أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال الطائي - على راسهم ريشة ...















المزيد.....

على راسهم ريشة ...


جمال الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 4348 - 2014 / 1 / 29 - 03:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على راسهم ريشة ...
عندما كنا صغارا ً كان يستفزّنا أن يـُعامل واحد منـّـا معاملة خاصة ، كأن يـُسمح له بما هو ممنوع علينا ، أو أن يغضّ الكبار الطرف عن اساءاته في حين نـُعاقب نحن لو عملنا نصفها ، كنـّا دائما ً ما نحتجّ على هذه التفرقة في التعامل والكيل بمكيالين ، ونصرخ باستنكار وغضب : لماذا لا يـُعاملُ ( فلان ) مثلنا ؟ هل على راسه ريشة؟
سأعترف انني شخصيا ً لاأدري (العمق التاريخي ) لحكاية الريشة هذه ، ولماذا كان اجدادنا يعتبرون المدلل على راسه ريشة؟ ولكن هذا هو التعبير الذي ورثناه منهم ، ولا أظن ان هناك عراقي واحد لم يستخدم هذا التوصيف في يوم من الايام على شخص استفزّه الاخرين في طريقة تدليلهم له !!!
في عراق بعد 2003 صار هذا التوصيف يطلق يوميا ً على اقليم كردستان ، فهو صار المدلل الذي دائما ً ما يتحسس الريش الذي على رأسه ويسير به متباهيا ً متبخترا ً على كل محافظات العراق مجتمعة . الاكراد الذين منذ سقوط النظام السابق لم يـُبقوا مفردة واحدة تخص الدولة العراقية الا ووظفوها لخدمة مصالحهم وكي تـُنبـِت ريشة جديدة على رأسهم حتى ماعاد فيه مكان لريش جديد!
كتب الاكراد دستور العراق مع بعض ( جحوشنا ) ومنذ ذلك الحين ماعادت كلمة ( دستور ) تفارق لسان أي سياسي كردي حتى لو كان يغني في برنامج ( عرب ايدل ) ومع ذلك فالاكراد خرقوا ويخرقون الدستور يوميا ً ومنذ اول يوم بدأ العمل فيه ولان على راسهم ريشة فلا أحد يمكن له أن يحاسبهم !!.
لاأعرف كيف تـُدار الدولة العراقية ، ولا ألأسُس التي تتـّبع في تمشية الامور العامة في البلاد ، ولكن ما أعرفه وأنا واثق منه ان الساسة الكرد في جميع مستوياتهم أفهم وأنضج وأكثر التزاما ً بسياستهم واقل فسادا ً من باقي الساسة العراقيين بجميع مستوياتهم من كل الطوائف والقوميات الاخرى ، لذلك استحصل الساسة الكورد على الكثير الكثير من المكاسب لاحزابهم وللاقليم هي في كثير من جوانبها بدون وجه حق فرّط فيها باقي الساسة العراقيين أمـّا بسبب ضعفهم أو فسادهم أو بصفقات مشبوهة؟
الدستور الذي استقتل الاكراد لاقراره يسمح للاقاليم بوضع ممثليات لها في السفارات العراقية ، ولذلك فلدى اقليم كردستان ممثلية في كل سفارة عراقية في جميع دول العالم وهذه الممثلية هي عبارة عن سفارة مصغـّرة للاقليم تحوي على قائم بالاعمال وممثل تجاري واقتصادي وعسكري وموظفين ( طبعا ً كلهم أكراد ) ويقبضون مرتباتهم من خزينة الحكومة المركزية ، مع ذلك يأخذ الاكراد اكثر من 37% من سفراء العراق في دول العالم ويوظفون في السفارات العراقية اكثر من 40 % من موظفيها من الاكراد
بمعنى انهم يأخذون قرابة ثلاثة امثال ما يناله غيرهم من سكان العراق الاخرين من المناصب في وزارة الخارجية العراقية؟
