|
الوطنية هي الملاذ الأخير للأوغاد
فؤاد النمري
الحوار المتمدن-العدد: 4344 - 2014 / 1 / 24 - 18:05
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
الوطنية هي الملاذ الأخـير للأوغــاد أقتبس هذا العنوان عن قول للكاتب الإنجليزي الشهير في القرن الثامن عشر صموئيل جونسون وقد قال آنذاك .. أن الوطنية هي الملاذ الأخير للأوغاد (Patriotism is the last resort to a scoundrel) في معرض دفاعه عن الإستعمار وما يمكن وصفه بعالمية الرأسمالية (الأممية) حيث اعتبر جونسون المستعمرات هي الأطراف الحيوية للمتروبول، وهذا كبد الحقيقة فلا رأسمالية بدون استعمار . نكتب تحت هذا العنوان مع أننا لا نستطيع أن نسكت على أن وزير الدفاع أحمد عرابي قائد الثورة ضد الاستعمار في مصر 1881، والراهب الهندوسي الوطني النشيط فيفكناندا وهو من أوائل من نادى باستقلال الهند 1890، والزعيم صن يات سن وهو القائد المؤسس لجمهورية الصين 1912، وأمير مكة الشريف حسين بن علي قائد الثورة العربية الكبرى 1916، على أن هؤلاء القادة هم من الأوغاد . قاد هؤلاء الزعماء شعوبهم في نضال مرير لتحريرها من ربقة الإستعمار ؛ لم يستطعوا تحقيق شيء من طموحاتهم في ذلك الحين حيث لم يكن هناك ثورة اشتراكية عالمية تساعدهم على الوقوف بوجه أساطين الإمبريالية المسلحين حتى الأسنان ويقودون جيوشا جرارة وأساطيل فتاكة . كرس هؤلاء الزعماء حياتهم لتحقيق أهداف عامة عظمى ولن يصفهم بالأوغاد سوى الزنادقة فقط في مارس آذار 1919 تفجرت أول ثورة اشتراكية في العالم، وانشغل العالم الرأسمالي الإمبريالي في محاصرة الثورة وخنقها في مهدها كما نادى وزير الحربية البريطاني آنذاك ونستون تشيرنشل، ولما لم يستطع عالم الرأسمالية خنق الثورة الإشتراكية البلشفية في مهدها تمكن إلى حد بعيد من خنق الثورة الوطنية حليفة الثورة الاشتراكية في الأطراف، بل وتمكن أيضاً حتى من خنق الثورة الاشتراكية في عدد من البلدان الأوروبية، في ألمانيا وفي المجر وفي ليتوانيا وفي إيطاليا وفي اسبانيا . قامت الفاشية في إيطاليا والنازية في ألمانيا بمساعدة مباشرة من بريطانيا من خلال مخابراتها الموسومة بالقذارة حين كانت الثورة الاشتراكية تعصف بهذين البلدين، كما تآمرت مع فرنسا على القوى الثورية في إسبانيا لصالح الفاشستي فرانسيسكو فرانكو يقود جيشاً مغربياً ويحتل مدريد . في النصف الثاني من الثلاثينيات بدأت الإمبريالية في بريطانيا وفرنسا بالتعاون مع النازية الهتلرية والفاشية الموسولينية بحبك مؤامرة كبرى على أمن الاتحاد السوفياتي وتدميره من خلال حرب عامة تشنها النازية ـ الفاشية في أوروبا بمباركة من الإمبريالية في بريطانيا وفرنسا ؛ فكان مؤتمر ميونخ في سبتمبر 1938 حيث وافق رئيس وزراء بريطانيا تشيمبرلين ورئيس فرنسا دالادييه على اغتصاب هتلر لمنطقة السوديت من تشيكوسلوفاكيا وضمها إلى ألمانيا خلافاً للمعاهدة مع الاتحاد السوفياتي، كما وافقا على احتلال هتلر للنمسا، والسكوت على احتلال إيطاليا للحبشة والقرن الأفريقي وعلى احتلالها لليبيا فيما بعد . كانت جوائز الترضية والتشجيع التي قدمتها الإمبراطوريتان الاستعماريتان بريطانيا وفرنسا للنازية والفاشية في أوروبا موضع شجب واستنكار واسعين من قبل مختلف القوى التقدمية والديموقراطية في العالم . كان واضحاً أن القوى الإمبريالية والقوى الفاشية في أوروبا تبيت مؤامرة كبرى على أول دولة للعمال في التاريخ وهي الاتحاد السوفياتي . حاول ستالين وهو الحارس اليقظ للثورة الاشتراكية تعطيل تلك المؤامرة