|
الربيع والنيتو -المُخًلِّصْ-
عمرو عبد الرحمن
الحوار المتمدن-العدد: 4346 - 2014 / 1 / 26 - 00:45
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
هل هناك أدني قدر من اندهاش، ونحن نشهد قوات النيتو تتسلل إلي أرضنا وتنتصر علي جيوشنا دون طلقة رصاص واحدة، باسم "الربيع"؟
كل ذلك بالطبع، وما أخطر وأكثر إدهاشاً، لازال بانتظارنا كأبناء منطقة عربية، رحبت بعض شعوبها بالنيتو "المُخًلِّصْ"، في ليبيا وسوريا وتونس، فيم شعوبٌ أخري، تقدم فروض الولاء والطاعة، وتؤثر اللِّواذ بجدران الصمت خشية أن ينالها ما نال ضحايا تسونامي الربيع.
بالطبع، لا أحد يريد أن ينظر لأبعد من تحت قدميه، منشغلا بمعاركه الصغيرة، وإلا ما بقي الفرقاء متقاتلين علي أنقاض دولة، كما في سورية....... ولأبدي "ثوار" ليبيا الندم علي أن فتحوا بلادهم علي مصراعيها لقوات حلف النيتو بداعِ إنقاذهم من "طاغية" فسقطوا جميعا في مستنقع الطغاة الرأسماليين الاحتكاريين، وتفتت دولتهم إلي دويلات عشائرية....... ولأحرق أهل تونس أنفسهم أجمعين، أسوةً بـ"بوعزيزي"، لعل ذلك يكون خيرا لهم من أن تتحول بلدهم إلي قاعدة لحلف الناتو.. بل قاعدتين...!
أًمِنْ أجل هذا فتحنا نوافذنا للربيع؟
أًمِنْ أجل الاستعمار الصهيوماسوني الجديد؟
أًمِنْ أجل أن تخضع بنوكنا اكثر وأكثر لسيطرة الروتيشايلديين؟
أًبدلا من أن نتوحد ونصنع إمبراطوريتنا الخاصة، حذو الأوروبيين، ننتحر جيوسياسيا بمشنقة "سايس بيكو" في نسختها الجديدة "الفوضي الخلاقة"؟
تري علي من يقع اللوم.......؟
علي الشعوب البائسة؟
علي الأنظمة الفاسدة؟
أم علي "الثوار" الذين وجدوا أنفسهم وجها لوجه، ودون سابق إعداد أو استعداد أمام الآلة الجهنمية الجبارة للقمع، فلم يجدوا بُدَّاً من الاستعانة بأعدي أعداء الإنسانية، لكي "ينقذونهم" من موت محتوم، فباتت الأمة كلها في انتظار رصاصة الرحمة؟
الإجابة أن المسئولية مسئولية الشعوب، كلٌ علي حدة، ثم علي كل شعوب المنطقة ككتلة موحدة.
وإلا فالكل مدان ولا شك.
وسؤال أهم؛
ألم يسأل ثائرٌ هتف حتي بُحّ صوته، ورأي بأُمِّ عينيه رفاقه يتساقطون من حوله، رافعين شعارهم السرمدي "الشعب يريد إسقاط النظام"........ ثم ماذا بعد إسقاط النظام الديكتاتوري - القمعي - الدموي - العميل - الصهيوماسوني، إلخ؟؟؟
لقد استبدلنا الأنظمة الديكتاتورية القمعية الدموية العميلة للصهيوماسوني، بأخري لا تختلف عن سابقاتها سوي بأنها أصبحت - ها .. رددوا معي - عميلة صهيوماسونية وأيضا "إخوانية متأسلمة" ....... إلا مصر، التي تقف وحيدة كأقرب من اي وقت مضي، لوضعية الحصار من قِبًلِ قوات الناتو الرابضة في الشمال والغرب والجنوب، فيم تبقي حدودها الشرقية مهددة من العدو الصهيوني، جنبا إلي جنب وميليشيات الإرهاب من كل صنف وشكل ولون .......
