قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4344 - 2014 / 1 / 24 - 10:57
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
يا عبد الزهرة ..!! ماذا ظننت ..؟؟
أعلم علم اليقين بأنني لم ألتقِ اسمك إلا في الآونة الاخيرة وبعيد تعرضك ل "مداعبات " الشرطة وأنت تسير "في أمان الله " في شارع بغدادي .. وهذا نتيجة قصور معرفي عندي بالتأكيد .
لكن ما يُفاجئني هو تفاجئك من تعامل فظاظة الأجلاف وجهالة الجُهال ، حتى بلغ بك الامر بأن تُصرح تصريحا يُشتم منه رائحة الاستسلام .
عندما اتخذت قرارك بالانحياز الى الفقراء والمسحوقين ، فأنك تكون بهذا قد "اشتريت " لنفسك الشقاء ، وحينما تغنيت بأحلام المستقبل الخالي من الظلم ، الاستغلال والاستبداد ، فأنك قد حجزت لنفسك مقعدا في مسرح العبث ، أو في عرض لمسرحية ساتيرية ، يعيش رغد الحياة فيها كل من أجاد مهنة التملق ويجوع ،يُطارد ويُسجن ولربما يموت من البرد على قارعة الطريق ، شاعر مُبدع ، أخ لك لم تلده أُمك .
هل توقعت أن يختلف السادة الجُدد عن السادة السابقين في التعامل مع المُنحازين الى الفقراء الذين يقضون حياتهم في سباق مع لقمة العيش ؟؟ هل خطر ببالك ولو للحظات أن يُغير المُستغل جلده ؟؟
انهم نفس الاشخاص ونفس السلوك في الماضي والحاضر ، بل وأجزم بأن هذا ديدنهم في المُستقبل ايضا .
هل احترموا الجواهري في السابق ليحترموا عبد الزهرة في الحاضر ؟؟
هل شفعت شاعرية لوركا العبقرية له ، عند انصار الفاشية ؟ أم أن فكتور خارا، ما زال حيا يُرزق لأنه أمتلك أوتارا صوتية شد بها اوتار القلوب ، قلوب البسطاء والفقراء ؟
سبقك الالاف من المُبدعين الذين ضحوا بدمائهم على مذبح الحرية ، العدالة والمُساواة للطبقات المسحوقة .
شاعرنا الفلسطيني عبد الرحيم محمود حمل السلاح وضحى بنفسه على مذبح حرية الوطن ، وسار على دربه الكثيرون و نذكر منهم غسان كنفاني وناجي العلي .
لقد اخترت واختار هؤلاء والالاف غيرهم ،والاختيار مسؤولية .
أنا واثق بأنه كان بإمكانك الإثراء من موهبتك ، وقضاء حياة لطيفة تحت الاضواء ، لكنك فضلت أن تكون صوتا لمن لا صوت لهم ، وأن تبث الامل في نفوسهم بغد أفضل لك ولهم ..
فلا تخشَ جهلهم ، الذي يُريد أن يُطفئ جذوة إبداعك !!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