أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - ذكر ما جرى فى مخيّم اليرموك














المزيد.....

ذكر ما جرى فى مخيّم اليرموك


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4350 - 2014 / 1 / 30 - 05:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مخيم اليرموك هو من أكبر مخيمات اللجوء الفلسطينى فى سوريا وتبلغ مساحته أكثر من 2 كم مربع وكان يضم حوالى 250.000من اللائجين ويقع على مسافة 8 كم من دمشق، ويزدحم المخيم بالمبانى الأسمنتية والشوارع الضيقة ويسكن به عدد كبير من السوريين الفقراء أيضا، وتنتشر العيادات والمستشفيات والمدارس الخاصة والحكومية وأخرى تابعة للأنروا "منظمة غوث اللائجين" داخل المخيم، وكان هذا المخيم قبل الأخداث من أقضل مخيمات اللجوء الفلسطينى خارج الأرض المحتلة، وبعد بدء الثورة فى سوريا ضد نظام الأسد فى 2011 تصاعدت بعدها عمليات الصراع المسلح والقصف الجوى فى درعا وحلب وحماة بقيت أجواء المخيم هادئة وبعيدة عن التوترات حتى حلول شهر ديسمبر 2012 حيث تحول الى بؤرة للصراع بين المتقاتلين، بدأت بتقدم قوات من "الجيش الحر" الى الناحية الجنوبية من المخيم وتم قصف مسجد "عبد القادر الحسينى" الذى يؤوى العديد من النازحين من الأحياء المجاورة، وحدثت إشتباكات مع عناصر فلسطينة مدافعة وسقط عشرات القتلى ومئات الجرحى، وتدخلت دبابات النظام لتتمركز على مشارف المخيم وحدث بعدها النزوح الجماعى.
تصاعدت المعارك داخل المخيم وانتقل الصراع الى الشوارع الداخلية وتم إستخدام جميع الأسلحة بما فى ذلك السيارات المفخخة، فانفجرت عدة سيارات كان من أخطرها ذلك الإنفجار فى ساحة الريجة بالمخيم الذى ألحق بالإضافة الى الخسائر البشرية أضرارا بالغة بالمبانى والعمائر، وسرعان ما بدأت المطاردات الداخلية من شارع لشارع، وبدأت كل الأطراف تعلن فى بياناتها عن سقوط هذا الشارع أو ذاك فى قبضتها، وشاركت دبابات الثكنة العسكرية النظامية المقابلة للمعسكر فى القصف، وبدأ حصار المخيم من قبل الجيش النظامى من جميع الجهات والتحكم فى الدخول اليه أو الخروج منه، وهكذا بدأت المأساة الكبرى لسكانه من أغلبية فلسطينية وأقلية سورية، تلك الأزمة المتصاعدة فى المخيم هى صورة مصغرة للصراع الدائر فى سوريا بين النظام والمعارضة المسلحة التى تتواكب مع عقد مؤتمر "جينيف 2 " حيث يحاول كل طرف إستخدامها فى الضغط على الطرف الآخر.
يصّر النظام السورى على شرطين أساسين لحل الأزمة هما خروج كافة المسلحين من المخيم وإخلائه تماما من كافة أنواع الأسلحة حتى يمكن إعادة الإعمار وعودة النازحين وهم أكثر من 80% من سكانه، وأعلن النظام عن موافقته بفتح ممر آمن لخروج المحاصرين الى مخيمات نزوح مؤقته تحت إشراف الأمم المتحدة لحين إنهاء الأزمة، وأن يتم هذا الحل بموافقة وإشراف منظمة التحرير الفلسطينية وليست الأطراف المسلحة أو الفصائل الفلسطينية لعدم ثقته فى نواياها أو إنتماءاتها.
توجد أطراف عديدة وأجهزة مخابرات مختلفة منغمسة فى الصراع فى سوريا عموما وفى أزمة مخيم اليرموك بوجه خاص وفى المقدمة منها الموساد الإسرائيلى وذلك بهدف الإجهاز على من تبقى من لائجين خارج فلسطين وإعادة تشتيتهم فى مختلف بقاع الأرض، كما تؤدى أى مقارنة بسيطة بين وضع الفلسطينيين داخل إسرائيل وأوضاعهم فى الدول العربية الى الإنحياز لإسرائيل، و تلعب المخابرات الخليجية والتركية والأمريكية دورا تخريبيا فى إطالة أمد الأزمة حسب مصالحها ولصالح الطرف الذى تستخدمه