جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4352 - 2014 / 2 / 1 - 22:11
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
نخترق فقط
نحن ظاهرة عابرة فقط. الممكن مستحيل و المستحيل ممكن. لا يوجد تجانس بين مدينة و اخرى بين المسمى و غير المسمى و بين الليل و النهار و بين تغاريد الطيور المختلفة و اللغة تاتي فقط كبرق قصير تخترقها لثواني معدودة و لكن و سرعان ما لمستها او طختها فان الدنيا تتراجع و تشكل نفسها من جديد و هكذا تتكرر العملية باستمرار لتعجز اللغة عن القبض عليها و تتحول الى ظاهرة عابرة فقط.
عندما ظهرت الكتابة ظهرت لنا مشاكل لغوية اخرى لان الحروف الابجدية اصبحت تستعمل لكتابة كلمات لا علاقة لها مع البعض و باتت الابجدية تختزل اللغة على حروف او اصوات لا تتجاوز الـ 30 و تسلب منها اصوتها المتدفقة الكثيرة. لقد حاول الروائي الايرلندي James Joyce في نهاية حياته ان يغير الكتابة لانه ضاق بان حرف S على سبيل المثال يستعمل في بداية كلمات مختلفة لا علاقة لها مع البعض مثل snake الحية و spring القفز و sirene صفارة الانذار. كيف يمكن اذن ان تبدأ الشمس بالشين اسوة بالشيطان؟ و لكن لماذا لا يمكن ان يشترك الشعور مع الشعر بنفس الحرف و الحب مع الحياة و الحلم او من الافضل ان تختلف في شكلها كما تختلف الاشياء في الطبيعة؟
التسمية هي الرغبة للامتلاك و عندما تسمي تعلن عن حقوق التدجين و الامتلاك و لكن كيف يستطيع الانسان الامتلاك و هو زائل و لغته زائلة تتحطم وتتغير بعد التركيب بسرعة مثلما تتحطم المادة بعد تكوينها؟ كيف يمكن فهم الظواهر بلغة عابرة متقلبة زائلة تتحطم؟ كيف يمكن حبس الطبيعة بانسان يكبر و يموت بسرعة و بانسان غير متجانس و بانسان يدمر الغصن تحت رجليه و بانسان...؟. لا تنسى نحن نخترق فقط لا اكثر.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