و....... مع خالص تحياتنا للربيع؛ "يردد أعداء العرب بحفاوة بالغة".
تسونامي الربيع الذي بدا وكانه محتوما، هو ولا شك نتاج جهد استراتيجي شامل تضافر علي تنفيذه أعتي أنظمة الأرض قوة، وأكثرها نفوذا وهيمنة وأعظمها خبرة وعظة بدروس التاريخ ناهيك عن قدرتها علي كتابة التاريخ ذاته......... ولكن؛
هل أمامنا طريق أو طريقة أخري سوي الإفاقة سريعاً بقدر ما كان السقوط.
هل هناك بديل لإدراك أننا كعرب أصبحنا جميعا مستهدفين، بما فينا الأنظمة الملكية التي ربما تشعر - آنياً وعبثاً - بنشوة النجاة من أمواج التسونامي العاتية، ظناً منها أنها وتيجانها الملكية، بمنأي عن مخالب وأنياب من أغرقوا الأنظمة الحاكمة من حولهم؟
ألم تتعظ المملكة العربية السعودية مما جري حولها وخرائط تقسيمها المرتقب، قد تسلمها خادم الحرمين الشريفين، يداً بيد من رجال المخابرات المصرية إبان قيام ثورة الثلاثين من يونيو؟
هل نسيت دولة الكويت، أنْ لولا الجيش المصري العربي ما تحررت من غدرة صدام حسين بأرضها، ولو اجتمعت وقتها كل جيوش الأرض لتحريرها - دون مصر - ما استطاعوا؟
هل تعلم الأشقاء في العراق الدرس أخيراً، ومفاده أن المال وحده لا يعني الكرامة، وأن الخضوع للطاغية تنازلٌ طوعيٌ عن العِزَّةْ، وأن المساواة في الحقوق بين الأقليات، هي أولي مراتب العدالة الاجتماعية، ومن ثمًّ استقرار الدولة وتماسكها جيشا وشعبا في مواجهة أعداء الوطن؟
وأخيراً، هل فهم "ثوار" الربيع في تونس وليبيا وسورية، و"فلولهم" من إخوان مصر ومن يتحالف معهم لازال، أن دعوات الاستغاثة بالغرب الاستعماري، كالتي أطلقها الشيخ المشكوك في عقيدته، ناهيك عن صلاحية عقله، المدعو "يوسف القرضاوي" مطالبا "أمريكا" أن تتصرف تصرف "الرجال" وتأتي بقوات الناتو إلي سورية لتنقذ أبناءها من براثن "الأسد" ....... وكأن جرائم الحرب الوحشية التي ارتكبها الأمريكان في العراق وأفغانستان وحتي فييتنام، ضد ملايين المدنيين لم تُرَوِّعُ الإنسانية قَطْ؟؟؟
وإلي هؤلاء وهؤلاء، أكشف لهم عما بعض ما تعمدت وسائل الإعلام العالمية التغطية عليه، فلا نري - كعرب - إلا ما يردون لنا أن نري.......
إلي هؤلاء أسوق لهم سجلاً موثقاً بالجرائم الوحشية التي ارتكبها حلف النيتو ضد مدنيين عُزَّلْ في ليبيا، أثناء حملته "لإنقاذ" شعبها من طاغيته، فانتهي الأمر بالشعب أن بات ممزقا بين جيش مفكك وميليشيات تفرض سطوتها علي الحكومة ذاتها، ويعربد بلطجيتها في مدنٍ بأكملها، حتي إذا استغاث سكانها بالحكومة اضطرت إلي الخوض في "مفاوضات" مع الإرهابيين، من أجل الإفراج عن المواطنين المحاصرين في مساكنهم...!