فأرسل رئيس الوزراء فياتشسلاف مولوتوف إلى لندن وباريس وواشنطن يلح على عقد تحالف ضد النازية التي تشكل خطراً فادحاً على القوى الديموقراطية في العالم، إلا أن هذه الدول رفضت رفضاً قاطعاً عقد مثل هذا التحالف وهو ما أكد نواياها العدوانية مما اضطر ستالين إلى عقد إتفاق عدم إعتداء مع هتلر(Non-aggression Pact) في 24 أغسطس 1939 مؤملاً أن يؤخر العدوان الهتلري علىى الإتحاد السوفياتي لثلاثين شهراً على الأقل كما صرح بذلك حين باغته هتلر بنقض الإتفاق واجتياح الحدود الشرقية للإتحاد السوفياتي قبل فجر 22 حزيران 1941 . كان التاريخ يقف ما بين العام 1935 والعام 1945 عند محاولة اجتثاث الأساس المادي للثورة في العالم الذي مثله آنذاك المشروع اللينيني المتمثل بالاتحاد السوفياتي . وحتى في الحرب ظلت بريطانيا والولايات المتحدة تراهنان على استنزاف الاتحاد السوفياتي فاقتصر دورهما الهامشي على محاربة 30 فرقة ايطالية سيئة التدريب والتسليح في شمال أفريقيا وشمال المتوسط . خلال الحرب، حرب الكبار، لم تكن البورجوازية الوطنية لتحرك ساكناً في الأطراف حيث كانت الحرب حربها طالما أنها موجهة في الأساس لتفتيت قاعدتها الصلبة التي هي المشروع اللينيني في الثورة الاشتراكية العالمية بدءاً من روسيا . انتهت الحرب في 8 مايو 1945 حين كان الاتحاد السوفياتي يمتلك جيوشاً تعدادها 6.5 مليون جندياً مجهزة بأحدث الأسلحة وأفضل تدريب وخبرات قتالية رفيعة، في حين كانت بريطانيا والولايات المتحدة مجتمعتين لا يمتلكان أكثر من مليون جندياً بتجهيز وتدريب متدنيين نسبياً . كانت الجيوش السوفياتية لدى انتهاء الحرب قادرة على التقدم غرباً حتى الوصول إلى لندن واحتلالها حسب تقرير صادر عن وكالة الاستخبارات المركزية (C.I.A.) الأميركية نشرته الصحافة العالمية في العام 1951 . وما يجدر ذكره في هذا السياق هو أن اليابان، وخلافاً لما يعتقده العامة، حاربت الولايات المتحدة لأكثر من ثلاثة أسابيع طويلة بعد إلقاء القنبلتين الذريتين في 6 و 9 أغسطس 45 ولم تستسلم إلا بعد أن سحقت الجيوش السوفياتية كامل قواتها البرية في منشوريا قبل أن تستسلم في الأول من سبتمبر .
خروج الإتحاد السوفياتي من الحرب كأقوى دولة في الأرض شكل مظلة واقية لقوى الثورة الوطنية للإنطلاق بكل عزومها نحو التحرر والاستقلال وفك روابطها الإقتصادية مع مراكز الرأسمالية . قادت البورجوازية الدينامية (الكبيرة) ثورة التحرر الوطني في العالم كله وحققت إنتصارات تاريخية أنهت النظام الرأسمالي الامبريالي ؛ فكان أن أصدرت الأمم المتحدة بياناً رسمياً في العام 1972 يعلن للعالم نهاية الاستعمار في الكرة الأرضية . عشرات الدول فكت روابطها مع مختلف مراكز الرأسمالية، خاصة وأن هتلر كان قد صفّى أكبر إمبراطوريتين استعماريتين هما بريطانيا وفرنسا . بانتهاء الاستعمار تنتهي الرأسمالية . توقع ستالين أن تنتهي الرأسمالية مع بداية الستينيات لكنها لم تنتهِ إلا مع بداية السبعينيات وذلك لأن المرتد خروشتشوف كان قد أعلن في المؤتمر الاستثنائي للحزب الشيوعي 1959 فصل الثورة الاشتراكية عن الثورة الوطنية وهو ما أغرى القوى الاستعمارية على الإنقضاض على ثورة التحرر الوطني في العالم وقيام العديد من الانقلابات العسكرية الرجعية ومنها إنقلاب الهواري بومدين في الجزائر وانقلاب حافظ الأسد في سوريا من تخطيط المخابرات السوفياتية نفسها وقد باتت تعمل ضد الإشتراكية مع تيار خروشتشوف وصولاً إلى انتكاس الثورة المصرية في حرب67 المشتبه بدور للإتحاد السوفياتي فيه .
