هذا ممكن !

سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4346 - 2014 / 1 / 26 - 23:10
المحور: الادب والفن
    

مسرحيه قصيره!




المكان حديقه عامه فى فصل الصيف.

رجل فى الابعينيات يقرا صحيفه, و هو يجلس على مقعد عام فى حديقه عامه .ياتى رجل فى عمر مشابه له تقريبا و يسال:
صباح الخير ,هل لى ان اجلس على المقعد؟
الرجل الاول :
(يتوقف قليلا عن القراءه) طبعا انت لا تحتاج الى اذن!
الرجل الثانى (بسرعه): طبعا احتاج الى اذن!
الرجل الاول(مستغربا ) لماذا؟
الرجل الثانى:
لانك تجلس قبلى هنا, و من الطبيعى ان اسال!
الرجل الاول :
كونى سبقتك فى الجلوس لا يعطينى الحق ان اقرر!
الرجل الثانى: بلى يعطيك الحق لانك عنما جئت كان المقعد فارغا!
الرجل الاول :
حتى و ان كان كذلك ,لا يوجد فارق !
الرجل الثانى: طبعا يوجد. الا ترى الفارق بين ان يكون المقعد شاغرا, و ان لا يكون!
الرجل الاول (بدا يفقد صبره)
قل لى ما الفرق؟
الرجل الثانى:
الفارق واضح جدا . فى الحاله الاولى, المقعد شاغر و فى الثانيه ليس كذلك!
الرجل الاول:
لكن ماذا يؤثر هذا عليك!
الرجال الثانى : طبعا يؤثر. هل هذا يحتاج لتفكير !
الرجل الاول(يزداد استغرابه) كيف:
الرجل الثانى :
لنفرض انى مصاب بالزكام, من الممكن ان تصاب انت ايضا ان جلست انا على المقعد !
الرجل اللاول: افتراض ممكن!
الرجل الثانى : يؤدى ذلك انك تصاب بالزكام و تغيب عن عملك بضعه ايام!
الرجل الاول: هذا ممكن!
الرجل الثانى : و لنفترض انك فى عملك كنت ستوقع على ترقيه احد الموظفين !
الرجل الاول: هذا ايضا ممكن !
الرجل الثانى : و هذا الموظف لم يحصل على الترقيه بسبب غيابك !
الرجل اللاول :هذا افتراض ممكن!
الرجل الثانى :حينها يذهب الموظف محبطا الى بيته !
الرجل الاول: افتراض ممكن !
الرجل الثانى:
و من شده احباطه يتشاجر مع زوجته و يضربها !
الرجل الاول :
هذا ايضا ممكن!
الرجل الثانى :
ياتى البوليس للتحقيق فى الامر, و ياخذون الرجل الى السجن, و المراه الى المستشفى !
الرجل الاول: هذا ممكن !
الرجل الثانى :اذن هناك فارق بين ان يكون المقعد شاغرا ام لا !
الرجل الاول
هذا ممكن !
الرجل الثانى: اذن ساذهب لايجاد مقعد اخر!
الرجل الاو ل(ينتابه شعور بالغباء): اجل هذا ممكن !
اوسلو فى 26.1.2014

سليم نزال

#سليم_نزال (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات