النور هو الظلام.

".... إن هذه الانتهازية و هذه التورطات و هذه (الشطارة) في إخفاء الواقع باسم (الواقعية) كلها من معدن واحد، معدن (الأزمة الثقافية)، المعدن الذي تصاغ منه كل الفاجعات و كل النكسات و كل المحاولات الفاشلة، سواء في الميدان الصناعي أو الزراعي أو الأخلاقي أو السياسي أو العسكري.... "
(مالك بن نبي، مشكلة الثقافة، ص92)

أولى خطوات معالجة الفشل هي تلك المتمثلة فـي الاعتراف به، هي المرحلة الأولى من كسب النجاح، من مراجعة الخيارات قبل تعديلها، و بالتالي على الفرد الإنساني أن يحبّ نفسه إن ما أراد حبّ الآخرين.

السيّد: مــــزوار محمد سعيد

#الجزائر



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجاهلية المعاصرة
- الخدعة المتكررة و المعوّق المثقف
- قشور الفول و زهور الحكمة
- صقيع التعصب و نفاق الحب
- ما لم يعلم
- صاحب الرداء الأسود
- القيصر
- سمعتُ أنين قيصر آخيا من الجزائر
- -عالمية الفكرة- عند مالك بن نبي - الثقافة نموذجا-
- مَتْنُ الصدّيق الفلسفي (دراسة حول -الظاهرة القرآنية-)
- ضمير تساليا الجزائرية
- سيارة الإسعاف و الهواري سائقا
- أسيادهم على مرّ الزمن
- يوجد موطن الإنسان أينما توجد راحته
- فلسفة اللآلئ المتوسطية (المدينة: المكونات الفكرية)
- لا بديل عن الإنسان
- الجزيرة
- هناك أكثر من طريقة لسلخ القطة
- الزلال و الزلزال
- نَكتة مزمحيداس


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - لحظات مع البقرة