|
مملكة الزومبى
ليلى يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 4354 - 2014 / 2 / 3 - 06:44
المحور:
الادب والفن
"لاَ تَضِلُّوا! اللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضاً. لأَنَّ مَنْ يَزْرَعُ لِجَسَدِهِ فَمِنَ الْجَسَدِ يَحْصُدُ فَسَاداً، وَمَنْ يَزْرَعُ لِلرُّوحِ فَمِنَ الرُّوحِ يَحْصُدُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً." الكتاب المقدس
يا الله فى أي غفلةٍ من أى زمان جائتنا تلك القطعان ؟ مسوخ العجز يا الله مسوخ العجز تحتل بوار الأوطان من أين جائتنا؟ من اين جائتنا يا الله جحافل التلوث ؟ السمعى و البصرى العقلى و الوجدانى يا الله من أين ابتدأ الخوف ؟ من أين ابتدأ العجز ؟ الزومبى يا الله الزومبى كالجراد وباء ينتشر من أطراف المدينه حتى أقصاها يثرثرون عن ثورة ما... تأتى فى زحفٍ مقدس يتحدثون باسم المساكين بتوكيل وهمى ينوبون عنهم يقتنصوا ألسنتهم فى تواطىء الليل كى لا يشوا بهم كى يتحدثوا بصوتهم لإيهام العامة لا يعرفونهم يا الله لا يعرفونهم مطلقاً لا يعرف المساكين غير مساكين الروح مثلهم هم جبابرة أقسم انهم جبارة جدا يا الله لا أريد أن أثقل عليك أعرف أن وقتك لا يتسع لكننى... و الله يا الله... أقسم بذلك كشاهد عيان كاذبون يا الله كلهم ...كلهم كاذبون
هل إطلعت على ما يكتبون ؟ ما يملألون به فراغات عجزهم هل لديك وقت يا الله ؟ هل قرأت مقالاتهم و كتبهم ؟ هل لديك حساب على فيسبوك و تويتر؟ يا الله أقسم بحقك لو رأيت ما أرى لإستقلت من وظيفتك !!! فقد فاق العبث مداه الجنون طوفان هادر يبتلع حدود الأرض اّسفه يا الله اّسفه جدا ان تجرأت لأنبهك إن لم تتدخل الاّن و الاّن يعنى الاّن ! حالا ! فورا !! لبلغ الطوفان السماء و إبتلع أسطورتك الغوغاء قادمون يا الله سيدمروا تاريخك لا تغضب اذ قلت لك ان تاريخك غير مشرف غير مشرف بالمرة لكن القادم أبشع القادم أفزع سيغتالونك يا الله سيغتالون ملائكتك سيغتالون الشعر ديوان حبيبى تاريخى كله يرضيك يدمر ؟ الرسم سيبقى بلا لون النصر سيكتب بالأسود و النزف لمن لن يسجد بالأحمر كل المنحوتات ستصلب حتى الموت الموسيقى ستعلق من رقبتها فى ميدان عام تشنق كى ترهب كل النغمات ان تجرأ لو تجرأ تستكثر ستمحى أسطورتك للأبد الزومبى يا الله كل واحد منهم يشتهى أسطورته الشخصيه سامحنى يا الله سامحنى ان قلت إنك تفهم ما أقصد ذاك الشبق الكافر المجد الاّسر شبق الأسطوره الذاتية و كى يكتمل المجد يبررون يا الله أعتذر... يبررون مثلك يا الله بدوافع وهمية أبنائك يا الله قد إتخذوك مثلاً أعلى كل إبن من أبنائك يدعى انه كلى المعرفة كلي القدرة مثلك يا الله بالله لا تؤاخذنى أبنائك مثلك مدعون يا الله كلهم كلهم مدعون
فى جحر الأسطوره فراغ ضيق ضيق جداً يا الله يسمونه براااااااااااح ترقد فيه أفعىً رقطاء تلتحف الوهم حدود العالم حدودها و جحر لا يتسع سواها إن تسلل فى غفلةٍ من خوف ضوء فدائى إلتهمته فضمان خلودها فى العتمة النور يكشفها يعريها يصيب زيفها فى مقتل هذه الأفعى يا الله إسمها "ذات" و الكل يا الله ..و يا لتبجحهم... يسميها "محبه" كاذبون يا الله كلهم كاذبون كلهم
ملوثون بوهم أسطورتهم الذاتيه الذاتيه جداً يا الله فى كتبهم المقدسه تقول الأسطورة: الاية 1 :"لا مواسم فى الارض إلا موسم الحصاد" مجانين يا الله أقسم لك و الله رأيت بعينى ستضحك الاّن مما سأقوله فى الاّيه 2 يقولون: "الحصاد لا يحتاج لزرع" هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هل رأت مثل ذلك جنونٌ مطبق وأن "بكاء السماء غير ضرورى غير ضرورى بالمرة" هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه و أن "الحصاد الاّن لا بذرٍ لا زرعٍ لا مطرة" هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
كلهم يا الله يدعون الالوهة فى مسوخ التواضع يرفلون و يدعون الألوهة و الألوهة كما لا يعرف و لا يقدر إلاك إنما أمره ان يقول كن فيكون يكون أمرهم يا الله و لا يكونوا إقتباس جلالتك... أرجوك أرجوك تجاوز يا الله ...وهل لم يحدث فى تاريح السماء ألف اقتباس ألف ألف مرة ؟ لا يعرفون يا الله و من لا يعرف حكمة الزمن و الفصول يا الله لا يبلغ الثمرة
هل رأيت فيلم الكيت كات يا الله ؟ هل إستمعت لموسيقى راجح داوود ؟ هل لامسك الوجد ؟ هل مسك الشجن ؟ أرأيت يا الله ... الشيخ حسنى الضرير ؟ أرأيت الصدق المبصر ؟ الطفل المبصر ؟ الأعمى المبصر ؟ حكمتك يا الله أن يبصر الأعمى و يعمى المبصرون فى هذه أشهد بحكمتك يا الله أريت... أنا أحب ان يأخذ كل ذى حقٍ حقه فأين حقى يا الله ؟ و حق الأطفال ؟ و حق الأرض ؟ وحق العرض ؟ وحق الورد ؟ اين حقوقنا يا الله ؟
يكرهونك يا الله و يكرهون سمائك و ملائكتك هل أصبحنا اصدقاء الاّن ؟ فدعنى أقول إذن :لا تغضب هم محقون محقون يا الله فأنت... أقصد جلالتك مذ إستويت على عرشك (عنوة!!!) قد حصدت بلا زرعٍ و اذ طالبوك بالسداد رميتهم بالكفر و الوعيد بالهلاك و وعدت جنتك من لا يعصى امراً لا يفكر لا يبدع لا يشتهى لا يكون المنفيون يا الله المنفيون من الحياة فقط لهم الجنة يا الله.. هل هذا كلام يعقل ؟!!!
فاسدون يا الله كلهم فاسدون ينخر فى فسادهم فساد سيحرقوننا يا الله كل شبر فى الأرض لن يسلم منهم إن لم تكن منهم فأنت عليهم مصيرك للهولوكوست يبكون للدعايه فقط يبكون للدلاله فقط لشحن المزيد وقود لمعركتهم "مستمره مستمره" يرقصون على أشلاء جثثنا فاسدون يا الله يريدون ان يبيدونا جميعا الأخضر و اليابس فنحن شواهد عجزهم يدعون اننا العائق امام مملكتهم مملكة الزومبى التى لا تغيب عنها الشمس ان كنت تسمح يا الله لو تسمح لى عذاراً عذراً ان كنت أنت لم تقدر أقصد جلالتك لم تقدر أن تمنحنا الشمس أن تمنحنا النور أن تمنحنا المعنى هل تقدر مملكة الزومبى أن تمنح ؟!!! من لا يملك... عذراً... أعرف طبعاً ان الملك لك لكن للشعر مجاز هل يقدر من لا يملك أن يمنح مدعون كلكم عذراً عذزاً ذل لسانى أقصد ...كلهم كلهم مدعون يا الله كلهم يا الله كلهم
يا الله الجموع أصوات هادرة دبيب مفزع زلزال الأطفال فزعون فزعون يا الله تدهسم الجموع ومن يمسكون به يأكلونه فالاطفال عدوهم الاخطر الأطفال من نجا من الطاعون بلا سيف او معركة وحده النقاء الأعزل من صد طفيليات التلوث يخافون الأطفال يا الله يخافون حشودهم جيوشهم العفويه هل رأيت اضواء الليزر يا الله ؟ تلك عيون اقتلعوها عيون ملائكة الأطفال النور الباقى فى الأرض النجسة الأرض العفنة يسخرون النور لترسيخ العتمه يستخدمونه فى معسكراتهم المختلفة كلهم كلهم يا الله كلهم زومبى بأقنعة مختلفة كلهم أعداء النور كلهم يا الله كلهم
صوت يطن فى رأسى صوت قديم جديد طنين مبهم يا الله لا تدعهم يعثرون على أطمس عنهم طفلة ترقص فى عينى اليمنى وأخرى تختبىء فزعى فى اليسرى يا الله... انى خائفة مرتجفة فى العتمة وحدى...أى طريق أسلك؟ و الخوف يعبق الخوف يعبق ينتشر شذاه دليلاً لمخبئى الجموع تقترب الأصوات تعلو خوفى يعلو فوق الحياة يغلق الحواس بالشمع الأحمر و الأزرق و الاصفر الأن أفهم بعد فوات الأوان ذاك الصوت الطنين كان صوتك يا الله كنت تقول: "المحبة عكس الخوف المحبة عكس الخوف الخوف نقص الإيمان المحبة يقين المحبة يقين لن ينجو إلا العشاق لن ينجو إلا العشاق"
فات الأوان يا الله أمسكوا بى فلأشكرك على وقتك جداً شكراً جداً يا الله شكراً جداً لم تفعل شيئا يذكر لن تفعل شيئا يذكر إلا لمريد صادق ان شاء أن يعلم فليتعلم "لا نحصد إلا ما نزرع"
العدوى تسرى فى أوصالى أنا جائعة يا الله جائعة جداً جائعة جدا ً أين الأطفال أين الأطفال
"مستمره" "مستمره"
#ليلى_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اله المتجسدون
-
وصلٌ مشفر
-
لا تأسرنى هنا
-
إستواء
-
وشايه
-
فداء
-
أحلام البعث
-
عهد الصبار
-
كيف أنا !
-
خيبه
-
قمرٌ غائب
-
- وعود معلبه -
-
دراما
-
اغواء
-
مسار اجبارى
-
معادله صفريه
-
انعتاق....
-
هو
-
بين اكتمالين
-
الملك لك
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|