أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - أنت مين قولي...














المزيد.....

أنت مين قولي...


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4348 - 2014 / 1 / 29 - 00:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


زعق بعلو صوته المتهم د. محمد مرسي، الرئيس المصري المعزول، ليجيبه القاضي بهدوء وثقة: "أنا رئيس محكمة جنايات مصر". الرئيس المعزول لا يعترف بشرعية عزله، ولا بمركزه القانوني الحالي كمتهم، ولا بولاية المحكمة التي تحاكمه، وربما حتى لا يعترف أصلاً بشرعية القضاء كله. ربما لو كان المعزول قد أدرك وراعى منذ بداية حكمه الفروق المرهفة بين هذه المراكز القانونية- الرئيس، الشرعية، المتهم، القاضي- ما كان قد وضع نفسه وجماعته في مثل هذا الوضع المهين، وما كان قد تصرف إزاء المحكمة والإجراءات القانونية بمثل هذه الهمجية الفجة لدرجة استلزمت حبسه وراء حاجز كاتم للصوت كما الحيوانات المتوحشة التي يخشى من جلبتها وضجيجها. الرئيس المعزول د. محمد مرسي لا يحترم الإجراءات.

خلال الفترة الماضية، قد اتضح بجلاء أن أعضاء الإسلام السياسي، ومرسي واحد منهم، يجدون صعوبة كبيرة في فهم الإجراءات والمراكز القانونية المختلفة والتعامل معها بالشكل اللائق والصحيح. فعندما اكتسب مرسي المركز القانوني الأسمى في الدولة كرئيس للجمهورية، ظل يتصرف كزعيم كتلة برلمانية، ويخطب كمرشح لعضوية مجلس الشعب، عن دائرة ريفية؛ وعندما ثارت ملايين من الشعب على حكمه في 30 يونيو، ظل متمسكاً بـ’الشرعية‘ وكأن شيئاً لم يحدث على الإطلاق؛ ثم، والحال كذلك، عندما اضطرت هيئة عرفية بممثلين عن الجيش والقضاء والأحزاب السياسية الكبرى والإعلام والأزهر والكنيسة وكبار المثقفين وشخصيات وطنية بارزة إلى عزله غصباً بعدما رفض إجراء انتخابات رئاسية مبكرة أو الانسحاب من المشهد في هدوء، ظل منكراً لحقيقة أنه لم يعد ’رئيساً‘ بعد، وأن الشعب الذي أعطاه ’الشرعية‘ قد سحبها منه قسراً بعدما رفض كل مخرج آخر. وأخيراً، عندما انتقل إلى مركزه القانوني الحالي، كـ’متهم‘، كان متوقعاً أن لا يشفى من ’عمى المراكز القانونية‘ هذا بين عشية وضحاها.

ما سر الانتشار الواسع لعرض عمى المراكز القانونية وسط أعضاء الإسلام السياسي بشكل لافت؟

في التحليل النهائي، الدولة هي عبارة عن نسق متكامل من المراكز القانونية التراتبية، بما يضمن وحدة صنع القرار وتنفيذه بطريقة موحدة تغطي تراب الدولة بالكامل. والدستور هو المحدد الأساس لهذا النسق الكامل من المراكز القانونية المتكاملة. هنا تحديداً تكمن المشكلة الأساسية لدى الإسلام السياسي في التعامل مع المراكز القانونية المختلفة، ومع دولاب الدولة عموماً.

الإسلام السياسي يولي أهمية أكبر لوثيقة أخرى يضعها في مرتبة أعلى من الدستور المنظم والحاكم للمراكز القانونية بالدولة: القرآن، أو الشريعة الإسلامية إجمالاً. هكذا، كلما ثار التباس أو نزاع بشأن مركز قانوني، يجد عضو الإسلام السياسي نفسه أمام سؤال واضح لدرجة لا تحتاج إجابة: أيهما له يكون السيادة إذا ما ثارت شبهة تعارض، القانون أم القرآن؟

هكذا يجد عضو التيار الإسلامي نفسه خلال دقائق معدودة قد خرج تماماً عن نطاق القانون، وأصبح يتصرف من منطلق مرجعية دينية صرف. في الأساس هو، بحكم التنشئة الدينية، أقرب إلى مفاهيم ومراكز القرآن منه إلى القانون. وعليه، كلما استشعر خطراً لاذ سريعاً بحمى ما قد ألفه وفهمه منذ نعومة أظافره، وابتعد عن أرض مجهولة ليس له علم بما قد تخبئه له.

أثناء المحن، عضو الإسلام السياسي يتعالى على النظام المدني والقانون ويزدريه بسعادة ونشوة بالغة لأنه، كما يعتقد، قد قطع الشك باليقين ولاذ بمرجعيته وحماه الأعلى- الدين. عندئذ لن تساوي كل المراكز القانونية على وجه الأرض في عينه ’جناح بعوضه‘، وعلى هذا الأساس يتصرف تجاهها بالفعل.

في ضوء ذلك، لا يجب أن يستغرب أحد من هذه الطريقة المتعالية الفجة التي خاطب بها المتهم د. محمد مرسي رئيس محكمة جنايات مصر.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافة الإسلام المدني
- هيا بنا نقضي على الإسلام
- ثورة القرضاوي، انتقامية أم إصلاحية؟
- إذا نجحت ثورة الإخوان
- وماذا يريد الإخوان من مصر؟
- في كراهية بشار الأسد
- عن الديمقراطية الإسلامية في إيران
- هل الديمقراطية ضد الدين؟
- في رياضة الإسلام السياسي
- سلميتنا أقوى من الرصاص
- شلباية ولميس، وكمان أم أيمن
- هل مصر على فوهة فوضى؟
- الأنثى الداجنة
- هيا بنا نقتل إسرائيل
- حكومتها مدنية
- باشاوات ثاني؟!
- وهل ماتت دولة الإسلام؟!
- دولة الإسلام- دينية، عنصرية، متخلفة
- إيران الإسلامية تحتمي بالقنبلة النووية
- برهامي، ومثلث الرعب الإسلامي


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - أنت مين قولي...