للاقليم جيشه الخاص ( يسمونهم البيشمركة ) ولهم وزارة داخليتهم الخاصة ووزارات كاملة مثل وزارات الدولة العراقية وهي مقفلة بشكل كامل للاكراد لايسمح حتى للعرب القاطنين في مناطق الاقليم بالتعيين فيها ، ومع ذلك هنالك نسب مئوية تفوق 37% من تعداد القوات المسلحة العراقية هي من الاكراد ، وعدد كبير جدا ً من القادة العسكريين من كبار قادة الجيش هم من الاكراد ( رئيس اركان الجيش ، قائد القوة الجوية ، معاون رئيس الاركان للعمليات ، معاون الميرة ، ، عدد من قادة الفرق ، عدد كبير من قادة الالوية ، ومراكز أخرى ) وهذه تفوق اضعافا ً مضاعفة نسبة الاكراد السكانية في العراق .
اذا كان للاكراد حكومة كاملة ( كما سمح لهم الدستور ) وجعل السياسة الخارجية للعراق حصرا ً من صلاحيات الحكومة المركزية ، وما دام الاكراد بحكومتهم يديرون شؤؤن الاقليم ، فمن حق باقي المحافظات أن تشغل الوزارات العراقية ويكون الوزراء في الحكومة المركزية من المحافظات غير المنتظمة بأقليم ، فليس من المعقول ولا ألمنطقي أن يحكم الاقليم نفسه ولا يسمح بأي تدخـّل من الحكومة المركزية وكذلك يحكم باقي المحافظات وهو بذلك يأخذ في الحكم حصة تفوق ثلاثة امثال حصة باقي المحافظات ، وهذه ريشة اخرى يزهو بها راس الاقليم ! علما ً ان الوزراء الكرد في حكومة الاقليم مبدعون ومجتهدون والدليل مقدار التطور والرقــّي الذي وصل له الاقليم بشهادة القاصي والداني في حين ان الوزراء الكرد في الحكومة المركزية هم من أفشل الوزراء وأقلــّهم انجازا ً كوزير الصحة الذي فشل في بناء مستشفى واحد أو توفير اجهزة طبية تفتقر لها مستشفياتنا ووزير التجارة الذي يعتبر ( ألاسوأ ) في تاريخ وزارة التجارة العراقية وفشل فشلا ً ذريعا ً في توفير أي من مستلزمات البطاقة التموينية ، ولا أظن ان اختيار الوزراء الفاشلين لضمهم للحكومة المركزية جاء سهواً فالاخوة الكرد يعتبرون الاقليم هو الاهم وهو الوحيد الذي يستحق العمل والابداع والتضحية لاجله بدليل ما أعلنه السيد / كمال الساعدي القيادي في حزب الدعوة عن اعتراض برقيات موجهة من قادة الاقليم الى قادة عسكريين كبار في الجيش العراقي من الكرد تقول هذه البرقيات : لماذا تحاربون في الانبار ؟ هذه ليست حربنــا فلا ينبغي المشاركة بها؟؟؟ شخصيا ً لا أدري لماذا نقبل ويقبل ساستنا ان يحكم الاكراد انفسهم ويحكمونا أيضا؟ فمن المنطقي والحالة هذه ان يكون للاقليم مشاركة في الوزارات التي لايسمح للاقليم بها ( وزارة الخارجية ) مثلا ً رغم ان الاخوة الاكراد ومنذ السقوط يحتفظون بحقيبة الخارجية ورغم ان الوزارة أصبحت لهم ( ملك طابو ) فانهم حتى مع كون الوزير منهم خالفوا الدستور وقرروا السماح للخليجيين دخول الاقليم بدون فيزا كما هو متـّبع في باقي منافذ العراق علما ً ان الدستور يقول ان السياسة الخارجية حصرا ً من صلاحيات المركز ومن المؤكد ان التعامل مع الدول هو من صميم السياسة الخارجية التي ضربها اخوتنا الكرد عرض الحائط. مادام الدستور أعطى للاقليم حقه في تشكيل وزارته فكان يجب أن يحفظ حقوق باقي المحافظات في وزارات الحكومة المركزية.
كل ما ذكرته ، وعشرات الامثلة مما نسيت أن أذكره أو عـَبـَرتُ عليه ، لا يساوي شيئا ً أمام المسائل المادية في تعامل الاقليم مع الحكومة المركزية والتي انبتت على اجنحته ريشا ً من ذهب ،لنبدأ أولا ً ببيان وزارة التخطيط العراقية في 22/1/2014 وهي الوزارة القطاعية الوحيدة المسئولة عن تبيان اعداد السكان ومناطق توزيهم الجغرافي وغيرها في العراق ، بيان الوزارة أكـّـد ان نفوس العراق عام 2014 بلغ 36.004.553 مليون نسمة وان عدد سكان محافظات الاقليم الثلاثة بلغ 4.901.872 مليون نشمة وهو ما يعادل 13.6% من نفوس العراق ، مع ذلك يوافق ساستنا ( النجباء ) على اعطاء الاقليم 17% من ميزانيتنا السنوية .وكي نكون منطقيين فسنقارن ما يأخذه الاقليم ( الذي لا يعطي للميزانية الحكومية سنتا ً واحدا ً من ثمن النفط المنتج والمصدّر ولا من ايرادات المنافذ الحدودية والكمارك والمطارات ) مع ما تأخذه محافظة البصرة التي تعطي للميزانية العراقية 80% من الدخل السنوي النفطي للعراق وتسدد كامل ما يدخل لها من ايرادات منافذها البرية والبحرية والجوية للخزينة المركزية ، وعدد نفوس البصرة ( حسب موسوعة ويكيبيديا ) بلغ عام 2010 اكثر من ثلاثة ملايين نسمة ، لو اخذنا عام 2013 كمثال ،فقد بلغت حصة اقليم كردستان المستلمة من الحكومة المركزية قرابة 15مليار دولار اذا اضفنا لها ماقام الاقليم ببيعه وتهريبه من نفطه الخام والبالغة قرابة 11مليار دولار واضفنا لها ما يحصل عليه الاقليم من منافذه الحدودية والكمارك فيصبح ما حصل عليه الاقليم عام 2013 حوالي 28 مليار دولار لو قسمناها على عدد نفوس الاقليم تصبح حصة المواطن الكردي العراقي بحدود 37000 دولار . أما بالنسبة لمحافظة البصرة فقد استلمت حوالي 500 مليون دولار لو قسّمناها على نفوس المحافظة لاصبحت حصة المواطن العراقي البصراوي حوالي 1660 دولار بعملية قسمة بسيطة سنجد ان الكردي العراقي الذي لا يقدّم شيئا ً للعراق يحصل على أموال من ميزانيتنا تفوق 23 ضعفا ً مايحصل عليه المواطن البصراوي العراقي الذي يقدّم للميزانية 80% من موجوداتها ويتحمّل هو وارض البصرة التلوّث والامراض المصاحبة للتلوّث الناتج من استخراج النفط ، فما هو ياترى سبب هذا الريش الذي يغطي رأس أخوتنا في الوطن؟ ولماذا يقبل ابناء المحافظات العراقية هذا التغاضي الذي يتبعه ممثلوهم في الجهات الرسمية والتهاون في حقوقهم ، وهل ستكفي الــ 5 دولارات عن برميل النفط ( اِن حصـّلوها ) لردم الهوّة بينهم وبين الاقليم ، وماذا عن المحافظات غير المنتجة للنفط كيف ستتجاوز هذه الهوة بينها وبين الاقليم؟
علما ً ان ريشات العراق معدودة ومعروفة وحين توضع ريشة على رأس مكوّن معيّن فيعني انها قد اخذت من الاخرين ، حتى ان ( ريشاتنا ) رغم كثرتها صارت تعاني من سوء في الوزيع ، فغطـّت رأس واجنحة البعض ، في حين ظل رأس الاخرين مثل صحراء قاحلة ، بل وحتى بلا زغب يستر عوراتهم .. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .......

المهندس / جمال الطائي
.



#جمال_الطائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهب من لا يملك ...
- متّحدون ..ولحاف.. ملاّ عليوي ؟؟؟
- علي ماما وجماعته !!!
- ابتكار انتخابي عراقي جديد !!!
- أيها المغتربون .. انهم قادمون !!!
- الرياضة ، أخلاق .. اتحاد الكرة نموذجا ً !!
- ماذا تسمّون هؤلاء ؟؟
- عندما ( يكذب ) .. الرجال !!!
- لا تظلموا حكيم شاكر !!
- مبروك.. لشركات الهاتف النقال ...
- وماذا بعد المائة يوم ؟؟


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال الطائي - على راسهم ريشة ...