حرارة الدم ... برودة المزاج

حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4348 - 2014 / 1 / 28 - 22:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لايهمني من انت وما هو موقفك من الحدث , كل مايهمني ان دم يسيل الان فوق جزء من ارض العراق , وان لهذا الدم رائحة ولون , وسبق مسيله على الارض اصوات عرفنا بالمتوارث من تجارب الحروب ان مايعقب دويها موت ... إذا الحدث يخاطب كل الحواس , فهل فقدت حواسك ام انك ترى وتسمع وتستنشق ولا تكترث ؟
ارواح تزهق شباب في ميعة الصبا , اطفال نساء ورجال .. الحياة كل الحياة في مأزق فوق مساحة من ارض العراق فما سر برودك هل فقدت الحياة ؟ ام ان مامنك المحصن لم تقترب من حصنه اشباح الموت ؟ وهل سيبقى في منآى عن ادوات القتل ؟
انت ممن يدعون الحرص على الجميع ويعلنون انهم ملك للجميع ويذرفون دموع التماسيح على شاشات الفضائيات ويتمشدقون بابوة ثبت كذبها وبطلانها لكل الطيف العراقي , فما سر رصانتك وهدوئك واصرارك على ابتسامة تعكس الحبور ؟ ألإن توقعاتك ثبتت (صحتها !!!) ؟ أم لضرورة تُمليها عليك المسؤوليه للتظاهر بمظهر الوقور الصبور الذي لا تهتز قوائمه لعنف الحدثان ؟ ثم ما الجديد في نبوئتك وتوقعك الذي تفخر بانك كنت صاحب سبق به ؟ لقد توقعت ان الحرب ان قامت فثمة دم سيراق ... فهل في هذا اعادة لاكتشاف (البنسلين) ؟ طبيعي جدا ايها الجهبذ ان تسيل دماء حين تكون ثمة حروب , فمع انتشار هذا الكم الهائل من الاسلحه ووصولها لايدي من هب ودب طبيعي ان يكون لاستخدامها ضحايا, ام انك كنت تتوقع حرب (حجاره) بين الفريقين ؟ الست احد الذين روجوا لانتشار السلاح ؟ الست ممن لاحقوا وتابعوا واغتالوا وكرسوا ثقافة العنف ؟ او على الاقل كنت قد باركت ذلك ان لم تكن قد شاركت به ؟ فلم العجب من انهيار جدار الامن الذي نبشت تحته حتى باعدت بينه وبين ما يرتكز عليه ؟ لماذا تراهن على ان ذاكرة الناس مثقوبه وانهم نسوا ما كان منك ومن الكثير من المتباكين على استباحة الانسان اليوم , وانتم ممن وضع بالامس قاعدة هذه الاستباحه ؟
ماسر تماسكك ؟ الانك اعلنت البراءه عبر الشاشات تصورت ان (المعدان والبدو) قد مرت عليهم الاعيبك ؟ لماذا تحمل الرجل كل المسؤوليه وكانك لست له شريك ؟ في قرارة نفسك انت مع مايحدث ...لانه ناتج غلبة الطائفيه وانتشار الفتنه وكل ما تُدعيه الان لن يلغي من ذاكرتنا انك طائفي بامتياز وان مايجري هو حصاد ما غرستم جميعا بعد ان حفرتم باظافركم لوطنيتنا قبرها , فلا تضع نفسك في موقع القائد الاحتياط لان انهيار المشروع الطائفي هو سقوط لكم ولروح الانتقام والثأريه والذوات التسلطيه التي تحملون ... وعند ذاك لن يكون لك مكان تحت شمسنا التي ان اشرقت فلن يكون للظلاميين من مكان .

#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات