وداعًا أبا أنيس...

فادي عاكوم

الحوار المتمدن-العدد: 1237 - 2005 / 6 / 23 - 13:21
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

وتستمر القافلة، واسم جديد يحفر بالدماء على صخرة الخلود اللبنانية، هذا الاسم هو جورج حاوي أو "ابو أنيس" كما عرفه رفاقه و محبوه. الامين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني، كان الهدف الجديد للايادي المتطاولة على لبنان، ابن بتغرين الذي اختار الماركسية منذ نعومة اظافره، قتل غدرًا بعد سيرة نضال طويلة
فلم تستطع ايادي الاجهزة اسكاته في السبعينات اثناء المظاهرات العمالية و الطلابية و لم تستطع دبابات الميركافا و طائرات الفانتوم ان تنال منه اثناء الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 و لم تستطع ايادي البعث الغادرة ان تسكته عام 1985 اثناء الفترة الدموية بين الحزب الشيوعي اللبناني و سورية، اكمل الطريق وصولًا الى 14 آذار حيث كانت له اللمسات و البصمات الواضحة.
ابتدأ مشوار النضال مع جورج حاوي مع المظاهرات النقابية لعمال التبغ، و توّجها بوصوله الى منصب الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني عام 1977 حيث كان من الفاعلين في الحركة الوطنية اللبنانية و المدافع الاول و الحليف الاساسي للبندقية الفلسطنية.
عام 1982 بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان و نهوض ثقافة التخاذل العربي اطلق جورج حاوي بمعاونة رفاقه في الحركة الوطنية اللبنانية بتاريخ 16 ايلول جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية "جمول" و كان المخطط و المتابع المباشر للعديد من العمليات ضد الة الدمار الاسرائيلية، فكم من مرة تفاجأ الرفاق بدخوله الى المركز لحثهم على النضال و الوقوف على اوضاعهم خاصة مركز نادي الرواد في راس النبع حيث انطلقت سهى بشارة لتنفيذ عمليتها.
كانت بصماته واضحة ليس فقط في لبنان بل في شتى الاقطار العربية، حيث تدخل بقوة اثناء الحروب اليمنية لوقف الاقتتال مستغلًا علاقاته حتى زود بجواز سفر دبلوماسي يمني لتسهيل تنقلاته، و وصلت الامور بسبب حدة مواقفه الى حد القطيعة مع الاتحاد السوفياتي السابق لتاثيره على القادة العرب الى حد اتهامه بالعمالة للمخابرات الاميركية، و تبين فيما بعد ان وراء ذلك الامين العام للحزب الشيوعي السوري خالد بكداش.
اختار ترك الحزب للبحث عن الحرية دون قيود كما قال حيث فتح صفحة جديدة لعلاقاته طاويًا صفحة الماضي فكان اوائل الداعين الى المصالحة الوطنية في لبنان، فزار و حاور اعداء الماضي كطريقة اتبعها للنقد الذاتي.
اغتالوه قبيل انتقاله الى الشمال للاحتفال بفوز اول شيوعي يصل الى الندوة اللبنانية، برفقة النائب الياس عطاالله و الرفاق الاخرين.
وداعًا ابا انيس...وداعًا من القلب...وداعًا من مقاومي لبنان...

#فادي_عاكوم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات