|
اصناف المثقفين في علاقاتهم بعموم الجماهير !؟
سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)
الحوار المتمدن-العدد: 4354 - 2014 / 2 / 3 - 08:24
المحور:
الادب والفن
اصناف المثقفين في علاقاتهم بعموم الناس والجماهير !؟ *********************************** المثقفون في علاقتهم بعموم الناس وجماهير الشعب على ثلاثة مراتب واصناف : الصنف الاول يختلط بجماهير الناس ويعيش معهم ويندمج فيهم ، يسايرهم ويجاملهم ويخضع لشهواتهم ونزواتهم واحكامهم حتى تكون كلماته صدى ﻷ-;---;-----;---فكار واحكام الناس وأوهامهم وتقلبات المزاج الشعبي حتى لو كانت ضد قناعاته الشخصية !.. فهو كالسياسي الذي يبحث عن رضا واعجاب وتصفيق الجماهير يركب موجة الرأي والمزاج الشعبي السائد فهو يدور مع الجمهور حيث دار ومطلبه الأساسي - بوعي منه او او اللاوعي ! - هو أن ينال رضى الجماهير واعجاب عموم وعوام الناس !... فهذا من يمكن ان نطلق عليه (المثقف الشعبوي) او (المثقف الشعبي) المتملق للجماهير والعوام !.
وفي مقابل هذا النوع (المثقف الشعبوي) نجد نوعا ً آخر من المثقفين وهو (المثقف النخبوي) !... وهو المثقف الذي يعيش في برج عاجي او برج زجاجي يراقب الناس من علو ويتجنب الاحتكاك بهم مباشرة إلا في أضيق الحدود وليس بالضرورة أن يكون هذا الموقف الإعتزالي ناتجا ً عن كراهية للناس وإستكبار عليهم أو إحتقار لهم !.. بل بالعكس فهو قد يكون محبا ً لهم متعاطفا ً معهم مشفقا ً عليهم عارفا ً بمواطن الضعف البشري للبشر ولكنه مع ذلك يعتقد أن (المثقف الحقيقي) ينبغي أن ﻻ-;-يكون اسيرا ً لشهوات ونزوات الجماهير وأحكام واهواء وأوهام العوام !.. فمخالطتهم - في إعتقاده - غير ذات جدوى وضررها أكبر من نفعها بكثير ومناقشتهم مضيعة للوقت والجهد مجلبة للقيل والقال مشوشة للعقل والتفكير العقلاني الموضوعي الهادئ !... هكذا يرى المسألة !.. لذا يختار هذا الصنف من المثقفين والمفكرين والادباء (النخبويين) العزلة والابتعاد عن عموم الناس وتجمعات الجماهير ومواطن الحشود ربما من باب البحث عن الظروف الصحية الهادئة للتفكير الموضوعي بعيدا ً عن صراخ وضجيج الناس وعن صراعاتهم اليومية !.. و ربما يكون بالفعل قد اعتزلهم بدافع الغرور والاستكبار والنظر للجماهير والعوام على أنهم مجرد "كائنات بيولوجية" تائهة وسط المدن !... كما عبر احدهم !.
الصنف الثالث من المثقفين هو صنف يقف بين البينين !.. وبين الصنفين السابقين فلا هو اعتزل الجماهير والعوام في برج عاجي وبيت زجاجي يراقب الناس من فوق ويسجل احوالهم ويفسر تصرفاتهم من بعيد كما لو أنه عالم وباحث في معمل !.. وﻻ-;-هو ذاب وسط عموم الناس واندمج بالكلية في الجماهير الشعبية واصبح يدور مع الجمهور حيث دار !... بل اقترب من الناس واختلط بعوامهم وخواصهم ولكن في حذر شديد ووعي عتيد !.. وترك بينه وبين الأهواء والاراء الشعبية المزاجية والمتقلبة مسافة ثابتة ولكنه عبر هذه (المسافة) يمد خطوط الاتصال والحوار دائما ً مع عموم وأصناف الناس العاديين ويصبر على أذاهم وتقلبات مزاجهم الشعبي العام ويحاول بالحكمة والجدال بالتي هي احسن والموعظة الحسنة بث الافكار الجيدة وتصحيح المفاهيم الخاطئة السائدة وبث روح الامل والتفاؤل وسط الناس اذا ما رأى أن ذئب اليأس والاحباط قد بدأ ينشب مخالبه في قلوبهم !.. وفي المقابل - أي بالعكس - إذا ما رأى الناس يندفعون وراء امال كاذبة واوهام خادعة فإنه ينبههم وينصحهم ويحذرهم من الاندفاع العاطفي وراء هذه الاوهام العابرة !.... وهكذا ﻻ-;-يكون هذا (المثقف