أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كاظم حبيب - جريمة بشعة أخرى ترتكب بحق الحركة الوطنية اللبنانية















المزيد.....

جريمة بشعة أخرى ترتكب بحق الحركة الوطنية اللبنانية


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1237 - 2005 / 6 / 23 - 13:21
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


مرة أخرى تتوجه ألغام الغدر والإرهاب والجبن إلى شخصية وطنية لبنانية وعربية كبيرة, إلى السكرتير العام للحزب الشيوعي اللبناني السابق, جورج حاوي. إنها لخسارة كبيرة للحركة الوطنية اللبنانية والحركة الديمقراطية العربية والمنطقة أن يغيب عن ساحتها مثل هذه الشخصية ذات القدرات العالية والكفاءات المتميزة والفكر الإنساني المتفتح والمشاركة العقلية والعاطفية في النضال من أجل بناء لبنان ديمقراطي تعددي حديث, غير طائفي وغير إقليمي ضيق.
لقد تسنى للإرهابيين القتلة خلال فترة قصيرة اختطاف مناضل آخر وإزاحة شخصيات كبيرة ذات دور كبير في السياسة اللبنانية مثل رفيق الحريري وجورج حاوي والصحفي البارز سمير قصيرة من طريق العملية التآمرية الكبيرة التي تحاك اليوم في الخفاء والعلن ضد لبنان وضد الحياة السياسية المدنية والديمقراطية فيه, ومن أجل إشاعة الفوضى والخراب وعدم الاستقرار والحرب الطائفية والموت في المجتمع والوصول تدريجاً إلى الحالة التي يعيش فيها العراق حالياً.
والسؤال الذي يطرحه جميع الوطنيين والديمقراطية في لبنان وخارجها: لمن تتوجه أصابع الاتهام في هذه الجرائم المتلاحقة؟ وهل ستتوقف أم أنها ستطال شخصيات أخرى مناضلة من صفوف مختلف القوى الديمقراطية اللبنانية؟ وإذا كان السؤال الأول لا يمكن البت به حالياً دون أن تطرح نتائج التحقيق اللبناني والدولي الجاريين بشأن قتل الشهداء الثلاثة. فأن الإجابة عن السؤال الثاني تطرح احتمال استمرار هذه العمليات بقتل المزيد من الرموز الوطنية الفاعلة في الحياة السياسية اللبنانية, وخاصة من صفوف القوى التي ساهمت بالدعوة لإخراج القوات السورية وأجهزتها القمعية المخابراتية من لبنان. إنه احتمال قائم ما دام التحقيق لم يحدد بعد الجهة التي تقف وراء ذلك, إذ أنها ما تزال في مأمن وتمارس أفعالها الدنيئة بهدوء وسرية, وربما بحماية من جهات قوية.
والأسئلة المهمة التي يفترض الإجابة عنها هي: من المستفيد من تنفيذ هذه العمليات الإجرامية وقتل الرموز الوطنية والصحفية البارزة في لبنان؟ من المستفيد من إسكات جورج حاوي بعد أن بدأ بالتحدث إلى أجهزة الإعلام والفضائيات وبدأ بكشف الأوراق المطوية؟ وكيف يمكن تبويش التآمر الجاري على مستقبل لبنان الديمقراطي وإيقاف مسلسل الاغتيالات؟
هناك العديد من الأوساط السياسية اللبنانية والعربية والإقليمية التي يهمها إشاعة الفوضى والخراب والموت في لبنان, وهناك الكثير من الإمكانيات المتوفرة لتنفيذ مثل هذه العمليات. فإلى جانب الاتهامات التي يمكن أن توجه إلى أجهزة الأمن السورية وأتباعها في لبنان, أو إلى الجماعات البعثية المنشقة عن الحكم السوري من أقطاب الحكم السابق والتي كان لها اليد الطويلة في أجهزة الأمن وسرايا الدفاع السورية سنوات طويلة, حيث كان الراحل جورج حاوي يمتلك الكثير من معلومات عنها وعن نشاطاتها السابقة والراهنة. ويمكن أن تتوجه أصابع الاتهام إلى قوى سياسية أخرى أرادت بهذا العمل الجبان تصفية حساباتها معه ومع الحركة الوطنية اللبنانية ومنع وصول المعلومات عنها إلى الرأي العام العربي والعالمي بعد أن بدأت الفضائيات العربية سلسلة لقاءات طويلة وتفصيلية مع جورج حاوي, وخاصة قناة العربية وقبل ذاك الجزيرة, حيث كانت ذاكرته التفصيلية طرية جداً بالأحداث والأسماء وقدم معلومات لم تكن معروفة سابقاً وفضح مواقف لم يجر الحديث عنها قبل الآن, إضافة إلى اتهام سوريا ومسؤوليتها وبشكل صريح في مقتل القائد اللبناني الكبير الشهيد كمال جنبلاط. وشخص في هذا اللقاء أن المسؤول المباشر عن قرار القتل هو مسؤول سرايا الدفاع السابق رفعت الأسد, شقيق