صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1236 - 2005 / 6 / 22 - 09:36
المحور:
الادب والفن
19
هَل ستتحمَّلُ الأرضُ الإنسانَ
بعدَ ألفِ عام؟
أسئلةٌ معلَّقة في تضاعيفِ الذَّاكرة
تهطلُ عليّ كلَّ مساء
الأرضُ صابرةٌ صبرَ الأنبياء!ِ
مَنْ يدري
ربَّما تفقدُ صبرَها
ربَّما تلقِّنُه دَرساً
فيما تحملُهُ في جوفِها
من غيظٍ واهتياج
ربَّما تثورُ وتفجِّرُ غيظَها
في وجهِ الإنسانِ
ربَّما تتركُ الإنسانَ يسيرُ في غيِّهِ
إلى أن يكتشفَ
رحلةَ جنونِهِ على الأرضِ
الإنسانُ كائنٌ مجنون
غير اجتماعي على الإطلاقِ
كائنٌ بوهيميٌّ
يخطِّطُ ببراعةٍ
لتفجيرِ فتيلِ الشَّرِّ
أغلبُ رؤاهُ محصورة في أنانيّته
نسي أنَّ الآخرينَ بشر
من لحمٍ ودمٍ
نسي إنسانيّته
تاهَ في سراديبِ الغرائزِ
شراهاته دمَّرت شفافية روحه
غير قادرٍ على النُّهوضِ كإنسان
تأقلمَ في ممارسةِ بوهيميّته الغوغاغيّة
داسَ على شرائعٍ مقدَّسة
كانت منهجَ حياته
منذ أن تفتَّحَتْ عيناه
على وجهِ الكونِ
ذابَتْ طقوسَهُ
أخلاقَهُ
شرائعَهُ المقدَّسة
جُلَّ تفكيره متمركز
على مزيدٍ من الغنائمِ
مزيدٍ من الشَّتائمِ
مزيدٍ من العبورِ
في وادي الغرائزِ
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
مقاطع من أنشودةِ الحياة.
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