الايجابي) صدى مطلقا ً "إمعة" لاهواء وأراء وتقلبات مزاج الجماهير الشعبية وصوت ورأي الاغلبية وﻻ-;-يدغدغ عواطفها ولا ينجر مع نزواتها واوهامها وﻻ-;-يدور معها حيث دارت وﻻ-;-يسير وراءها ويسايرها حيث سارت وﻻ-;-يطير خلفها أينما طارت !.. وفي الوقت نفسه ﻻ-;-يتعالى عليها وﻻ-;-يعتزلها ولا يأنف من محاورتها ومخاطبة الناس بما يفهمون وبمنطق بسيط متجنبا ً التعقيدات الفلسفية والتخصصية!.. وهو في هذا قد يتعرض - في بعض الحاﻻ-;-ت وبعض الاوقات وفي مواقف معينة - الى غضب الاغلبية الشعبية وسخرية العوام منه ونقمتهم عليه واستهجانه لبعض مواقفه وأراءه بل وقد يقذفونه في ساعة حنق شعبي وهيجان عام - عندما ﻻ-;-يجاري أهوائهم ونزواتهم وأوهامهم ويخالف أرائهم المعتادة وعاداتهم الذهنية والإجتماعية التقليدية - بالحجارة أو بأقذع الالفاظ النابية !!... ولكنه اذا كان مثقفا ً ايجابيا ً حقيقيا ً وصاحب رسالة في الحياة فليس امامه الا الصبر والاصطبار ومواصلة المشوار من أجل تحسين الحياة العامة وتنقيح الافكار وتلقيح الازهار وتصحيح المسار !.
انا شخصيا ً كـ(مثقف وطني اسلامي ديموقراطي) اخترت أن أكون من هذا الصنف الثالث الأخير !.. أي من (المثقفين الايجابيين) وهم وسط بين المثقفين الشعبويين المتملقين للجماهير والمثقفين النخبويين المعتزليين للجماهير!.. وأحاول أن أكون في هذا الوسط بالفعل متصلا ً بالناس متفهما ً لآمالهم ومخاوفهم ولكن مع المحافظة على إستقلاليتي الفكرية وعدم الإنجرار وراء رغبات وتقلبات بل وضغوطات الجماهير !.. لكن الأمر ليس بيسير بل هو عسير !.. والله هو خير مرشد وهو خير معين !. -------------- اخوكم المحب : سليم الرقعي 3 ربيع الثاني 1435 3 فبراير 2014
#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)
Salim_Ragi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مع سيد قطب الآخر!!؟؟
-
الهلال وحماية الصليب!؟
-
نكبة الإخوان المسلمين !؟
-
في الديموقراطية قد يكون التكفير وجهة نظر !؟
-
هل كان(إبن الملجم)علمانيا ًأم إسلامياً!؟
-
عاشوراء اليوم أم أمس أم ...!؟
-
كيف نعرف الاشياء؟؟!
-
نحن العرب .. وبكل صراحة !؟
-
الإخوان يحفرون قبورهم بأيديهم !!؟
-
هل الإسلام يحول دون تقدمنا ونهوضنا!؟
-
نكسة الإخوان وكثرة أكل الفول !؟
-
وداعا ً سيدي رمضان !!
-
تحية لحزب النور السلفي !
-
كيف يمكن أن نثق في الجزيرة بعد هذا !؟
-
التدين .. بين سليم وسقيم !؟
-
الجزيرة تقول أن تظاهرة 30 يونيو كانت 4 مليون فقط!؟
-
عودة الدستور بدون عودة مرسي !!؟
-
تصعيد السيسي وخيارات الإخوان المحدودة!؟
-
ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن !؟
-
هل ليبيا نتاج تاريخ المكان أم تاريخ الإنسان!؟
المزيد.....
-
هل أجبرها على التعري كما ولدتها أمها أمام الكاميرات؟.. أوامر
...
-
شباب كوبا يحتشدون في هافانا للاحتفال بثقافة الغرب المتوحش
-
لندن تحتفي برأس السنة القمرية بعروض راقصة وموسيقية حاشدة
-
وفاة بطلة مسلسل -لعبة الحبار- Squid Game بعد معاناة مع المرض
...
-
الفلسفة في خدمة الدراما.. استلهام أسطورة سيزيف بين كامو والس
...
-
رابطة المؤلفين الأميركية تطلق مبادرة لحماية الأصالة الأدبية
...
-
توجه حكومي لإطلاق مشروع المدينة الثقافية في عكركوف التاريخية
...
-
السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي
-
ملك بريطانيا يتعاون مع -أمازون- لإنتاج فيلم وثائقي
-
مسقط.. برنامج المواسم الثقافية الروسية
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|