حافظ الأسد والمنشق حالياً عن حزب البعث الحاكم وعن الحكم القائم. كما أنه هاجم بعنف شديد وعادل سوريا في المقابلة التلفزيونية التي أجرتها معه قناة العربية, حيث تحدث بصراحة ووضوح عن الطرد المذل للجيش السوري والمخابرات السورية وسوريا عموماً من لبنان لأنها رفضت أن تتعامل مع الشعب اللبناني على أسس من العقلانية والمساواة. كما يمكن أن تتوجه أصابع الاتهام إلى القوى الأكثر يمينية في إسرائيل, وخاصة قوى الموساد التي ترى في إشاعة الفوضى في لبنان طريقاً للتخلص من المقاومة في الجنوب, بغض النظر عن طبيعة الدور الذي تؤديه هذه المقاومة والاختلاف المحتمل في وجهات النظر بشأنها. وعلينا أن لا نبعد من لائحة المتهمين قوى الإسلام السياسي المتطرفة التي وجدت في لبنان منذ فترة غير قصيرة أرضية صالحة لنشاطها في إطار قوى الإسلام السياسي القائمة وفي تنظيمات سرية أخرى, وتتغطى بغطاء المقاومة, ولكنها من حيث الجوهر ضد تلك الأحزاب وضد تلك المقاومة. إن علينا أن نمعن النظر في الشهداء الذين سقطوا, فالذي قتل جورج حاوي وقتل الآخرين كان يريد التخلص منهم ومن ذاكرتهم الحية ودورهم في الحياة السياسية والصحافة اللبنانية.
لقد لعب جورج حاوي دوراً كبيراً في فترة الصراع اللبناني – اللبناني والصراع اللبناني – السوري وساهم بحيوية فائقة باسم الحزب الشيوعي اللبناني وممثلاً عنه في أحداث تلك الفترة, كما كان من بين الجماعات المجددة في الحزب والراغبة في التغيير وساهم في انفتاح الفكر الماركسي اللبناني على الأفكار الأخرى في الحزب وخارجه, وحظي باحترام رفاقه وأصدقاء الحزب والقوى الأخرى, وساهم في فترة قيادته, مع رفاقه الآخرين في القيادة والحزب, في دفع الحزب فكراً وسياسة وممارسة إلى الأمام ليحتل الحزب موقعاً مرموقاً في الحركة الوطنية اللبنانية وفي مقاومة الاحتلال اللبناني.
تميز جورج حاوي بالصراحة في طرح رأيه وتصوراته وبالجرأة في التعامل مع قضايا الحزب والحركة الوطنية, وكذلك في إطار الحركة الشيوعية والعمالية في الدول العربية ودول المنطقة وحاز على احترامها, بغض النظر عن التباين في وجهات النظر. لقد اختلف جورج حاوي مع الحزب الشيوعي العراقي مثلاً في الموقف من النظام العراقي, إذ لم يكن جورج حاوي محقاً في ذلك, ولكن ذلك لم يغير من احترام الشيوعيين العراقيين له ولحزبه ولدوره وحويته في النضال, إذ سرعان ما صحح جورج حاوي الموقف حين رفض قبول المساعدات من النظام العراقي الاستبدادي, إذ بدأ النظام العراقي يسعى إلى ربطها بشروط مخلة باستقلالية الحزب وسياساته ومواقفه لا يمكن لأي حزب سياسي شيوعي أو ديمقراطي القبول بها.
المهمة المركزية التي تواجه الحركة الوطنية اللبنانية, كما يبدو لي, تتبلور في المرحلة الراهنة في التحري عن سبيل فعال لإفشال مخططات القوى العدوانية, الداخلية منها والخارجية, التي تمارس الإرهاب والقتل الغادر دون أن تترك بصماتها المباشرة على عمليات الاغتيال الجارية في لبنان. ولا يمكن إيقاف هذه العمليات الجبانة ما لم تسع القوى السياسية اللبنانية إلى ضمان قيام وحدة وطنية تستند إلى تحالفها السياسي المتين وتعاونها المستمر والكشف الفعلي عن المسؤولين المباشرين عن هذه العمليات, عن أولئك الذين اتخذوا قرار تنفيذ حكم الإعدام بجورج حاوي والذين نفذوه. كما يمكن إيقافها من خلال الإصرار على التمسك بالمبادئ الديمقراطية والحياة الدستورية والابتعاد عن الصراعات والنزاعات المذهبية والحكم الطائفي المقيت.
إن الاحتجاج على جريمة الاغتيال لا يكفي بأي حال, رغم ضرورته, بل يفترض تشديد العمل للكشف عن الجناة ومن يدفع لهم ويساندهم ويوفر لهم مستلزمات تنفيذ تلك العلميات, إذ أن رموز الحركة السياسية الوطنية في لبنان كلها معرضة لمثل هذا التهديد, فهي مشاريع للقتل من جانب القوى المجرمة التي نفذت العمليات السابقة, وما لم نضع اليد عليها ستتواصل قائمة الشهداء اللبنانيين بالزيادة وسيعم الخراب والدمار والموت في لبنان. وهو ما يرفضه ويناضل ضده كل إنسان وطني وديمقراطي شريف.

