أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - تجربة الدين والتجربة العلمية














المزيد.....

تجربة الدين والتجربة العلمية


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4348 - 2014 / 1 / 28 - 23:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تجربة الدين والتجربة العلمية
لم يمر العلم بالتجربة التأريخية كما مر الدين والسبب يعود للطبيعة المختلفة بالتعاطي مع الما حولية, الدين يأخذ منحى وجداني قد تتغلب به العاطفة الإنسانية أو الذوقية النفسية دورا في التحكيم العقلي وهو قابل طبيعي لها لما في عقل الإنسان من إيجابية تكوينية للتعاطي مع الوجدانيات ,هنا يكون سهلا خداع العقل وأستغفاله من حيث التقرير والتسليم أو لنقل بشكل أخر يسهل الوجدان الإنساني للعقل المسامحة في بعض المنطقيات العقلية التي تنتسب للجزء المتخلل من نظامه أي الجزء الذي لا يرفض عادة المسائل المتصلة به ككائن متحسس مثار ويثار بسهوله ,وهذا الأمر ليس حكرا على الدين فقط بل يشمل أيضا طائفة اخرى من الوجدانيات منها الحب والكراهية والرغبة بالسلام والخوف والشجاعة وكثيرا من المواضيع التي لا يحكمها المنطق العلمي المجرد بل تؤثر فيه القوى النفسية بقوة.
العلم لم يخضع لهذه التجربة بهذه الحدية قد تغلب بعض الأحيان مفاهيم خارجة عن المنطق العلمي ولكنها من السهل أن تنهار لأن العلم محكوم بتقريراته على عنصري التجربة والبرهان ,فلا يمكن تصديق الزعم العلمي اي كان شكله ومصدره دون تجربة وبرهان حتى في بعض المشتركات بين الدين والعقل لا يمكن ان نحتكم للزعم الديني إن لم يوافق البرهان والحجة العلمية ويخضع للتجربة والقياس والتنبؤ , عليه فالتجربة العلمية المسيطر على كشفها وانكشافها عامل الزمن وعامل الزمن وحده دون تدخل خارجي أيضا.
تطول وتقصر التجربة في العلم والدين وهذا ليس مهما المهم أن يلجأ الإنسان للجانب السلبي في العقل المصنوع والمتكون حسبا وأن لا يدع للعقل الفطري البدوي أن يستمر بتقريراته الإيجابية الطبيعية للخروج من طفولة العقل ,العقل في طفولته يستهوي البساطة والتسليم ويبتعد عن التفكيك والتركيب وينتهج مبدأ المسامحة في كل شيء دون أن يخضع بتسليماته هذه لمنطق جاد رصين ,ولأن العقل الطفولي منسوبا لحاله وليس لمحله دوما عقل استرخائي حالو وأحياني خيالي كثير التوهم.
حتى بعض الأوهام سواء كانت ملتصقة بالدين أو بالعلم تدين لبقائها للعقل الطفولي الذي لا يجد قرصة للانفلات من أميته الطبيعية أو لا تتيح له المقدمات النفسية الذاتية والمادية الموضوعية فرصة لأن ينفك عنها ,لذا فنجد مع كون العقل واحد في تركيبته التكوينية يتسارع في البلوغ والفطام في المجتمع المتحرك المتسارع المركب من قيم ثقافية وفكرية عديدة أكثر بكثير من تسارعه ونموه في المجتمعات والبيئات الأكثر صفاءً وأقل ديناميكية وأقل محفزات ,وهذا يناقض الزعم العنصري بأن البعض من الأعراق والعناصر البشرية لديها قدرة تكوينية للبلوغ العقلي وأخرى صعبة البلوغ وما ينسب للبداوة من عدم قابلية البلوغ يدخل من هذا الباب.
العقل كائن حي يخضع في نشأته وتكوينه ونموه لنفس العوامل والعناصر التي تتحكم بكل كائن حي يتطور وفقا لقوانين واحدة, عند تساوي الظروف تتساوى النتائج وإن بتفاوت قليل لخصيصة الإبداع من التأمل وهذه ميزة لا يتساوى فيها الجميع ,أما في اختلال وغياب بعض المشتركات الأسية وعند تحقق مبدا التساو والتقابل والنظارة نتوقع حقيقة نتائج مختلفة وأحيانا غير مفهومة وأيضا لخصيصة في العقل البشري هو ما يسمى العبقرية أو اجتراح المعجز, حتى في هذه النقطة هناك قاعدة عامة وهناك استثناء متوقع ,فالحكم المجرد الحقيقي لا يدرك الاستثناء هذا ويعمم التجريد وكأنه قانون مطلق.
