ناظم الزيرجاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4348 - 2014 / 1 / 29 - 07:48
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
تعتبر القيم الأخلاقية من أسس بناء المجتمعات الذواقة، إلى أي إقلاع سواء كان سياسي، إقتصادي أو ثقافي مع العلم أن هذه المحاور متشابكة في علاقة يصعب حل رموزها أو بالأحرى مفهومها في مجتمعات تعاني من التخلف والإقصاء، من أبرز سماتها التناقضات، حيث الجهل و المدارس والجامعات يتعايشان،حيث المعابد والنفاق والظلم واللاعدل السائد متضاربان في أكبر مشهد يعطيك مدى خطورة الأمر و أي مستقبل نبنيه لأنفسنا ولأجيالنا، يمكنك كذلك أن تجد أناس يرتدون جبة العلم يصعب عليك تصنيفهم لأنهم تعايشوا مع الفساد وأعطوه شرعية للإستفادة من الوضع القائم، وهذه هي المهزلة لأن الأمي تشخيصه سهل و علاجه أهون إن أردنا ذلك، وفي مفارقة أخرى يمكنك أن تصبح سياسيا تعتلي المنابر الحزبية، ومسؤولا عن تسيير الشأن العام وأنت تفتقر إلى أبسط أبجديات السياسة المتعارف عليها أخلاقيا، وقبل أن تكون تسييرا هي علم قائم بذاته بعيدا عن النزعة الميكيافيلية، الغاية تبرر الوسيلة للنهب وخدع الجماهير، يمكنك كذلك أن تكون إطارا تربويا فى إحدى المؤسسات التعليمية، وأنت في حاجة ماسة إلى زيارة أقرب طبيب للعلاج السلوكي، يمكنك أن تجد كذلك في رنة الهاتف ٱ-;-ية قرٱ-;-نية وصاحبها لص أو صاحبتها تعشق في الرجال مالهم، لا يمكنني أن أتطرق هنا إلى كل الجوانب فقط هذه بعض الإختلالات المدركة عن طريق الملاحظة والتحليل المتواضع، فقط لأني كذلك نتاج لهذه المنظومة المعطوبة،مع الحرص الشديد على بعض الإستثناءات التي تستحق الإحترام على صبرها وتعايشها مع هذه الأمراض لأنها تؤدي ضريبة أخلاقها في مجتمع لا أخلاقي، وتؤدي ثمن وعيها في وسط متخلف، ووفائها في مجتمع منافق..
لا حديث عن الإصلاح في مجتمع متخاصم مع ذاته، ومسلوب الإرادة، لنكن إيجابيين ونحارب الجهل بالعلم، ونحسن أخلاقنا بقيمنا ومبادءنا النبيلة، أكيد هكذا هي شروط النهضة ليس الا ...
#ناظم_الزيرجاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