|
الثقافة والسلطة في إيران
عبدالله خليفة
الحوار المتمدن-العدد: 4348 - 2014 / 1 / 28 - 08:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تترابطُ شعاراتُ السياسيين والمفكرين الإيرانيين بمسار التحولات العاصفة في رأسماليةِ الدولة الإيرانية القوة الأكبر في الحياة الاقتصادية السياسية. في سنوات الرئيس خاتمي كان الصراعُ يتفاقمُ بين جناحي الليبرالية الدينية والفاشيين الدينيين الصاعدين. لكن خاتمي لم يطور البرجوازية الخاصة ويحجم رأسمالية الدولة بل اعتمد على التنوير الثقافي غير المتجذر في بنية إقتصادية قوية. فيما أعتمد تطورُ النخبِ الإيرانية الشمولية على هزيمة فكر الحداثة الغربي الديمقراطي الإنساني، بعد انكسار تحديث مصدق وهزيمته في معركته السياسية، وصعد طرح المفكر الإيراني أحمد فرديد الذي رفعَ شعار(غرب زدكي)، بمعنى أن الغرب هو مثل ضربة الشمس، وبالتالي لا بد من العودة للإرث الديني المحافظ ورفض حضارة الغرب والديمقراطية والحداثة وما إليها. في عهد خاتمي كان الانقسامُ على أشدهِ بين التيارين، وقد تنامى طرحُ الفاشيين الإيرانيين من خلال الترويج لآراء المفكر الألماني هيدجر القريب من النازية وكذلك عبر الإعجاب بكتابات نيتشه معبود هتلر، وبدأتْ عمليةُ التعاون الكبير بين العسكريين ورجال الدين الكبار وأفكار الفاشية الألمانية: (..أن مرشح الهايدغريين هو محمود أحمدي نجاد، والذي لعب الدور كاملا، فنجاد هو تلميذ واحد من عتاة الهايدغريين وهو آية الله محمد تقي مصباح يزدي الذي كان أحد تلامذة فرديد الموهوبين، ويزدي هو الفيلسوف الأكثر شهرة في طهران خلال العقدين الفائتين، والمدعم (طالما هو من الهايدغريين) بمعاداة السامية، ورفض الهولوكوست، والتخلي عن التقية تماماً)، علي بدر، روائي عراقي. كان صعود نجاد يترافق مع إزاحة التيار الليبرالي الديني فأدى إلى طرد شخصيات سياسية وفكرية كبيرة من السلطة واعتقالهم أو هروبهم من إيران، لكن (الإصلاحيين) واصلوا الصراع ضد السلطة الأشد دكتاتورية المتنامية، ومعروفةٌ هي الأحداث الكبيرة التي جرت بعد الانتخابات الرئاسية، وقام أحمدي نجاد بتركيز السلطة في يده على المستوى التنفيذي وتوسيع حضور العسكر وتحويل ملكية الدولة للجيش وتوسعت الأفكار الخرافية. يقول موسوي رئيس الوزراء السابق: (هناك في السلطة من تمادى وتوقع قرب تحقق ظهور المهدي المنتظر، وعلى هذا الأساس وضعوا السياسات الخارجية والداخلية للبلاد في إطار خرافي، البعض يعتقد أن ظهور المهدي سيكون بعد ستة أشهر أو العام المقبل ولهذا أوقفوا تنفيذ مشرعات صناعية ومشاريع أخرى متعلقة بالطاقة والمياه ويشلون اقتصاد البلاد فقط بحجة الانتظار. هناك أفراد يسيؤون تفسير فلسفة ظهور الإمام المنتظر لأغراض سياسية). لكن القمع لليبراليين الدينيين تواصل ووصل للحرس الثوري: (قرر المرشد علي خامنئي إحالة 250 من كبار قادة الحرس الثوري إلى التقاعد وذلك بتشكيل لجنة خاصة رأسها نجله مجتبي)، موقع المهدي. على المستوياتِ الفكريةِ والسياسية والاقتصادية تحدثُ تداخلاتٌ، فلغةُ المفكرين الألمان تزول، حيث أن السياسيين العامِين يركزون على مخاطبة الناس العاديين وإستثارة غرائزهم الدينية والاجتماعية، فركز أحمدي نجاد على الخطوط العريضة لأفكار آية الله يزدي، بتصعيدِ العلاقة مع الإمام المهدي وتحويلها لشأنٍ يومي أقرب للهستيريا، ودفعهم للتجنيد والعنف عبر هذا التصعيد، كذلك يغدو تصعيد الكراهية لليهود إلى درجة الجنون، من أجل خلق تلك الهستيريا الشعبية التي لن تقف عند الجمهور الإيراني بل سوف تتغلغلُ في الجمهور العربي، فإنكارُ مذبحةِ النازية لليهود هو إضافة لخلق الهسيريا القومية هو إعادةُ بعثٍ لهتلر، وجعله رمزاً، بحيث تغدو المذابح سياسةً يومية. إن كبار العسكريين المصاغين بهذه الأساليب هم بحاجة لمثل هذا الجيشان والاضطراب النفسي لكي يشطبوا المشاعرَ الإنسانية من جنودهم ويخلقوا الحروبَ بين الدول والقوميات وداخل الشعوب أنفسها، مثلما يحدث في سوريا، وهذه مرحلة مستمرة ولم تستنفد ويمكن إدخال جوانب دينية أخرى فيها. هذا لم يمنع من توسع القطاع الخاص وتوزع دخوله على متنفذين؛ وتعتبر حادثة خصخصة بعض الشركات الحكومية ومن بينها شركة الحديد والصلب من أكبر فضائح الفساد المالي في إيران، وقد تورّط فيها مصرفيون ومسئولون كبار. وتقدر الأموال المختلسة بثلاثة مليارات دولار)، الوسط البحرينية 22 أبريل، 2012. ثمة ترد كبير في الحياة الاقتصادية وتغييرها بحاجة لتعاون مختلف القطاعات في السياسة الاقتصادية ويعبر صعود روحاني عن هذا التحول، عبر خلق بؤرة في السلطة متوازنة وتسعى لتطور مختلف القطاعات الاقتصادية العامة والخاصة والعسكرية من أجل نمو واسع لمختلف القطاعات، وهذه تحتاج لثقافة منفتحة، وليس لثقافة دينية شديدة الانغلاق وخرافية وليس لتوجه عسكري محض كذلك، فهذا هو دور روحاني عبر إنعاش القطاعات المتعددة لكن دون تطورها لمرحلة ديمقراطية سياسية! لكن هل يمكن ذلك؟!
#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أيّ معارضةٍ؟
-
الوطنيةُ البحرينيةُ والعلمانية
-
خرابُ آسيا
-
الفاشيةُ في المشرق
-
الفاشيةُ في إيران
-
الفاشية في التطور العالمي
-
الفاشيةُ بين الغربِ والشرقِ
-
الاتجاه نحو الجماهير
-
الجمهورُ ليس طيناً
-
أُذنُ فان جوخ
-
لا وحدةَ وطنيةَ بدون موسيقى!
-
جيلُ القحطِ
-
خندقان وأمّتان
-
المنامةُ تركضُ وراءَ بيروت
-
القبائلُ العربيةُ والتحلل
-
الديمقراطي النموذجي
-
التحديثي الليبرالي والدين
-
المخادعون
-
ضعفُ العقلِ النقدي
-
توسعُ الانهيارِ العربي
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|