أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الجليلي - جم حمام ..4 ( اوراق على رصيف الذاكرة)














المزيد.....


جم حمام ..4 ( اوراق على رصيف الذاكرة)


طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)


الحوار المتمدن-العدد: 4348 - 2014 / 1 / 28 - 02:49
المحور: الادب والفن
    


 


جم حمام... 4  ( اوراق على رصيف الذاكرة)
جعلنا الليل ساترا وعدنا.. كان السكون يغلف الجو ولا نسمع سوى هدير محرك العجلة.. كانت قنابر التنوير تشاهد من بعيد وهي تدل صامتة على المواقع الأمامية للجبهة.. كانت الجملة الوحيدة التي نطق بها الامر أثناء عودتنا : هذا موت أحمر.. قالها بيأس وهو يهم بالنزول من العربة حين وصلنا معسكرنا.. 
قبل يوم  عشت أكثر الأيام مرحا في ذلك الفوج!!!
كان الامر قد عاد توا من ساحة التدريب .. جلس على كرسيه الميداني وهو ينفض بعصا التبختر حجول سرواله من الغبار الذي كان عالقا بها.. دخل نقيب (ف) ضابط التوجيه السياسي يتقدمه كرشه الذي دفع بنطاقه الى الأسفل.. أدى التحية وهو يغمز لي... تلفت يمينا وشمالا وقام بتفحص مزاج الامر الذي كان واجما وملامحه تشبه ملامح لاعب البوكر.. التفت النقيب الى الخلف وأشار الى جندي يقف خارج الكوخ بالتقدم.. خاطب الامر بمرح وهو يقول: سيدي لقد جلبت لك مفاجأة.. أشار الى الجندي الذي كان هادئا جدا.. أكمل النقيب : سيدي جلبت لك جندي كاولي!!!! .. أردف قائلا : لقد التحق اليوم الى فوجنا.. 
ظل الامر محتفظا بهدوئه ونظر طويلا نحو وجه الجندي وهو يحرك عصاه قليلا وكأنه ينقر بها الأرض .. خاطبه بنبرته المتثاقلة كعادته: هل جلبت أغراضك معك؟!
أجاب الجندي بلهجة  غجرية يعرف بها الغجر: سيدي جلبت معي فراشي وأنتظر استلام السلاح.. رد عليه الامر بسخرية وغضب وهو يحرك أصابعه مقلدا النقر على الطبل!! أغراضك أغراضك هل جلبتها معك!!!؟؟؟
تطلع الغجري الى وجه الامر مندهشا وهو يحاول أن يتأكد من صدق الامر في سؤاله!! قال بعد لحظات وصوته ينطلق من بين أسنان مطبقة وكانت شفتاه لا تتحركان الا قليلا فيصدر الصوت وكأنه يتكلم من خلال قصبة..سيدي لقد جئت كمقاتل تلبية لنداء الرئيس القائد صدام حسين!!!! 
قال الامر  بيأس وقد أحرجه جواب الغجري: 
ولك نحن نعرف ذلك ، ثم وجه كلامه للنقيب: لا فائدة منه دبروا له طبلة واجلبه مع مطرب الفوج هذه الليلة لكي نحتفل بمناسبة تحركنا قريبا نحو الخطوط الأمامية!! 
قال الغجري ،مستدركا بعد أن تأكد من جدية الامر في تساؤله:سيدي إذا أمرتم أعطوني (إيفا) وسوف أعود لكم بها محملة بالأعراض والنثايا غداً لكي نحيي ليلة ليلاء قبل الذهاب الى الجبهة!!
كان صوت الطبلة يشق سكون الليل وقد تجاوزت الساعة منتصفه.. رن جرس التلفون الميداني ... كان على الطرف الآخر السيد امر اللواء مستفسرا؛أجاب الامر وقد أخذ السمأخذهم مأخذا وهو يقهقه: سيدي هذا قصف تمهيدي !! غداً سوف أذهب لكي أستطلع موضعنا القادم في خط التماس..
مرت أحداث اليوم السابق في مخيلتي وأنا أستعيد تفاصيل جولتنا الدامية والتي قدم الفوج غيها الضحية الأولى في (سفر القادسية) .. تناولت رواية ريمارك: وقت للحب.. وقت للموت!! أخذت أقرأ بها وصورة السائق محسن ترفض أن تغادر ذهني .... 

يتبع

‏من جهاز الـ iPhone الخاص بي



#طالب_الجليلي (هاشتاغ)       Talib_Al_Jalely#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات تطرق الأبواب
- تداعيات
- يانديمي...
- جم حمام 1 (أ) .. اوراق على رصيف الذاكرة
- بين سبيلك و ميركه سور 11.. ( اوراق على رصيف الذاكرة)
- جم حمام 3 ..( اوراق على رصيف الذاكرة)
- جم حمام 2 ..(اوراق على رصيف الذاكرة )
- جم حمام 1..( اوراق على رصيف الذاكرة )
- يا نديمي
- ماذا اسميك
- رواتب البرلمانيين في العراق
- الجراد
- يوم القيامة
- بين سبيلك و ميركه سور 10
- مات اليسار
- بين سبيلك و ميركه سور 8 (اوراق على رصيف الذاكرة)
- بين سبيلك و ميركه سور 9 ( اوراق على رصيف الذاكره)
- اوراق على رصيف الذاكرة. بين سبيلك و ميركه سور 6
- بين سبيلك و ميركه سور 7
- بين سبيلك.. وميركه سور 4


المزيد.....




- وصف مصر: كنز نابليون العلمي الذي كشف أسرار الفراعنة
- سوريا.. انتفاضة طلابية و-جلسة سرية- في المعهد العالي للفنون ...
- العراق.. نقابة الفنانين تتخذ عدة إجراءات ضد فنانة شهيرة بينه ...
- إعلان القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2025 ...
- بينالي الفنون الإسلامية : مخطوطات نادرة في منتدى المدار
- ذكريات عمّان على الجدران.. أكثر من ألف -آرمة- تؤرخ نشأة مجتم ...
- سباق سيارات بين صخور العلا بالسعودية؟ فنانة تتخيل كيف سيبدو ...
- معرض 1-54 في مراكش: منصة عالمية للفنانين الأفارقة
- الكويتية نجمة إدريس تفوز بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربي ...
- -نيويورك تايمز-: تغير موقف الولايات المتحدة تجاه أوروبا يشبه ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الجليلي - جم حمام ..4 ( اوراق على رصيف الذاكرة)