أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - هيا بنا نقضي على الإسلام














المزيد.....

هيا بنا نقضي على الإسلام


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4346 - 2014 / 1 / 26 - 17:02
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يحمل البعض الثقافة الإسلامية مسؤولية رئيسية عن مآل التخلف وانعدام الحريات والديمقراطية وسط الشعوب العربية ذات الأغلبية المسلمة عبر المنطقة. في الوقت نفسه، من الثابت تاريخياً أنه باستثناء بضعة عقود قليلة خلال العهد النبوي ثم الخلافة الراشدة لم تتبوأ أبداً المؤسسات الدينية المنتجة لهذه الثقافة مواقع السيطرة والنفوذ وصنع القرار الأولية في أي من مواطنها. على العكس، منذ تأسيس الخلافة الأموية على يد معاوية بن أبي سفيان وتوريثها لأبنائه من بعده، لم تتمتع المؤسسات الدينية الإسلامية بأي استقلالية تذكر وقد بقيت- حتى اليوم- تعيش في علاقة تبعية وتبادل منافع مهينة مع بيوت الحكم والمال، التي كانت ولا تزال صاحب القرار الأول دون منازع. رغم علاقة التحالف الواضحة فيما بين آل سعود وآل عبد الوهاب التي قد تأسست عليها الدولة السعودية الحالية، لا جدال في أن قرار الحكم والثروة الأول، وربما الأخير أيضاً، هو بيد آل سعود، باعتبارهم الممثلون لبيت الحكم.

هل من الإنصاف، إذا كانت لم تتولى موقع المسؤولية الأول يوماً، أن تتحمل المؤسسة الدينية المسؤولية الأولى عن النتيجة الكلية في النهاية؟

من واقع التجربة الشخصية، كنت دائماً أتساءل عن سر الاختلاف بمضمون خطبة الجمعة بمسجد قريتي الصغيرة والمساجد الكبرى بالأحياء الراقية بالقاهرة؛ كنت أتأمل وجوه وانفعالات المصلين هنا وهناك. ثمة اختلاف أكيد وعميق، رغم كون الإسلام واحداً. فيما بعد أدركت أن باستطاعة متغيرات اقتصادية وسياسية واجتماعية وتعليمية معينة أن تحدث اختلافاً جوهرياً، حتى في ظل الإسلام ذاته. وجميع هذه المتغيرات هي في المقام الأول بيد رجل الحكم، لا رجل الدين.

لا جدال في كون الثقافة الإسلامية شديدة البداءة والتخلف والعنصرية والإجرام بمعايير العصر الحاضر. رغم ذلك، هل مجرد القضاء عليها سوف يؤدي تلقائياً إلى القضاء على هذه البداءة والتخلف والعنصرية والإجرام وسط القرى والأحياء الشعبية الفقيرة والأمية؟ هب أننا استيقظنا غداً وقد مسحت من أذهاننا جميعاً أي فكرة عن الإسلام أو الثقافة الإسلامية، هل يكفي ذلك في حد ذاته لأن يرتقي بقريتي المتخلفة إلى مصاف حي الزمالك أو المهندسين أو مصر الجديدة على مستوى المرافق العامة والتعليم والرعاية الصحية والدخل الوظيفي وقبول الآخر والتعايش السلمي وفهم الديمقراطية؟

في الحقيقة، صفات البداءة والتخلف والعنصرية والإجرام ليست حكراً على الثقافة الدينية الإسلامية. هي موجودة بالفعل ومنتشرة حتى بنسب أكثر حيثما وجد الفقر والجهل بكثرة سواء في أفريقيا وراء الصحراء أو جنوب شرق آسيا أو أمريكا اللاتينية، أو حتى في بعض الجيوب الضيقة من أوروبا الغربية ذاتها. إذا كان الواقع كذلك، هل يكون من المنطق أو الإنصاف توقع أن تكون ثقافة سكان البيئة المتخلفة إلا متخلفة مثلهم، كونها في النهاية مجرد انعكاس لمستواهم الاقتصادي والتعليمي وفكرتهم عن أنفسهم والحياة من حولهم؟!

الثقافة الإسلامية هي بمثابة الوعاء المتخلف الأمثل لهؤلاء المتخلفين سياسياً واقتصادياً واجتماعياً عن معايير عصرهم الحاضر. وإذا، كما يريد البعض، تم حرمانهم لسبب أو لآخر من حاضنتهم الثقافية المتخلفة هذه دون أن يسبق ذلك ويتزامن معه بالضرورة تغييراً جوهرياً في واقعهم الفعلي البائس، حينها لن يعدموا السبل إلى حواضن ثقافية أخرى، ربما أكثر تخلفاً، تعبر تطلعاتهم وأفكارهم ونظرتهم البدائية والمتخلفة والعنصرية والإجرامية في الأصل تجاه الآخرين المختلفين والحياة من حولهم.

الثقافة الإسلامية، رغم تخلفها، هي بمثابة الجذر الذي يربط هؤلاء المقطوعين عن سبل الثقافة والحضارة المعاصرة بالأرض والحياة وينظم حياتهم. طالما لم يتوفر لهم ما يربطهم بالحاضر، لا يمكن بإنصاف أبداً لومهم على التعلق بالماضي مهما كان متخلفاً، لأنهم بخلاف ذلك لن يتبقى لهم سوى الضياع الكامل. في حال اجتثاث الإسلام دون بدائل مقبولة لهم لن يموتون، لكن سيتحولون من المجتمعات الهشة الحالية إلى الفوضى الشاملة حيث لا رابط ولا منظم يجمع بينهم؛ وساعتها لن يقتصر دورهم على تفريخ الجماعات الدينية المتطرفة والإرهابية مثل القاعدة وداعش، لكن ستضاف إليها أيضاً المخدرات والاتجار بالبشر وغسيل الأموال وأمراء الحرب ...الخ.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة القرضاوي، انتقامية أم إصلاحية؟
- إذا نجحت ثورة الإخوان
- وماذا يريد الإخوان من مصر؟
- في كراهية بشار الأسد
- عن الديمقراطية الإسلامية في إيران
- هل الديمقراطية ضد الدين؟
- في رياضة الإسلام السياسي
- سلميتنا أقوى من الرصاص
- شلباية ولميس، وكمان أم أيمن
- هل مصر على فوهة فوضى؟
- الأنثى الداجنة
- هيا بنا نقتل إسرائيل
- حكومتها مدنية
- باشاوات ثاني؟!
- وهل ماتت دولة الإسلام؟!
- دولة الإسلام- دينية، عنصرية، متخلفة
- إيران الإسلامية تحتمي بالقنبلة النووية
- برهامي، ومثلث الرعب الإسلامي
- الإرشادية تمثيل الإلوهية على الأرض
- الأزهر سبحانه وتعالي


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - هيا بنا نقضي على الإسلام