لا يمكن وصف قادة البورجوازية الدينامية بالأوغاد حيث كانوا يستهدفون بناء إقتصاد وطني مستقل في بلدانهم، إقتصاد يريدونه رأسمالياً يحلون فيه محل المستعمرين في استغلال العمال أبناء جلدتهم ؛ وكان العمال يؤيدون البورجوازية الدينامية في نضالها ضد الإمبريالية طالما أنه مساهمة جوهرية في تفكيك النظام الرأسمالي العالمي حال انتهاء الإمبريالية . قادة ثورة التحرر الوطني من مثل تشي غيفارا وجمال عبد الناصر وأحمد بن بلا وباتريس لومومبا والدكتور محمد مصدق وجواهر لال نهرو وأحمد سوكارنو كانوا قد غدوا قادة تاريخيين لشعوبهم ومن زعماء العالم . هذه الأسماء الكبيرة مسجلة في صفحات التاريخ الوضيئة أما الأوغاد فلا تذكرهم إلا صفحات التاريخ المعتمة السوداء . البورجوازية الوطنية التي برزت في النضال ضد الإمبريالية متجاوزة في أحايين كثيرة تظليل المظلة السوفياتية، خاصة بعد ظهور خروشتشوف رئيساً للإتحاد السوفياتي، كانت مدفوعة بهدف بناء اقتصاد رأسمالي وطني . لكن هدفهم كان مستحيل التحقق فلا مراكز الرأسمالية كانت ستقوم بتنمية بلاد انفكت عنها لتقاسمها سوقها ولا مركز الاشتراكية قادر على التنمية الرأسمالية بحكم الطبيعة الاشتراكية لمنتوجاته . هذه الاستحالة كانت السبب الثاني لانهيار مشروع البورجوازية الدينامية في العالم، أما السبب الأول فهو بداية تصدع المعسكر الاشتراكي وقد بدا واضحاً في الخلاف العلني مع بداية الستينيات ما بين الحزب الشيوعي السوفياتي والحزب الشيوعي الصيني .
والآن لماذا لي ألا أخجل من اقتطاف عنوان مقالتي هذه عن قول للداعية الإنجليزي للإمبريالية في القرن الثامن عشر الكاتب المعروف الدكتور صموئيل جونسون وقد قال .. " الوطنية هي الملاذ الأخير للأوغاد " . في نهاية القرن الثامن عشر كان النظام الرأسمالي بالكاد بلغ الفطام وكان على هذا الفطيم أن يجد طريقه لأسباب العيش وإلا فقد الحياة . الأسواق الخارجية في المستعمرات كانت الطريق الوحيدة لأسباب الحياة وإلا إختنق النظام الرأسمالي بفائض إنتاجه في السوق المحلية، في المتروبول نفسه . الأوغاد هم الذين لم يُعنَوا بمستقبل النظام في المتروبول ولا بمستقبل التنمية في المستعمرات بدواعي الوطنية (Nationalist) . كان وصف الوطنيين بالأوغاد صحيحاً تماماً في القرن الثامن عشر فالنظام الرأسمالي ولد نظاماً تقدمياً يثري الأمة كل يوم ويحول المستعمرات من بلدان زراعية متخلفة كمزارع للسلطان العثماني في الشرق الأوسط إلى مستعمرا ت حيوية في النظام الرأسمالي تقوم فيها السكك الحديدية ووسائط النقل الأخرى والإتصالات والمدارس والعيادات الطبية بالإضافة إلى الحقوق السياسية والدساتير ومجالس الأة والإنتخابات العامة وما إلى ذلك من متطلبات النظام الرأسمالي، ونشوء طبقة عاملة ذات وزن في المجتمع . كشف الطبيب كارل ماركس على النظام الرأسمالي كشفاً سريرياً في منتصف القرن التاسع عشر فرأى في بطنه الشيوعية . حقاً كان الوطنيون الذين عارضوا النظام الرأسمالي الامبريالي قبل قرنين ونصف القرن أوغاداً . الرأسمالية التي كانت تعلي مداميكها الأولى في القرن الثامن عشر نقلت البشرية حضارياً خلال أقل من ثلاثة قرون أضعاف ما تقدمت البشرية خلال عشرين قرناً . بعض المتمركسين اليوم لا ينفكون يشتمون الرأسمالية بغير مناسبة متجاهلين أن نمط إنتاج المؤسسات الرأسمالية هو نمط شيوعي . ليس غير الرأسمالية هو من استحضر الشيوعية، الرأسمالية وليس ماركس .
