شفيق طارقي
الحوار المتمدن-العدد: 4353 - 2014 / 2 / 2 - 02:18
المحور:
الادب والفن
حين كتبت الشّعر أوّل مرّة و اكتشفت أمّي روائحه تارة على مكتبي و أخرى على فراش النّوم ، حين كتبت الشّعر أوّل مرّة و كان أبي ذلك الفلّاح البدين و الطّيّب لا يفتأ يفاخر بي أصحابه ، حين كتبت الشّعر أوّل مرّة و منحته من وقتي و من مالي و من عمري ... لم أكتبه الّا لأنّه ألحّ عليّ بكتابته حاولت رميه أكثر من مرّة من الطّوابق العالية حاولت وأده كنت أخجل أن أقول انني أكتب الشّعر حصل أن اشترت أمّي مذياعا لأنّ جارتنا أخبرتها أنّها سمعت شعري في برنامج اذاعيّ كانت تدير ابرة المذياع كل يوم بحثا عن ابنها و لم تعلم ان البرنامج انتهى ... قضت سنة وهي تدير الابرة ... اذن حين كتبت الشّعر أوّل مرّة لم أكتبه لغاية و لكنّه جاء من أقصى الحزن و مدنه يسعى ... لم أكتبه الا ايمانا بعد تعرفي على نصوص قديمة و حديثة بشيء ما لم أطل تسميته .. ايمانا بحب ما ناداني فلبيت ... اكثر من ثلاثة عقود لم ينلني الشعر فيها غير النسيان غير الاقصاء غير الخيبات ... سأكتبه لأطفالي و أنسحب بصمت ... سأكتبه لهم حتى لا يديروا ابرة مذياع بحثا عن برنامج انتهى ...
#شفيق_طارقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