أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح اميدي - هل فعلا الفساد وليدة القوة و السلطة؟















المزيد.....

هل فعلا الفساد وليدة القوة و السلطة؟


صلاح اميدي

الحوار المتمدن-العدد: 4353 - 2014 / 2 / 2 - 12:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعريف السلطة :يمكن تلخيص تعريف السلطة اوالقوة حسب قاموس اوكسفورد بانه القابلية على فعل شيء , والقابلية على السيطرة على الاشخاص او الاشياء اوعلى بلد او منطقة ... وهي ببساطة القدرة على التأثير على الآخرين وإخضاعهم لإرادة القوي الفاعل, لذلك فالأقوياء في أي موقف اجتماعي كان أم سياسي أم اقتصادي أم ثقافي هم الذين يفرضون ارادتهم وكلمتهم ويسيرون الأمور كما يرونها ووفقاا لمصالحهم الخاصة.
"القوة تؤدي الى الفساد.. والقوة (السلطة) المطلقة تؤدي الى الفساد المطلق " عبارة تعود للسياسي والمؤرخ البريطاني (اللورد اكتون 1834 -1902) والذي ربما قالهاعفويا وعن طريق الصدفة ,في حينها ولكن اصبحت مقولته الاكثر اقتباسا واستشهادا بها كلما ظهرت احدى الظواهر السلبية الناتجة من سوء استخدام السلطة او الجاه ..
لكن ما يهم السلك العلمي من سايكولوجيين واخصائيي العلوم النفسية و العصبية هو : هل هناك فعلا ادلة علمية يمكن قياسها واختبارها حول كيفية تاثير القوة و النفوذ على تصرفات الفرد و ماذا يحصل في دماغ هؤلاء الاشخاص ؟؟ -اصحاب القوة و السلطة _ان كان ذلك صحيحا ؟ فكان هذا هو موضوع اكثر من عقد من الزمن , لدراسات بعض الباحثين .

كان الرئيس الامريكي(ليندون جونسون ) ينادي الموظفين و الخدم و يدخل معهم في دردشات و مناقشات وهو جالس على مقعد المرحاض, يؤدي احتياجه الشخصي !!! اتاتوك العثمانلي كان يعطي اوامر في غاية الخطورة و هو سكران (مات من تشمع الكبد عن عمر 57 سنة)...كلنتون هو الاخر كان يمارس الجنس مع (مونيكا لوينسكي) بالقرب من البيت الابيض !! ريتشارد نيكسون امر بالتجسس على منافسيه الديمقراطيين في فظيحة "واتر كيت"!! , فاجبر على الاستقالة بعد الفضيحة ... ميتيران كان له طفل غير شرعي من علاقة غرامية خارج الزواج , وخلفه الحالي فقد قرينته لنفس السبب , ناهيك عن برلسكوني الايطالي المعروف بحفلات رقص "البانكا بانكا " في الدك و الرقص و المداعبة و الشرب والسكر ..
القذافي وصدام ومبارك و صلوا الى حد جنون العظمة و الالوهية و قاموا بحماقات انتهت بالويلات لبلدانهم و شعوبهم و الى نهايتهم ايضا .. اوباما وعد بغلق( كوانتانامو) في الحملة الانتخابية و انتهى به المطاف الى مقاومة محاولات المجتمع المدني بالحد من التجسس على البلدان الاوربية و البلدان الاخرى ,وعلى الاشخاص من ظمنهم الهاتف الشخصي(لانجيلا مركل ) منتهكا نفس تلك القوانين الدولية التي تزعم الولايات المتحدة تبنيها والدفاع عنها منذ وجود كيانها كدولة ,, فتم فضحهم من قبل جاسوسهم الهارب "ادوارد سنودن " والوكيليكس و الا, كانت تبقى سرية لاجل غير مسمى ...اما هتلر فكان مصابا بهوس السيطرة على العالم و محو الجنس اليهودي من الارض . يقال انه كان يظن ان رسوبه في معهد الفنون في فيينا كان بسبب بروفيسور يهودي !!.. ستالين غير اسمه من (لوسيب بساريونيس دس جوغاشفيلي) الى ستالين نسبة الى الكلمة الروسية" للفولاذ" , عند بدء حياته السياسية.. يقال انه امر حراسه بعدم دخول غرفته دون اذن حتى لو كان يصيح على فراش الموت , واعدم منهم من فشل في الاختبار لاحقا, مما جعل مرافقيه مرعوبين من مساعدته عندما كسر ساقه داخل الغرفة !..
الدراسات تقول ان القوة تؤدي الى تغييرات ليس فقط في السلوك البشري ( فيتصرف بشكل غريب) و لكن ايضاالى تغييرات في هورمونات و انزيمات الدماغ و الجسم و التي بدورها تساهم في ان يتصرف بهذا الشكل !!!. ولكن ما هي نوعية هذه التغييرات ؟

