أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قحطان محمد صالح الهيتي - المنتخب الشيعي والمنتخب السني














المزيد.....

المنتخب الشيعي والمنتخب السني


قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4348 - 2014 / 1 / 28 - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عند دخولي المدرسة لأول مرة، لفت انتباهي وجود بعض القطع الصغيرة المعلقة على جدران الممرات والصفوف، كما لاحظت وجود كتابات على الجدران، لم أكن اعرف القراءة والكتابة حينذاك، ولهذا لم اعرف ما تعني تلك الكلمات المكتوبة بخط جميل وبألوان زاهية.

وبعد أن تعلمت، الدار والدور، والنار والنور، وبعد أن عرفت الى متى يبقى البعير على التل، وتعلمت القراءة (تهجئا) وصرت في الصف الثاني قرأت بعض تلك اللوحات المكتوبة ومنها:(حب الوطن من الإيمان)، و(النظافة من الإيمان) و(الرياضة حب وطاعة واحترام) حفظت هذه الجمل مثلما حفظت (اشرقت شمس الضحى في السماء الصافية).

أقول حفظتها دون أن أعي معناها، وبعد أن مرت السنون جميلة هادئة في ذلك الزمن الجميل، عرفت معناها وسر اهتمام إدارة المدرسة فيها والحرص على ادامتها. فأحببت كما أحب أبناء مدينتي ووطني الوطن والنظافة لأنهما من الإيمان، وعرفت من خلال العابنا في درس الرياضة والتربية السديدة لمعلمينا، أن نلعب على راحتنا بحب، وأن نطيع الحكم، وأن نحترم الخصم لأن الرياضة (حب وطاعة واحترام) وبقيت هذه الكلمات خالدة في عقلي، ووجدتها فعلا في كل الألعاب.

اليوم وبعد أن صار الدار مهجورا، والنور نارا بفعل الظروف التي مر بها عراقنا الجريح، من حروب واحتلال، وما رافق هذه الظروف من تنمية سيئة ممقوتة لفكر العراقيين عامة والشباب خاصة، وغزت الطائفية اللعينة عقولهم صارت ملاعب الرياضة وساحتها صراعا بين هذه الطائفة وتلك، ولم تعد صراعا بين لاعبين او فريقين وصارت الطائفة فوق الوطن. فتجد العراقيين منقسمين في حبهم، لا إعجابا بهذا اللاعب أو ذاك الفريق، بل لطائفة اللاعب وطائفة الفريق. وهذا ما تجسد أخيرا قبل وفي أثناء مباراة فريقي شباب العراق والسعودية، فامتلأت صفحات التواصل الاجتماعي وبعض الصحف بالدعاء لفوز الفريق العراقي، لا لأنه عراقي ولكن لأنه (مالكي-شيعي-إيراني) وبالدعاء لخسارة الفريق السعودي لأنه (سعودي-سني –عربي) ومنهم من دعا الله أن يحقق العكس، فتمنوا خسارة الفريق العراقي(الشيعي) وفوز الفريق السعودي(السني).

وبعد المباراة -التي لابد فيها من فائز وخاسر-فاز العراق، وللفوز أيا كان نوعه طعم، ولون، ورائحة ولكن! أفسدوا علينا طعمه، غيروا لونه، وأفقدونا رائحته، ولا غرابة في ذلك في عراق ينخر الفساد كل مفاصله ماليا وإداريا، فخرج من يصف الفريق السعودي بـ(داعش)، وأن فوز المنتخب العراقي (الجيش العراقي) انتصار على الفريق السعودي(داعش)، وفي النهاية انتصار للشيعة على السنة، وانتصار لإيران على السعودية.

إن هذا السلوك، وهذه التصرفات ليس لها ما يبررها، فلا العراقيون كلهم (إيرانيون) ولا السعوديون كلهم (دواعش)، فمثلما هو الظلم واقع على عامة الشعب العراقي هو واقع على اغلبية السعوديين، فضلا عن أنها لا تتفق مع الروح الرياضية، هذا المصطلح الذي صار واسطة العقد في كل نقاش يجري بين اثنين بإن يقال لهما ناقشا الأمر بروح رياضية.

