|
كلمة : جورج حاوي بين الشهداء والصديقين ، وفي موضع القديسين
أحمد الناصري
الحوار المتمدن-العدد: 1236 - 2005 / 6 / 22 - 13:04
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
كلمة : جورج حاوي بين الشهداء والصدّيقين ، وفي موضع القدّيسين جورج حاوي ، القائد الشيوعي البارز والمتميز ، القائد اليساري البارع ، القائد الوطني الديمقراطي ، قائد كبير في حركة التحرر الوطني العربية ، وشخصية باهرة ونادرة ، إنه كتيبة عمل متراصة ، جورج حاوي المفكرالسياسي والمثقف والحزبي والعسكري ، جورج حاوي المسلم والمسيحي والدرزي والعلوي ، جورج حاوي اللبناني- الفلسطيني- العربي والأممي العالمي ، جورج حاوي الطاقة الديناميكية الخلاقة ، جورج حاوي المحاور الكبير والمناور والمبادر والعقل النقدي التحليلي والتجديدي ، جورج حاوي الإنسان الصريح والجسور في زمن الذل والتدليس السياسي والأخلاقي العارم ، جورج حاوي خزان الذاكرة المتقدة ، وصاحب الأسرار والوثائق ، جورج حاوي الإنسان ، لقد إستهدفوا كل هذه الصفات فيك ، في هذه اللحظة الحزينة . في هذا الصباح البيروتي الطويل والكئيب ، وحسب التوقيت السياسي اللبناني الخاص والحزين ، إلتحق جورج حاوي بقافلة الشهداء الطويلة ، قافلة الخاصة من البشر ، فرج الله الحلو وفهد وسلام عادل وكمال حنبلاط وغسان كنفاني وناجي العلي والشيخ الجليل حسين مروه والعقل الجميل مهدي عامل والسيد عباس الموسوي والحالم الجريء سمير قصير ، وكل الأسماء الجليلة في قافلة الدم والحرية والموقف والبحث عن المستقبل في آخر النفق العربي المديد ، من شهداء الحركة الوطنية اللبنانية ، من شهداء فلسطين ، وشهداء العراق ، وشهداء الجزيرة والخليج ، ومن جميع فصائل حركة التحررالوطني العربية اليسارية والقومية والإسلامية . نفس الأصابع القذرة ، والتي تخرب في الظلام ، تلك الأصابع التي قتلت قبل أسابيع قليلة ، الشاب الجميل ، والحالم الكبير ، الكاتب والصحفي اليساري سمير قصير ، زرعت ( آسف هذه كلمة غير دقيقة ، وفي غير موضعها الدقيق ، فهي لاتزرع زهرة ، ولا تزرع شجرة ) ، إنما ( وضعت أو ثبتت أو نصبت أو.....) عبوة ناسفة شديدة التركيز والتدمير والقوة ، كي تنسف جسد جورج حاوي الصلب ، وكي تهشم عظامه القوية ، وكي تطيح بأفكاره الجميلة العالية ، وتشطب ذاكرته المزعجة . لقد سقط جسدك امام القاتل ، لكنك أفكارك وذكراك وأحلامك تسلقت على حائط الوطن راية ماثلة ، في موقع خاص ، وتعلقت في أصابع الناس ، وتغلغلت في عروق وشوارع المدينة العجيبة بيروت ، بينما توارى القاتل ، مهزوماً ، ملعوناً ، منبوذاً مادام هناك تاريخ يسير حثيثاً الى الأمام . سقط اليوم جسد جورج حاوي ، ذلك اليساري المعتق والصريح ، والشخصية المثيرة للجدل ، صاحب التمردات المتلاحقة والمتصلة ، فقد تمرد في صباه على تعاليم الكنيسة ، منتقلاً الى إستخدام العقل النقدي الثوري ، وتمرد على ضيق الطائفية السياسية منتقلاً الى ساحة الوطن الواسع ، وتمرد قليلاً او كثيراً على التعاليم والمساطر والتقاليد السوفيتية ، وتمرد على الماركسية التقليدية منتقلاً الى الماركسية النقدية والمنهج النقدي . وهو أول من أسس الورشات الفكرية داخل الأحزاب الشيوعية العربية ، وأطلق الحوارات والصراعات الفكرية ، وكان ( مشاغباً ) في الإجتماعات الوطنية والعربية والعالمية ، ولم يكن من القادة الكسالى والخاملين ، تمرد على حزبة وتحول الى اليسار الوطني الديمقراطي ، مثلما فعل بعده بسنوات العم رياض الترك ، في تجربة نقدية أخرى ، خاض النضال السياسي والمطلبي والفكري والمسلح ، والراحل جورج حاوي وحزبة الشيوعي اللبناني ، هما أول من أطلق المقاومة المسلحة وبيانها الشهير، ضد جيش الإحتلال الصهيوني وعملاءه في لبنان ، الى جانب الأطراف الوطنية اللبنانية الأخرى ، وقاد هذه المقاومة منذ عام 82 حتى نهاية التسعينات ، سافر في عام 61 الى كوبا للمساهمة في كسر الحصار الأمريكي الجائر ، وشارك مع الثوري العالمي الحالم تشي جيفارا في حملات بناء مدن للكادحيين هناك ، تمسك بالحلم الوطني ودافع عنه بالسلاح ، ووقف الى حانب المقاومة الفلسطينية ، وهو من رفع وتمسك بالمشروع اللبناني الجديد ، وطرح المشروع العربي الديمقراطي ، وكان ( يتطلع الى المستقبل دون السقوط في أوحال الماضي ) على حد تعبيرة . مارس النقد والنقد الذاتي الشامل والشجاع ، بعقل مفتوح ومتجدد ، ولم يتستر على الأخطاء الصغيرة والكبيرة والتاريخية التي مر بها ، وراجع العمل السابق مراجعات تفصيلية عميقة ، ولخص منها التجارب والدروس ، تحترم وتحب الخلاف معه ، عمل كل ذلك ، وأنجز ما أنجر من واجبات وأعمال كثيرة ،والراحل جورج حاوي وحزبة الشيوعي اللبناني ، هو من أطلق المقاومة المسلحة ، ضد جيش الإحتلال الصهيوني للبنان ، الى جانب الأطراف الوطنية اللبنانية الأخرى ، وقاد هذه المقاومة منذ عام 82 حتى نهاية التسعينات والراحل جورج حاوي وحزبة الشيوعي اللبناني ، هو من أطلق المقاومة المسلحة ، ضد جيش الإحتلال الصهيوني للبنان ، الى جانب الأطراف الوطنية اللبنانية الأخرى ، وقاد هذه المقاومة منذ عام 82 حتى نهاية التسعينات وهو لايدري أو لم يكترث بذلك القاتل العتل الذي يخطط ( بغباء وحقد إستثنائي ) ليقتله و (التوقيع واضح ) حسب تعبيره الواضح أيضاً ......... سكرتيران ثوريان من الشهداء لكل حزب شيوعي من هذين الحزبيين ، فهد وسلام عادل من العراق ، وفرج الله الحلو وجورج حاوي من لبنان ، هذا جزء من محنة اليسار وخسائرة الكبيرة ومواجهاته الدامية مع أعداء التقدم والحياة . كان وجهك مطمئناً ، في مقابلاتك الأخيرة ، وبدت ملامحك أصغر من تعبك ، وشعرك الذي فضضته الحياة ، لكن عبوة وحشية مزقت جسدك ، وسقطت في مشهد رهيب . ستبقى أعداد القتلى تتزايد في شوراعنا العربية ، بالرصاص الملعلع ، وكواتم الصوت ، وبنصب العبوات والأفخاخ الناسفة شديدة التدمير ، وسجون الإستبداد الوحشي ، في زمن الشحوب العربي ، والهجوم الداخلي والخارجي الكاسح الذي نتعرض له ، حيث يغطي الذباب والبثور جلد مدننا الجائعة . لقد كانت خسارتنا جسمية بفقدان الرجل الجسور جورج حاوي ، وهي خسارة لكل لبنان وكل الشعوب العربية . فلترقد بسلام وهدوء رفيقنا جورج حاوي ، بعد مسيرة شاقة وحافلة بالعمل والنشاط ، لم تترك فيها لحظة واحدة تفر من بين يديك ، وكأنك كتيبة ثورية تغيرية . للمجد الخالد جورج حاوي ، وتعازينا لعائلتك ولشعبك ووطنك ومدينتك وحزبك الشيوعي اليساري الجميل ، وللحركة الشيوعية واليسارية الديمقراطية العربية .
#أحمد_الناصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كربلاء جديدة في الكرابلة ، وتصريحات خرقاء لجورج بوش الثاني .
-
حول المبادرة الثقافية للشاعر سعدي يوسف
-
رسالة أطالب بإيصالها الى صديقي القاص المبدع محسن الخفاجي
-
مساهمة في الحوارات اليسارية
-
رسالة في الغربة والأغتراب لأبي حيان التوحيدي
-
أسئلة الماركسية الرئيسية ؟؟
-
الطائفية السياسية تحركها ومخاطرها
-
في الذكرى السنوية لمجزرة بشتآشان
-
الصراع الطبقي ومفاهيم الحداثة
-
رحيل يوسف عبد الكريم البيض ( عبدول ) في مدينة هورن الهولندية
-
حول تأسيس الحركة الشيوعية العراقية / ملاحظات نقدية
-
عرض لبيان المبادرة الديمقراطية العراقية
-
منتصر لن تموت .. منتصر بيننا أبداً !!
-
عن الجريمة والأعمال الإرهابية ضد طلبة البصرة
-
بطاقة الى المرأة
-
الإنتفاضة الوطنية .. التجربة والدروس .- القسم الثالث والأخير
-
الانتفاضة ..التجربة والدروس - القسم الثاني
-
الانتفاضة الوطنية .. التجربة والدروس
-
توقعات كبيرة وأمنيات صغيرة في العام 2005
-
مدينة الموصل خط أحمر وطني وملتهب .
المزيد.....
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|