اولا -الجسمية:
1-زيادة هورمون التستوسترون الذكري (الهرمون السائد) و زيادة الدوبامين و قلة في هورمون الكورتيزول (هورمون التوتر و الشدة )..
2-قلة النشاط في منطقة الدماغ و التي وظيفتها الاستجابة للحالات التي تبعث على الشدة و القلق في الحالات الطبيعية الاعتيادية وعند الناس الطبيعيين ..مثلا عند مشاهدة صور لاشخاص يعانون من الام او جروح او شخص تحت تهديد ما .. هذه النقطة تستوجب الوقوف عندها لانها هي التي تؤدي الى حالة البرود النفسي والاجتماعي عند معظم المتنفذين و ذوي السلطة و اهمال الاستجابة لاحاسيس وافكار الغير !!.
3-هناك بعض الادلة تقول ان السلطة المزمنه لها تاثير ادماني كتاثير الكحول و الكوكايين على بعض مناطق الدماغ .. ومن هنا المقولة الانكليزية" Drunk with Power" اي "سكران القوة و السلطة"

ثانيا -السلوكية الاجتماعية و النفسية :
1-من خلال دراسة ملوك انكلترا يتبين ان اصحاب السلطة هم اكثر ميلا للجريمة .
2-القوة تزيد الشهوات و تجعل من الشخص يشعر بانه اكثر جاذبية و تؤدي الى خفض العوامل الرادعة للسلوك الشخصي السلبي .. يميلون الى لمس الجنس الاخر بصورة اكثر من الطبيعي ( شيء غير مستحب ابدا في البلدان الراقية) ,اي ان القوة تجعل من الشخص اكثر عرضة لعمل ما هو منافي للقوانين و الاعراف الاجتماعية , بل و في كثير من الحالات يفكر الشخص بان له الاحقية في عمل ما ليس للاخرين فعله , و تقول احصائيات الاستاذ الكاتب(امين يونس ) بان ربع اعضاء البرمان العراقي متزوج من ثانية ,هذا في العلن , والكثير من البقية الباقي متزوج باخرى في السر! .. هل العضوات الاناث متزوجات من ازواج اخرين ؟! سنعلم ربما فيما بعد ! .... والامثلة الانفة الذكر ليست الا عدد من الالاف من هذه الحالات .
3-البرود في الاحاسيس :- في احدى البحوث الجديدة عملت في (تورنتو كندا 2013) .. كان بامكان الباحثين اخذ صور و مخطط الدماغ لمجموعتين احداهما من اصحاب القوة والسلطة و الاخرى من الطبقة العامة من المجتمع .. الاستجابة لاحاسيس الاخرين كان عكسيا مع مدى النفوذ والسلطة و خاصة عدما تكون السلطة مزمنة! , اي كلما زادت السلطة و القوة , قل الشعور باحاسيس و تفكيرالغير , و العكس صحيح ..
المشكلة هنا تكمن في ان هذا الشخص و بمرور الوقت سيعيش في فلكه الخاص ,غير مكترث , بل مهملا لاراء الجماعة , وبذلك يدخل في حلقة مفرغة من حب الذات و الشعور بالعظمة و الاعتماد على افكاره دون التشاور و بذلك يجعل من نفسه طاغية ..
4- حب المجازفة والشعور بان من غيراستطاعة الاخرين استجوابه و ملاحقته .. تجارب صدام و القذافي خير ادلة على هذا الشيء . حسب ما نشر في الاعلام عن (عزة ابراهيم الدوري) مؤخرا , انه صرح بان صدام حسين قام بخطا فادح بدخوله الكويت .. ولكن المصيبة كانت ان احدا لم يتجرا على قول هذا الشيء لصدام و لم يقولها له هو , وكان الجميع تحت امرة هذا القائد الذي كان جاهلا بكل معنى الكلمة , و لكن في نفس الوقت , كان يتدخل في كل شيء من وجبات طعام المرضى في المستشفيات الى قرارات اجتياح البلدان المجاورة , قرارات وحدوية لم تعرض للمشورة و الاختبار .
5- النفاق ( Hypocrisy) :- توقع الكثير من الاخرين من حيث الانضباط و تطبيق القانون والخ , دون ان يكون هو نفسه ملزما بنفس الضوابط و الاحكام .. يجوز لابن المسؤول تعتيم زجاج سيارته ( المارسيدس بنز) والسياقة بسرعة البرق في داخل شوارع المدن !.. لكن لا يجوز للاخرين فعل ذلك ,حرصا على الامن و سلامة الاخرين !! منطق غريب فعلا !!.
5-سلوك الحاشية ايضا يتغير بما يتناسب ورغبات ذوي السلطة : كثيرا ما نرى الاناس العاديين يظهرون استيائهم من الوضع ومعارضتهم لسياسات ذوي السلطة , ولكن و بمجرد مقابلتهم لهؤلاء في قصورهم ودور رئاساتهم , يبدأون بالهلاهل و التصفيق لشخص القائد ... يطرا تغيير على سلوك الفرد العادي و يبدي باقوال و تصريحات منافية لما كان يبدي بها من قبل , فيصبح هو الاخر منافقا .
"جيي كارنر" الجنرال الامريكي المتقاعد و مبعوث بوش بعد غزو العراق عرف اخطاء امريكا القاتلة بعد الغزو و منها حل الجيش و هو نفسه كان قد صرح بانه عمل قائمة من الامور و الاخطاء السلبية لنقلها من ارض الواقع الى" بوش " .. لم يقل من القائمة شيئا وكل ما صرح لبوش هوان , الشعب العراقي يعيش جو من الغبطة والابتهاج لا مثيل له بعد قدوم الاميركان كما يقول هو فيما بعد , وما كان من بوش الا ان وضع ايران ,الدولة القادمة للاجتياح بعد العراق في قائمته !!.. "كنت افضل شخصيا ان تكون" كوبا" !! , نساء حسناوات ,( رام) من النوع الجيد و سيكار اصيل" !!! يقول كارنر ساخرا !! .