أنشر أمامهم غسيل النيتو القذر، حينما شاركت عناصر من جنوده (!!!) في تصفية "إنسان" اسمه معمر القذافي، الذي مهما كانت جرائمه - كطاغية"- فلا يبرر ذلك تحويل لحظة إلقاء القبض عليه إلي مشهد همجي لم يشهد العالم له مثيلا من قبل، ولا حتي بين الوحوش الضارية في غابات الأمازون، ولا يبيح لجنود "النيتو" المُخَلِّصْ التدخل في شأن داخلي بين شعب وحاكمه.
وأقدم لهم ما تناقلته وسائل الإعلام الاميركية المحلية، بشأن جرائم حلف النيتو في سورية، وفي المقدمة منها الدفع بتنظيم القاعدة الإرهابي، إلي آتون المعارك المحتدمة في سورية، بزعم "مساعدة" معارضيها علي إسقاط النظام، ليس من أجل أن تعود سورية حرة مستقلة موحدة بكل تأكيد، ولكن من أجل تكريس تقسيمها الجارِ حالياً علي قدم وساق، إلي دويلات، كردية وشيعية وسنية، وهذه الأخيرة يتصارع عليها - لحظة كتابة هذه السطور - كلٌ من تنظيمات القاعدة والجيش السوري الحر وما تسمي بالدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش".
فقط شاهدوا ما تحويه روابط الفيديو المنشورة أدناه، لتتأكدوا بأنفسكم، ثم لتقرروا ما أنتم فاعلون في عدوكم وعدو الإنسانية وعدو كل شيئ: حلف الناتو ومن ورائه الكيان الماسوأميركي، وحلفائه الإرهابيين؛
*بعض جرائم الناتو في ليبيا:
http://www.youtube.com/watch?v=bfqZr4rVkxw
http://www.youtube.com/watch?v=2d3KaCNs290
بعض جرائم الناتو في سورية:
http://www.youtube.com/watch?v=m5hSrEW5Mkw
وهذا ليس كل شيئ.................................... فانتظروا المزيد إن شاء الله.
#عمرو_عبد_الرحمن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لندنستان: الخلية التي نامت نصف قرن واستيقظت لتموت!
-
الثورة: صنعها الماسون في يناير واستردها المصريون في يونيو
-
السد العالى: هل تحول إلي كعب أخيل في جسد مصر؟
-
نهاية النظام العالمي الجديد تبدأ بمحاولة غزو مصر
-
الملفات السرية لجرائم الحرب الأميركية
-
وفد -الفلول- يقود الانقلاب علي خارطة الطريق
-
الأسلحة الفاسدة .. والكاكي سايكوبات
-
جرائم الإخوان في حق المسلمين لا تسقط بالتقادم
-
صعود الحكومة العالمية الماسونية علي أنقاض الاقتصاد الأميركي
-
إنه البيرامي وليس الهرم الأكبر كما يزعم الماسون اليهود!
-
مصر تخوض معركة إسقاط النظام العالمي الجديد
-
هرمجدون وإخوان الماسون
-
حدث ذات يوم في الأزهر -الشريف-
-
الوطني - إخوان .. وحديقة الديناصورات
-
الْمَمْلَكَةْ وأَمِيرْكَا: إِلَي مَتَي تَبْقَي الْشَاةُ فِي
...
-
من الشعب المصري إلي الجميع: انتهي الدرس يا أغبياء
-
الفزاعة والدراويش، والثور والماتادور
-
هل تصمد الإسكندرية أمام ضربة التسونامي بسلاح ال-H A A R P- ا
...
-
عمرو عبد الرحمن: الإخوان سلاح الفوضي الخلاقة .. مصر تجابه ال
...
-
ماذا يحدث في لبنان: محاولة تحليل للأوضاع الحالية
المزيد.....
-
النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و
...
-
الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا
...
-
-الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
-
تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال
...
-
المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف
...
-
أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا
...
-
لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك
...
-
بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف
...
-
اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|