كيف تعود اليوم مقولة الدكتور جونسون صحيحة كما كانت قبل أكثر من قرنين ؟ بناءً على نتائج الحرب العالمية الثانية نهضت البورجوازية الدينامية في العالم تفك الروابط مع مراكز الرأسمالية وتستقل في دولها القومية لتبني إقتصاداً رأسمالياً مستقلاً يعود عليها بالأرباح الوفيرة . كانت البورجوازية الوطنية لا تعلم بأن العالم كان قد دخل في نهاية القرن التاسع عشر في عصر القطيعة الرأسمالية بعد أن اقتسمت مراكز الرأسمالية كامل سطح الكرة الأرضية ولم تعد بعدئذً تسمح بإقامة مراكز رأسمالية جديدة في أي مكان في العالم . كانت فرصة البورجوازية الوطنية الوحيدة هي تفويض بناء إقتصادها المطلوب للمعسكر الاشتراكي ؛ لكن المعسكر الاشتراكي لا يقيم اقتصادات رأسمالية بسبب الطبيعة الاشتراكية لإنتاجه، ثم إن المعسكر الاشتراكي بدأ بالتصدع في الستينيات ولم يعد بمقدوره مساعدة الدول المستقلة حديثاً . تبعاً لذلك بدأ انهيار ثورة التحرر الوطني في السبعينيات بعد أن لم يبق أمامها أي فرصة لإقامة مشروعها المأمول .
الرجوع عن الاشتراكية كان قد بدأ حال رحيل ستالين في العام 1953 وقد تأكد ذلك من خلال سلسلة الإنقلابات العسكرية الرجعية التي اجتاحت العالم في الستينيات ثم موقف الإتحاد السوفياتي من العدوان الإسرائيلي بمساعدة حسية من الولايات المتحدة على مصر، موقف الموافق على العدوان حتى أن عبد الناصر لم يسكت على ذلك الموقف المشبوه حين صاح بوجه بريجينيف في شباط 1970 قائلاً .. " أنتم تتركوننا نحارب حروبكم وتقفون تتفرجون علينا " . لكن ناصر ابن الشعب المصري لم يكن ليستسلم في مواجهة الاستعمار . خليفته أنور السادات سرعان ما استسلم بعد أن إنهزم في حرب 1973 وقارن بين الدور الأميركي في الحرب والدور السوفياتي وقفز إذاك إلى حضن الإمبريالية الأميركية مؤكداً أن 99% من أوراق الحل هي بيد أميركا . قفزة السادات تلك في العام 1974 علّمت انهيار البورجوازية الوطنية ليس في مصر فقط بل وفي العالم كله . الإنهيار الكلي للطبقة البورجوازية الدينامية الوطنية ترك الدول النامية من دون طبقة نامية قادرة على استلام السلطة وهو ما سمح لعصابات من أوغاد البورجوازية الوضيعة لأن تختطف السلطة وتمارس الحكم التعسقي لتأمين إمتيازات خاصة بها . يتوجب الوقوف مليّاً في هذه المحطة التاريخية التي سيكتب عنها المؤرخون مجلدات كثيرة، عن العوالم الثلاث التي ورثتها البشرية عن الحرب العالمية الثانية تنهار تماماً في ذات الوقت في النصف الثاني من القرن العشرين . لم يكن هناك أكثر صدقاً وأعمق علماً من لينين لدى إعلانه الثورة الاشتراكية العالية في الجلسة الإفتتاحية للأممية الشيوعية في 6 مارس 1919 إذ قال .. " منذ اليوم مصائر العالم تقررها البروليتاريا الروسية " . مؤرخو التاريخ الحديث الذين يتجاهلون هذه القاعدة الذهبية اللينينية يفقدون صفتهم العلمية ويكتبون هذراً بذرا .