ولكن يبقى ايضاالسؤال هو : هل هذه التصرفات ناتجة من السلطة نفسها و من الموقع الذي هو فيه , بعبارة اخرى , هل يصبح الناس جميعهم رديئين بمجرد تسلمهم النفوذ و القوة ؟ وعلى غرار " الفرصة تولد الحرامي"؟ !
غاندي ومانديلا مثلا لم يصبحا غريبين في التصرفات في بلاد كانت تفتقر الى سيادة القانون الفعلي كالهند انذاك و جنوب افريقيا بعد ( الابرثايد) العنصرية !
الجواب العلمي يؤكد ان امثالهم شواذ عن القاعدة .. مؤكدا قول "اكتون " قبل 170 سنة بان القوة تولد الفساد و القوة المطلقة تنتج منها الفساد المطلق ...

بالاضافة لفصل السلطات التي هي الاساس في اية ديمقراطية متحضرة , فان الحد من قوة الاشخاص الفردية متمثلة بالنظم البرلمانية ,هي من شانهاهي الاخرى , الحد اكثر من ظاهرة الفساد وتجنب الكوارث نتيجة القرارات الفردية واخطاء الاشخاص والقادة التي قد لا تحتمل عقباها..

يقول ابراهام لنكولن ( تقريبا جميع الرجال بامكانهم تحمل الصعوبات , و لكن لو اردت اختبار معدن شخص ما , اعطيه السلطة و القوة)....



#صلاح_اميدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغيير طرق التعليم ضرورة ملحة-الجزء الثاني
- ====تغيير طرق التعليم ضرورة ملحة =====
- النشاة الاولى و نوعية الامومة و العناية في السنوات المبكرة – ...
- النشاة الاولى و نوعية الامومة و العناية في السنوات المبكرة – ...
- العزائم و الولائم و الهدايا قبل الانتخابات هل تاتي قصدا او ا ...


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح اميدي - هل فعلا الفساد وليدة القوة و السلطة؟