جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4343 - 2014 / 1 / 23 - 23:48
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
كيف باع القرآن الثقافة العربية؟
احدى الانطباعات التي تتكون لدينا عند التمعن في الغموض الموجود في القرآن هي الكمية الهائلة من المواد المستعارة من الديانات الرئيسية التي كانت نشيطة في الجزيرة العربية في الفترة التي كان القرآن في تكوينه. اذا اخذنا بنظر الاعتبار الحقيقة بان محمد كان عربيا تربى في محيط عبادة الاصنام و كان يمارس الطقوس بنفسه الى ان وصل الى سن الرجولة كنا نتوقع و نأمل ان يكون جذور الاسلام في صلب الوثنية و الثقافة و اللغة العربية و لكن يصيبنا خيبة امل عندما نجد كيف ان الوثنية و الثقافة العربية مع الاسف لا ذكرلها الا القليل جدا (اسماء بعض الآلهات و بعض الخرافات عن الجن و اساطير الاولين عن عاد و ثمود) في صفحات القرآن.
هذا يعني ان الهامات محمد لم تنبع من الحياة و الخبرات الدينية في بلده و من شعبه بل اتجه الى الدخيل و الاجنبي (رغم اننا نستطيع احيانا ان نتعرف على بعض منها من القراءة بين الاسطر) لنستنتج ان محمد لم يكن يحترم و يقدر ثقافته و اصله و لغته بل اراد استعمارها بالدخيل و بيعها للاجنبي. اكثر الشخصيات (ابراهيم) و اسماء الاماكن (بابل / الروم) و العبارات الدينية (الشيطان / الفردوس / الجهنم) هي في الحقيقة توراتيه و معروفة عند اليهود و المسيحيين. كلما تعمقنا في نصوص القرآن كلما وجدنا ان القسم الاكبر من المفردات الدينية و الثقافية هي من اصل غير عربي. راجع مقالاتي السابقة عن الدخيل في القرآن.
لذا اصبحت دراسة مفردات القرآن مسألة مهمة للغاية لفهم الاسلام و التعرف على شخصية محمد و الطريقة التي تعلم بواسطتها هذه الافكار الدينية و كيف غيرها لتناسب اغراضه و كيف قضى على تراث آبائه و اجداده ليحل محله الدخيل. لقد اوقعت هذه المفردات الدخيلة المسلمين بعد محمد في حيرة كبيرة عند تفسير القرآن والى يومنا هذا.
www.jamshd-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