برلين في 22/5/2005 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل فينا من لا يحتاج إلى همسة في أذنه ... تذكر أنك بشر؟
- العراق ... إلى أين؟
- الأخ الفاضل السيد مسعود بارزاني المحترم/ رئيس فيدرالية إقليم ...
- لنحيي لقاء القوى الديمقراطية واللبرالية والعلمانية في العراق ...
- هل من جديد في مجال حقوق الإنسان والقوميات والتغيير في سوريا؟ ...
- الأخ الفاضل الأستاذ عدنان المفتي المحترم/ رئيس المجلس الوطني ...
- نداء من أجل التعبير عن التضامن مع مثقفات ومثقفي العراق ضد ال ...
- سلسلة مقالات للمساهمة في الحوار حول أبرز المشكلات العقدية في ...
- سلسلة مقالات للمساهمة في الحوار حول أبرز المشكلات العقدية في ...
- سلسلة مقالات للمساهمة في الحوار حول أبرز المشكلات العقدية في ...
- الأخ الفاضل الأستاذ مسعود بارزاني المحترم/ رئيس الحزب الديمق ...
- هل ما يجري في العراق عمليات إرهابية أم مقاومة مشروعة؟
- هل من نهاية لأخطاء الولايات المتحدة الأمريكية في العراق؟
- هل ينقص القوى الديمقراطية العراقية الخيال لرؤية الواقع واستش ...
- هل من جديد في تصريحات السيد مقتدى الصدر؟ - إلى أين ستنتهي مو ...
- هل يمكن توقع مشاهد إرهابية جديدة غير التي تجري اليوم في العر ...
- العراق ومشكلاته الثلاث!
- رسالة مفتوحة محاولة للاستجابة إلى استغاثة الكاتبة المصرية ال ...
- دعوة عاجلة إلى القوى الوطنية والديمقراطية في سوريا والعالم ا ...
- هل من جديد في اتحادية كردستان العراق وفي حياة الشعب الكردي؟ ...


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كاظم حبيب - جريمة بشعة أخرى ترتكب بحق الحركة الوطنية اللبنانية