أذن علينا دراسة التجربة العقلية بشقيها الديني والعلمي بحقائق العقل وطبائعه التكوينية ومنها حق العقل في التقرير والزام نفسه بما قرر على أن يكون مستعد دوما للدفاع عن تسليماته هذه ليس بصورة نزاع وخصومة بل من خلال الترقي والبلوغ أولا وهذا يحتاج لمزيد من التجربة والفحص وأيضا من خلال قبول تسليم الأخر بما في عقله من تقريرات ,هنا يمكننا أن نطلق مفهوم أن يكون العقل ديمقراطي وشفاف وقابل أساسي طبيعي للتجربة وأن هذا التجربة يجب أن لا تحتكم للزمن وتتوقف عنده بل تستمر التجربة طالما تدرك الزمن والزمن يفعل بها ما يحفزها نحو الاستمرارية.
نعود للأسئلة لماذا البعض يناصب التجربة الدينية العداء هل الإيمان العلمي هو الدافع الرئيسي أم أن العقل بحد ذاته هو المحفز الرئيسي لهذا العداء؟, الجواب ببساطة نفي الأفتراض الثاني وذلك لو أن الإنسان خلي بينه وبين عقله بدون نفرض عليه قوانين أنتجها هو ونلزمه بها قهرا لا يمكن إلا أن يسلم للتجربة الدينية أحقيتها لأنها تنتمي للعقل مثل ما ينتمي العلم له ,فلا يمكن والحال هنا أن يتبرأ العقل من ما أنتج بحجة أن بعض الاضطراب والتناقض حاصل مع منتج أخر له .
لكن عليه أن يسعى لأن يصحح الفهم المتمظهر خارجا عنه لا يصحح الجوهر لأن تصحيح الجوهر تبديل في أصل الموضوع الذهب والفضة من حيث الجوهر يختلفان في عدد الذرات المكونة للجزيء الواحد واختلاف في تركيب هذه الذرة تصحيح أو تعديل في التركيب يتحول الجزيء الى عنصر أخر, أي أن العقل لا يمكنه تصحيح العلم جوهريا لأن سنجد أنفسنا أما شيء أخر غير العلم كذلك لا يمكن تصحيح جوهر الدين كذلك نجد حالنا أمام شيء لا ينتمي له.
إشكالية التجربة الدينية تتمحور حول قابلية العقل ذاتيا لأن يخدع أو ينخدع بظاهر الظاهرة الدينية (التعبد) وليس في جوهر الدين ,العقل ينخدع دائما بالمظاهر إن لم يكن قادرا دوما على المبادرة والحكم أي أن يكون سلبيا تشكيكي رافضا كطبع يكتسبه من ذات التجربة لكل موضوع ليتحول إلى عقل نقدي تجريبي يقف موقف الفاحص الدقيق لكل ما يمكنه الاطلاع عليه ,وهذه القابلية والقوة طبيعية في كل عقل إنساني ولكم ما يعطلها بطئ النمو المكوث طويلا في مرحلة طفولة العقل التي تؤثر على المسارات اللاحقة له.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعرية العقل
- استراتيجية التربية والتعليم في العراق رؤية حداثوية
- الرب المذموم والإنسان المعصوم.
- أعراب قحطان وعرب عدنان
- خطيئة التأريخ
- العرب والأعراب في التأريخ
- أول التأريخ حكاية
- أحلام السلام جزء من استراتيجية التقدم.
- مطر السياب
- رواية _ الرجل الذي أكله النمل _ ح4
- رواية _ الرجل الذي أكله النمل _ ح3
- رواية _ الرجل الذي أكله النمل _ ح2
- رواية _ الرجل الذي أكله النمل _ ج1
- كتب إبراهيم في ليلة الوداع الاخير
- أتجاهات التغير ومسالك الطريق العربي
- الديمقراطية ومستقبل العراق وسيناريوهات المستقبل ج2
- الديمقراطية ومستقبل العراق وسيناريوهات المستقبل ج1
- الديمقراطية والسلطة والشعب
- تنمية الأسس الحداثية في التفكير
- العراق أولا ....


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - تجربة الدين والتجربة العلمية