عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 4353 - 2014 / 2 / 2 - 22:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ميراث بورقيبة وميراث القذافي
عبد السلام الزغيبي
تعتبر مصادقة البرلمان التونسي بأغلبية ساحقة على الدستور الجديد انتصارا للنهج والميراث الذي تركه الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، الذي بنى تونس الحديثة بقدر ما هو انتصار للقوى السياسية والمجتمع المدني.
نص الدستور التونسي الجديد على "مدنية الدولة" و"حرية الضمير" و"تحجير التكفير" و"المساواة بين الجنسين" و"تحييد المساجد"،وهي ركائز أساسية للدولة المدنية.
هذا الدستورخرج للنور بعد جولات ماروثونية طويلة، قادت في النهاية إلى توافق بين القوى السياسية التونسية بما فيها زعيم حزب النهضة، الغنوشي الذي وصف الدستور الجديد، بأنه من أعظم الدساتير في العالم.
دستور متقدم وصفه مراقبون تونسيون وأجانب بأنه الأكثر تقدما وضمانا للحقوق والحريات في العالم العربي.
ميراث بورقيبة، المتمثل في استرجاع السيادة وبناء الدولة الوطنية والمؤسسات وحقوق المواطنة وتنمية المجتمع و إرساء قيم التسامح وحرية الإبداع والعمل النقابي والثقافي والفكري، هو الذي أوصل التوانسة لهذه النتيجة.
أما ميراث القذافي الذي جعل من شعبه رهينة لأهوائه وطلعاته الغريبة، وتفرد بالسلطة على مدى أكثر من أربعة عقود وجعل من ثروات ليبيا النفطية وآثارها الطبيعية وكنوزها مطية لتحقيق نزواته ونزوات أبنائه وحاشيته .. ما تعيشه ليبيا اليوم هذا هو ميراث القذافي الذي ألغى دستور 1951، وترك البلاد بلا دستور وبلا مؤسسات حقيقية طوال سنوات حكمه.
ماذا نحن فاعلون.. مع الإقبال الضعيف على التسجيل للمشاركة في انتخاب لجنة الستين في ليبيا، حسب ما أفادت إحصاءات المفوضية العليا للانتخابات،ومقاطعة الامازيغ والتبو وأنصار الفدرالية لها، وانعدام الأمن في البلاد وعدم وجود خريطة طريق واضحة للفترة الانتقالية.
هل نحتذي بجيراننا التوانسة وبالعملية الديمقراطية التونسية القائمة على التوافق وتقديم التنازلات من أجل ليبيا أم سنواصل مسيرة الفوضى والانقسامات فندفع ليبيا نحو الانهيار.
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