قبل قرنين ونصف القرن رأى الدكتور صموئيل جونسون الوطنيين أعداء الاستعمار الذي هو المصرف الوحيد للنظام الرأسالي، رآهم أوغاداً ؛ ونحن اليوم نرى الوطنيين الذين لم يعترفوا بانهيار العوالم الثلاث أوغاداً . يعترفون بانهيار المعسكر الاشتراكي لأن الأوغاد امثالهم الذين استولوا على السلطة هناك يعلنون للكافة من أعلى منابرهم سقوط الاشتراكية لكنهم لا يعترفون بسقوط ثورة التحرر الوطني وانهيار طبقة البورجوازية الدينامية رغم أن سائر دول العالم الثالث تجهد اليوم على كل الصعد لأن تعود رؤوس الأموال الأجنبية التي كانت قد طردتها إبّان الثورة الوطنية، ترجوها بحرارة لأن تعود تستغل العمال في بلادها والمؤسسات المالية في البلدان الإمبريالية سابقا لا تستجيب للدعوة . هذا وحده فقط كافٍ لأن يدل دلالة قاطعة على أن الإمبريالية والتحرر الوطي هما من مفردات التاريخ القديم ولم يعودا ذاتي معنى . السياسيون من مختلف الملل والنحل فيما قبل انهيار العوالم الثلاث، من قوميين ووطنيين ولبراليين ويساريين واشتراكيين وشيوعيين، وبدل أن يعلنوا إفلاسهم وانتهاء رحلة العمر الطويلة إلى حائط مسدود عند الإنهيار، إنقلبوا إلى وطنيين مما اقتضاهم عدم الإعتراف بانهيار الرأسمالية الإمبريالية والثورة الوطنية . هؤلاء الأفّاقون، وقد خرجوا من التاريخ، غدوا أوغاداً حقيقيين . يطالبون بالديموقراطية التي هي في نهاية الأمر تقسيم معيّن للسلطة يحدده التقسيم الدقيق للثروة . في البلدان التي كانت تعرف بالبلدان النامية، ولم تعد نامية، ليس هناك من ثروة لتُقتسم، ليس فيها رأسماليون ولا عمال . ليس فيها سوى بورجوازية وضيعة تنتج خدمات محدودة ورديئة لا تصنع ثروة ؛ وعليه فإن كل السياسيين في مثل هذه البلدان الذين يطالبون بالديموقراطية والتعددية وتداول السلطة تحت رايات شيوعية أو اشتراكية أو يسارية أو قومية أو ليبرالية هم ليسوا أكثر من أوغاد حقيقيين، سياسيين دهمهم الإفلاس فجأة نتيجةً لهزيمة البروليتاريا السوفياتية فما كان منهم سوى التبشير بفردوس موعود مثلهم مثل أوغاد الإكليروس يبشرون بالجنة في السماء بينما الناس يموتون ويدفنون تحت الأرض !! هكذا هم الأوغاد يعتاشون من أفشال الناس !! الوطنيون الأوغاد لا يجدون مهنة أخرى غير الدعوة لإصلاح أوطانهم بعد أن أصبح الإصلاح عصيّاً عليها . ستظل فرق البورجوازية الوضيعة المختلفة تتنازع السلطة مقترفة أفظع الجرائم في هذا السياق دون توقف وهو ما يجري اليوم في مختلف الجمهوريات العربية، لن يُبَتَّ في هذا التطاحن قبل أن يتغير مسار التطور في العالم وليس في الأفق مثل هذا التغيّر . ليس في الأفق أن تعود روسيا إلى إشتراكيتها أو أن تتحول الولايات المتحدة إلى الإشتراكية . قبل ذلك التغيّر البعيد كما يُرى، ستبقى الوطنية هي الملاذ الأخير للأوغاد .
#فؤاد_النمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حصن الماركسية الحصين (4)
-
حصن الماركسية الحصين (3)
-
حصن الماركسية الحصين (2)
-
حصن الماركسية الحصين (1)
-
مانيفيستو القرن الحادي والعشرين (الأدلجة)
-
مانيفيستو القرن الحادي والعشرين )النقد - (Money
-
مانيفيستو القرن الحادي والعشرين ( عبور مختلف إلى الإشتراكية
...
-
رسالة إلى قيادة الحزب الشيوعي الفلسطيني
-
تخلّف الخطاب السياسي (الإقتصاد)
-
تخلّف الخطاب السياسي (الإشتراكية)
-
الرأسمالية انهارت لكن على أعينهم غشاوة
-
تخلّف الخطاب السياسي ( وحدة اليسار )
-
تخلّف الخطاب السياسي (سور برلين)
-
تخلف الخطاب السياسي
-
الإخلاص للثورة الإشتراكية لا يتحقق إلا بالوعي
-
الطبقة الوسطى تختطف السياسة وتذوِّتُها
-
المادية الديالكتيكية والدولة الخدماتية
-
الماركسية ليست بحاجة لشهود
-
إشتراكيون لا يدركون ماهيّة الإشتراكية
-
الرفيق وليد مهدي يراجع الماركسية
المزيد.....
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|