ابراهيم البهرزي
الحوار المتمدن-العدد: 4346 - 2014 / 1 / 26 - 14:41
المحور:
الادب والفن
خُذ ْ طوق َ ورد ٍ منّي أيّها اللئيم
ضَعْه ُ حيث تقترح ُ شهيدا ً
لقد تعبت ُ فيك َ ولم أجد ْ أحدا ً منهم ...
مَن الشهيد ؟
أيّها اللئيم ُ بألف ِ راية ٍ مُفترية ٍ ونشيد
يا ساقي َ الخديعة في حانة الغُرِّ المندهشين
شَربناك َ صَبوحا ً
وحين َ داهمَنا المساء ُ اقْتَتَلنا
واستشهدنا برعونَتك ...
حشد ٌ من شعراء الزور يطوفون َ بالخيل على أضرحتنا
ينشدون َ الشهادة َ
تلك َ التي منها يهربون ...
كانت حقول الشهداء أوسع من سماءك َ
حتى انَّ مطر َ الدم ليفيض َ الى حقول ٍ مجاورة ٍ
حتى لكأنّك َ تَستولد ُ الامّهات َ شهداءا ً بالدَيْن
من تاجر ٍ يسلّم ُ صكوك َ الوفاء ِ به ِ لتاجر ٍ
وما وفاء ُ الجميع ِ غير الوعيد ...
خُذ ْ طوق َ ورد ٍ منّي لتلك َ الارملة
التي صَدّقَت ْ أنَّ البلاد َ تنحني لها
لتجد َ نفسها علامة ً على معراج ِ الصَدَقات
خُذ ْ طوق َ ورد ٍ منّي
ليديها
للقمامة ِ
للتي أدركت أنَّ ما من شهيد ٍ بهذي البلاد ,
خلا المشهد ُ الّا من حوار ٍ طويل ٍ
بين َ باعة الحماسة الذين َ لا يستشهدون
وشُراتها الذين َ يقتلون بعضا ً
حوار ٌ طويل ٌ من الشعر والاناشيد وبقيّة الاوبئة التي تقعقع ُ في الجيوب ِ
مثل خُردة ِ القوّاد ....
لم يعد في البلاد ِ ثَمّة َ ورد
كلّنا الشهداء الحمقى نحصد ُ حقول َ العوسج ِ
لنُسَوّر َ أضرحتنا ...
بعد الشهادة لا زلنا نرى
شهيدا ً مسعورا ً يتناوش ُ شهيدا ً ,
الحماسة ُ لم تنتهي بعد َ فناءنا
طالما انَّ تاجرا ً وشاعرا ً أفلتا من مراسيم الشهادة العموميّة ِ ...
لم يعد في البلاد ثمّة َ ورد
ولم يعد في البلاد شاهد َ عَدل ٍ
على خصام ِ شهيدين ِ
غير َ الشهيد .
25-1-2014
#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