حسن نبو
الحوار المتمدن-العدد: 4346 - 2014 / 1 / 26 - 20:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أعتقد أن الآمال التي علقها بعض السوريين على مؤتمر جنيف 2 في أن يكون بدايةً لمخرجٍ من المآسي المتفاقمة في سورية يوما بعد يوم في طريقها إلى التلاشي أو الزوال بعد أن بات واضحا أن الأجندة التي يطرحها وفد الائتلاف (المعارضة) في وادٍ والأجندة التي يطرحها وفد النظام في وادٍ آخر, إلى درجة يمكن تشبيه الأجندتين بخطين مستقيمين متوازيين لن يلتقيان مهما امتدا .
يتمسك وفد الائتلاف (المعارضة) بتفعيل بنود بيان مؤتمر جنيف 1 الصادر في 30 حزيران 2012 وبالأخص تفعيل البند المتعلق بتشكيل حكومة أو هيئة انتقالية تتمتع بكافة الصلاحيات وتشرف على الجيش والأجهزة الأمنية...أما وفد النظام فيركز على مسألة مكافحة الإرهاب الذي يعتبره أحد إفرازات المعارضة المسلحة , وليس لديه أدنى استعداد لبحث وتناول موضوع تشكيل حكومة انتقالية كمان نص على تشكيلها بيان جنيف 1.
ومن المؤكد أن وفد النظام لن يتنازل عن أجندته قيد أنملة خاصةً أن النظام في وضعٍ متفوق على المعارضة على الأرض ما لم يتعرض لضغط دولي فعلي أو حقيقي لإجباره على تغيير أجندته.
ومن المؤكد أيضاً أن غالبية الأطراف الدولية والإقليمية المؤثرة ليست في وارد ممارسة أي ضغط فعلي على النظام على الأقل في الوقت الحالي وترى أن الحل غير ممكن إلا عبر الوسائل السلمية, وهذا ما أكد عليه "بان كي مون" أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد انتهاء الجلسة الافتتاحية لمؤتمر جنيف 2 عندما قال أن الحل هو بيد الطرفين المتحاورين وأن مهمة الأطراف الدولية والإقليمية هي مساعدتيهما في حال اتفاقهما على حل ما .
وعليه أستبعد- وأتمنى أن أكون مخطئاً- أي تقدم في مسار المفاوضات بين وفدي النظام والائتلاف في ظل المواقف الدولية والإقليمية المتسمة بالضعف واللا مبالاة.
سيعقد "بان كي مون" في نهاية المفاوضات التي لن ينتج عنها أي تقدم, سيعقد مؤتمرا صحفيا وسيعبر عن أسفه وقلقه لعدم تمكن الوفدين المتحاورين من التوصل إلى أي حل.وبالمقابل سترتفع وتيرة القتل والدمار والجوع والنزوح ومعاناة السوريين.
#حسن_نبو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