كريمة مكي
الحوار المتمدن-العدد: 4354 - 2014 / 2 / 3 - 00:07
المحور:
الادب والفن
يوم غدرت الكلمة بالثائر اليساري و سال دمه على رصيف المعاني، حلّ الهرج في قاموس الزعامة و حدثت البلبلة: فجأة، اختلف اللفظ مع العبارة و تدافعت فيما بينها النعوت و تزاحمت الأسماء فغصّ بالحروف البكاء و عمّت في الأرجاء الضوضاء...
قام الشعر ليرثي فسبقه اللحن و الغناء و تقدمت الفطنة فلحق بها الذكاء و جاءت الفصاحة تعدو لتخطب في الناس، لتُعدّد خصالها و ظهرت البلاغة من بعيد تولول و تلطم خدّها و حضرت البديهة بعدها لتندب، من بعده، حظها و شوهد الصدق النادر و قد أتى و من بعد الوجوم بالغضب الصارم تكلّمَ أماّ الإحساس ففي ركنه المعتاد قد انزوى ينزف ألمَا و يطلب أن يقول فقط كلمة...
و طال الهرج و استمرت البلبلة فثارت ثائرة الثورة و دوّت صرخة الحرية في المدى...
كان هنا...
الكل جاء لينعاه و الكل شاء أن يخلّد نفسه في ذكراه.
و لكن كيف اجتمعت النجوم كلها في الصورة الواحدة هكذا؟
لأنه يوم أسقطوه هنا، فورا و إلى العُلى... نجمه صعد.
و لأنه فنّان... و كفى! فالكل بصوت واحد يومها صدَحَ: " بلعيد هو أنا، بلعيد شهيدي و يشهد عليّ الحق و تشهد السماء...فإن كنتم يا معشر الناس قد عرفتم الشهيد حقا فلسوف تعرفون حتما من أنا... سلام على الشهيد الفنان، سلام على سيّد الشهداء."
#كريمة_مكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