فى الصراع، كما تنغمس كافة الفصائل الفلسطينية فى تصفية خصوماتها داخل المخيم وخاصة ذلك الدور المشبوه لمنظمة حماس التى أكلت على كل الموائد أولها النظام السورى الذى إحتضنها ودربها وسلحها لعقود و إيران التى سلحتها وموّلتها لزمن طويل بينما هى الآن تغير تحالفاتها وتعض اليد التى كانت ممدودة اليها لصالح سادة جدد وفنادق وملاهى فى فطر وتركيا، كما لا يغيب عن المشهد أيضا السلطة الوطنية بقيادة عباس وأجنحة الجبهة الشعبية وغيرها من الفصائل، ويتعامل الجميع مع الأزمة وكأنها مأساة إنسانية فقط تحتاج الى إغاثة والسماح بإدخال المساعدات الغذائية والدوائية نازعة منها الجانب السياسى الذى تلعب به كل الأطراف بينما يدفع الثمن كل مرّة هؤلاء الفلسطينيين الضحايا دائما، والمختطفين قسرا، مرّة فى صبرا وشاتيللا وأخرى فى نهر البارد والآن فى مخيم اليرموك.
وصف الكاتب البريطانى " روبرت فسك" فى مقال له بصحيفة "الإندبندنت" أزمة مخيم اليرموك أنه "مخيم بلا أمل لأناس بلا وطن"، ويضيف الكاتب " وارحمتاه للفلسطينيين إنهم لاجئون أبدا، من فلسطين 48 الى الأردن 70 الى لبنان 82 والى الكويت 91 والآن من سوريا الى أين، الله وحده يعلم"، ويتابع الكاتب " لقد كان وضع الفلسطينيين فى سوريا لعقود طويلة من أفضل أوضاعهم فى الشتات حيث يحق لهم التمتع بجوازات سفر وحرية تملك منازلهم والعمل فى الوظائف، ولكن قيادتهم كانت دائما تحشرهم فى خانة اليك، مرة ضد الملك حسين ومرة مع صدام وأخرى مع أو ضد الأسد وكأنما مكتوب عليهم أن يعيشون دائما كأوليس يحملون الصخرة الى قمة الجبل لتسقط منهم مرة أخرى الى القاع.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العائدون من سوريا ...الخطر القادم
- الإخوان والتدبير لأول إنقلاب فى العالم العربى
- ممتاز دغمش وإرهاب القاعدة فى مصر
- تلك التسريبات والمؤامرة على الثورة
- الشيخة موزة ..المرأة التى تحكم إمارة
- مساهمة فى تجديد الفكر الماركسى -4-
- ماجد الماجد ..زعيم كتائب عبدالله عزام
- العثمانيون الجدد ..والخليفة رجب طيب إردوغان الأول
- الصراع بين كولن وأردوغان ..وعندما يختلف اللصوص
- هنرى كورييل ..مناضل من زمان آخر
- اليسار المصرى ..ومزيد من الإنقسام
- شيوعيون فى الواحات
- إقتراح للخروج من الأزمة السورية
- مساهمة فى تجديد الفكر الماركسى – 3
- حقيقة تنظيم أنصار بيت المقدس
- الإخوان وأردوغان والأزهر
- مساهمة فى تجديد الفكر الماركسى – 2
- مساهمة فى تجديد الفكر الماركسى
- علاقة الإنقلاب الثورى بالجيوش الوطنية
- الإرهاب فى سوريا يعيد تلميع وجه الأسد


المزيد.....




- في دبي.. شيف فلسطيني يجمع الغرباء في منزله بتجربة عشاء حميمة ...
- وصفه سابقًا بـ-هتلر أمريكا-.. كيف تغير موقف المرشح الذي اختا ...
- كوبنهاغن تكافئ السياح من أصدقاء البيئة بالطعام والجولات المج ...
- بوتين خلف مقود سيارة لادا أثناء وصوله إلى افتتاح طريق سريع ب ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لقصف مواقع تابعة لقوات كييف باستخد ...
- إسرائيل.. شبان من الحريديم يعتدون على ضابطين كبيرين في الجيش ...
- ماذا تخبرنا مقاطع الفيديو عن إطلاق النار على ترامب؟
- إصابة 3 إسرائيليين في إطلاق نار في الضفة الغربية، والبحث جار ...
- مؤيدو ترامب يرون أن نجاته من الموت -معجزة إلهية-
- جو بايدن: أخطأتُ بالدعوة -لاستهداف- دونالد ترامب


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - ذكر ما جرى فى مخيّم اليرموك