أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - الميثولوجيا القرآنية














المزيد.....

الميثولوجيا القرآنية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4354 - 2014 / 2 / 3 - 00:21
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


"رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ "سورة إبراهيم,آية37.

من خلال قراءتي للميثولوجيا القرآنية وخصوصا قصة حفر بئر زمزم حيث سكن إسماعيل وأمه هاجر أرض (مكة-بكة-مقة) التي لا يوجد فيها ماء , يتبادر إلى ذهني السؤال التالي عن الماء والغذاء وواقعية القصة أو تلاشيها بين الواقع والأسطورة.

فإبراهيم حسب القصة أسكن ابنه وزوجته هاجر+إسماعيل, في وادٍ غير ذي زرعٍ,ومن ثم أخرج لهم الله بضربة من جبريل الأرضَ بجناحه فانفجرت من الأرض ماء زمزم,حسنا, حتى الآن القصة مفهومة,ولكن كيف استطاع إسماعيل الطفل الرضيع وأمه هاجر من العيش في مكة بوجود الماء وحده؟ فالماء وحده لا يستطيع الإنسان أن يعيش بواسطته,فالإنسان يحتاج إلى النباتات وإلى البروتين النباتي والحيواني,وهذه بحد ذاتها معضلة لا ينتبه إليها أحد.

وبعد انهيار سد مأرب في اليمن, خرجت القبائل العربية كلها من اليمن بحثا عن الماء والغذاء معا, ولم تكن القبائل العربية موجودة إلا في اليمن , وتوجهت كل قبيلةٍ عربية إلى منطقة معينة تسكنها,وكانت الطائف من نصيب قبيلة ثقيف,ومكة من نصيب قبيلة (جرهم) وتقاسموا مع هاجر وإسماعيل ماء زمزم,ومن المعروف جيدا في المصادر العربية التي تتحدث عن العرب,أن أصل كل القبائل العربية من اليمن,وإسماعيل ليس عربيا بل من العرب المُستعربة التي تطفلت على الجزيرة العربية وسكنت فيها,ومن الطبيعي أن يسكن الناس حيث يوجد الماء وحيث توجد الأعشاب,فالماء وحده لا يكفي مطلقا,وكانت مكة في ذلك الوقت خالية الوفاض من الماء ومن الغذاء معا,ولكن بمعجزة من الله حسب الميثولوجيا القرآنية انفجرت الأرض بماء زمزم,ولم تنفجر الأرض بالأعشاب, فكيف عاش إسماعيل وأمه على المياه وحدها دون الغذاء.

طبعا القصة هنا لا تؤخذ بالمعقول ولا توزن بميزان الذهب إلا إذا كانت فقط لا غير من أجل العبرة والحكمة, فالراوي الذي روى القصة كان يرويها فقط من أجل أن يقول بأن الرزق على الله وعلى الإنسان أن يعبد الله دون أن يفكر برزقه,وهذا ما حدث مع إسماعيل وأمه هاجر التي استغربت هي أيضا من ترك إبراهيم لها في مكة بدون طعام وبدون ماء....إلخ, فهمنا مما سبق ذكره أن الحياة العامة للناس في مكة كانت ذات نمط ديني واتكالي على ألله وكانت حياة الناس تعتمد بالتوكل على ألله في بقعة صحراوية غير منتجة للسلع الغذائية ما عدى السياحة الدينية التي اهتم بها تجار مكة, وكانت للحياة أنماط من التواكل على الذين يأتون من خارج مكة ويأتي الرزق معهم وهذا الأمر عمل على إنعاش الحياة العامة وقد كسبت من ذلك مكة اسمها فيقال أن معنى اسم مكة :من ازدحام الناس فيها وقد امتص أو أمتك الفصيل ضرع أمه إذا مصه مصا شديدا ....وقيل لأنها جذبت الناس إليها جذبا وقيل أنها من لفظ بابلي ومعناه :مك :أي :ألبيت.

أما من الناحية العلمية فتبدو القصة كلها عبارة عن أسطورة غير واقعية مطلقا,فعندما تظهر المياه في أي بقعة تنتشر الزراعة حولها,ولكن حتى تنتشر الزراعة فهنالك مدة زمنية طويلة,ومن المستحيل أن يبقى إسماعيل وأمه على قيد الحياة ريثما يزرعون وتنبت المزروعات ليأكلوا منها, فالقصة كما قلنا تخدمُ قضية واحدة وهي أن الرزق على الله وعلى البشر العبادة أولا ومن ثم يأتي الرزق بعد العبادة,ومن هنا علينا من الناحية العلمية أن نسقط من حساباتنا معقولية القصة,فالقصة من حيث المعقول تبدو غير معقولةٍ نهائيا,وهي عبارة عن دلائل رمزية,نستدل على رمزيتها من خلال تفكيك النص وبناءه من جديد,لنشعر أننا أمام قصص تصلح فقط أن تقال للأطفال عند النوم,ولكن من حيث الواقع تبدو مستحيلة جدا,فكيف يعيش طفل رضيع مع أمه باعتمادهم على الماء وحده في صحراء تصل درجة الحرارة فيها صيفاً إلى أكثر من 60ْ مأوية.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهل الميئين
- القرآن زور التوراة والإنجيل
- الحك بالحجر الأسود
- الله أرسلني للمسلمين وليس للمسيحيين أو اليهود
- الشفاعة
- التكنولوجيا الاجتماعية
- الأخلاق الجديدة
- سؤال منطقي
- خاطرة المساء2
- أنا أقوى رجل أردني
- كيف نواجه الظلم؟
- مذبحة بني قريظة
- أنا لست ضد الدين
- وضعنا سيء
- رقابة الرجال على ملابس النساء
- الفكر والمذهب الضعيف
- خطة يسوع
- الله يرحمك يا شارون
- أخطاء محمد الإملائية
- آه يا دنيا


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - الميثولوجيا القرآنية