إن ما يحزن في هذا الموضوع، هو أن البسطاء من العراقيين الذين كانت لهم وقفة واحدة، وصيحة فرح واحدة عند فوز منتخبهم الوطني الذي كان يقاد في بعض السنوات من قبل مدربين أجانب غير مسلمين، ومن عراقيين غير مسلمين ومنهم عمو بابا صاروا اليوم مشجعين لطائفتهم لا لدينهم ولاوطنهم.

وما يحزن أكثر هو ان تنبري بعض الصحف وبعض القنوات الفضائية، وتبث صورا للفريق السعودي بأسلوب رخيص وبعيد عن أخلاق المهنة والسلوك المهني.

إن هذا السلوك اللامهني واللاأخلاقي لا يخدم الرياضة في العراق، ولا يخدم الوطنية إن كنتم عراقيين، ولا يخدم القومية إن كنتم عربا، فهم عرب منكم، ولا يخدم الدين إن كنتم مسلمين، فهم مسلمون مثلكم، ومن أرضهم بعث الرسول الكريم رحمة للعالمين مبشرا برسالته للناس كافة.

لست طائفيا، ولست (مالكيا) ولست (سعوديا)، فأنا ضد النظاميين السياسيين، ولا مجال لذكر الأسباب، ولكني مع المبادئ الرياضية السامية التي تعلمتها في الابتدائية وهي: الحب والطاعة والاحترام، والتي أدركتها من خلال مشاهدتي لها في الدورات الأولمبية ومن خلال دورات كأس العالم حيث تسود لديهم الروح الرياضية بكل معانيها وهم ليسوا شيعة ولا سنة وليسوا كلهم مسلمين ومنهم من لايؤمن بالله العزيز الكريم ، ولكنهم يلبعون تحت قانون أسمة الرياضة.

اريد أن يظل الدار دارا، والنور نورا، والنار نارا، وأن لا تتغير المبادئ السامية، وأن لا يبقى البعير على التل الى المساء، فقد تعبنا وكفانا قهرا وحزنا وقتالا وحروبا ، فادعوا معي الى المحبة والأمن والسلام.




#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغذية المدرسية من الزعيم الى محمد تميم
- المرأة بين الضرب والهجر
- النارجيلة
- قولي أحُبك يا حبيبي
- المسبحة تاريخا وصناعة وشرعا
- مَن مع مَن في مصيبة الأنبار؟
- الشاعر والصحفي والأستاذ
- هذا مو انصاف منك
- عبد الغفور جاسم محمد عبيد
- حقيقة أمينة العاصمة سعاد العمري
- الليلة التي لم تنطق بها شهرزاد
- الراشدي
- بشرى
- قصة مدرسة
- دعوة الى الإستثمار
- ليلة زكريا
- إيمان مهدي
- حبي جميل
- حميدة
- ضياء الخطيب


المزيد.....




- -مستقبل أمريكا هو المجر-.. كاتبة تبين ما فعله فيكتور أوربان ...
- ماكرون وتبون يعيدان إطلاق العلاقات الثنائية بعد أشهر من التو ...
- مصر ترحب باعتماد البرلمان الأوروبي شريحة الدعم المالى الثاني ...
- تعليقا على الحكم بحق مارين لوبان، لا سياسي فوق القانون - الغ ...
- -برفقة سليماني-... صورة أرشيفية للقيادي في -حزب الله- المسته ...
- ميزات شاومي 15 الفاخر
- ما الذي يجري بينهما.. خريطة تفاعلية تظهر مناورات بكين قرب تا ...
- -صغننة قلبي-.. دنيا سمير غانم تحتفل بعيد ميلاد شقيقتها إيمي ...
- بوتين يستقبل وزير الخارجية الصيني في الكرملين
- قطر والإمارات تشاركان مع إسرائيل وأمريكا في تمرين -إنيوخوس 2 ...


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قحطان محمد صالح الهيتي - المنتخب الشيعي والمنتخب السني