أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - نحو جنيف 3














المزيد.....

نحو جنيف 3


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4343 - 2014 / 1 / 23 - 01:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحو جنيف 3
*********
في آخر لحظة تم افشال مؤتمر جنيف -2- بعدما تم تأجيله أكثر من نصف سنة ، وبعدما مر على اتفاق جنيف -1- أكثر من سنة ونصف لرهن المنطقة العربية بقرارات قد يصفها البعض بالاعتباطية أو العشوائية ، لكنها مطبوخة بمهارة في مكاتب ومعاهد القرار الأمريكي ، ومقدمة بأيدي خدام عرب رجعيين .
اللعبة اصبحت مكشوفة ، وقد لعبت بطريقة صبيانية تجاوزها عقل المرحلة ، فلا أحد اليوم يصدق أن السيد بان كي مون يتصرف من اجتهاده ، ومن تلقاء نفسه ، كما ان دخول السعودية على الخط مباشرة له أكثر من مدلول . فهدف اللعبة الشيطانية هو تمديد وتوسيع نهر الدم الذي يجري في سوريا بلا هوادة . كما أن السذج وحدهم من يعتقدون أن الائتلاف السوري يملك أدنى الشروط لفرض رؤيته وأجندته على المنتظم الدولي الذي تقوده بنسبة ما الولايات المتحدة الأمريكية . فهذا الائتلاف نفسه فقد أكثرية أعضائه بالانسحاب الأخير للمجلس الوطني السوري الذي يترأسا جورج صبرا ، ويضم حوالي 23 عضوا ، لينضاف الى انسحاب بعض المكونات الأخرى قبل أربعة أيام وعدد أفرادها كان 44 عضوا ، ليصبح اجمالي المنسحبين من الائتلاف السوري هو 67 منسحبا من اصل 121 عضوا يشكلون عدد أعضاء ما كان يسمى الائتلاف السوري ، ليتضح بالملموس حسب منطق الديمقراطية الصرف أن الباقين في جماعة الائتلاف السوري يشكلون اليوم اقليةكانت قبل خمسة أيام مندغمة في هيكل واحد يمثل ما يسمى بالمعاضة الخارجية .
لكن الإشكال الحقيقي لا يكمن في بيت العنكبوت هذا ، فالمعارضة السورية الخارجية يبدو انها لاتمثل الا نفسها وأشخاصها ، على الأقل منذ سنة تقريبا أو يزيد قليلا ، بعدما أبانته من ضعف في ابلاغ صوتها ، ومن لاتجانسها ، وتخبطها ، والصراعات الداخلية بين أقطابها ، وتخاذلها في أكثر من موقف ومن حدث .
ولكن الاشكال الحقيقي يكمن في تخبط الولايات المتحدة الأمريكية ، وتذبذبها ولعبها الصبياني ، الذي جرّت اليه هذه المرة أيضا هيأة الأمم المتحدة التي نقضت بلاغها الذي قدم دعوة الى طهران بالمشاركة في جنيف 2 ، لكنها سرعان ما سحبت دعوتها بسبب شرط لم يذكره الأمين العام للأمم المتحدة وهو يدعوها للمشاركة في جنيف 2 . مما يوضح أن اللعبة كانت معدة سلفا ، وكراكيزها المعلومة -الائتلاف السور + السعودية - معدة مسبقا لهذا السيناريو السخيف بانسحابهما من المؤتمر اذا لم تسحب ايران ميليشياتها من سوريا ولم تعترف بمقررات جنيف 1 التي هي الى الآن محل اختلاف في التأويل بين الراعيين الأساسيين لمؤتمرات جنيف -روسيا + الولايات المتحدة الأمريكية - بينما ايران لم تشارك في المؤتمر الأول ، كما أنها لم تتعهد بشيئ تجاهه ، وهذا هو الموقف الذي أعلنته بعدما اكتفت بالتأسف على سحب الدعوة الأممية دون أن تتشبث بالحضور ، مما يبرهن أن الرؤية الايرانية تسبق بكثير الرؤية الأمريكية ومن لف لفها . فهي على الأقل برهنت على مبدئيتها ، عكس ما صنعته أمريكا وهي تتخبط في الاعداد لهذا المؤتمر الذي يبدو أنها مصممة على افشاله قبل انعقاده .
الجميع شهد بأهمية وضرورة مشاركة ايران . فقبل أيام قليلة صرح وزير الخارجية الأمريكي اثر مؤتمر ثلاثي جمعه بالأبراهيمي ولافروف بان وجود ايران في مؤتمر جنيف 2 ضروري ، دون أن يربطه بأي شرط ، كما أن ايران منذ البداية صرحت بوضوح أنها ستحضر المؤتمر دون شروط مسبقة . غير أن سيناريو اللحظات الأخيرة شكل مهزلة ديبلوماسية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية ولهيأة الأمم المتحدة . وهذا ما يؤشر بوضوح على أن مؤتمر جنيف 2 لن يكون الا جلسة للثرثرة على دماء ومآسي الشعب السوري الأعزل . خاصة وأن بشار الأسد ، هذا الطفل المدلل حد المرض ، الذي أثبت حرصه على كرسي الحكم أكثر من حرصه على الوطن وعلى الشعب السوريين شأنه في ذلك شأن جميع الحكام العرب ؛ قد لقن ممثليه المتوجهين الى جنيف درسا في الدفاع عن نظامهم واستمراره باسم الدفاع عن الوطن وعن الشعب ، بينما هو يدك الوطن ويقتل الشعب . مما يوضح أن لاشيئ يلوح في الأفق ، وأن نفس النتائج التي نعيشها على الأرض ستستمر الى جنيف 3 . وأتمنى أن أكون مخطئا .
يبقى أن أشير أن موقع ايران ووزنها الاقليمي الذي اعترف به الغرب أخيرا ، وتأثيرها البادي في المنطقة ، ولعبها السياسي المتميز ، وقدرتها البالغة في المناورة ، كل هذه المعطيات وأخرى تجعل المتتبع يتساءا ببراءة ، هل موقع السعودية يؤهلها لتشغل مكانا ما في مؤتمر جنيف 2 ؟ ، وهل أستراليا التي لم نسمع عنها شيئا بخصوص القضية السورية اولى من ايران التي ترتبط بسوريا بحلف استراتيجي ، وبعلاقات تاريخية وتجارية وسياسية راسخة ؟ . ان هذه الأسئلة الأولية تظهر بماى لايدع مجالا للشك أن مآسي الشعب السوري لاتزال طويلة . وأتمنى مرة أخرى أن أكون مخطئا .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل السراب مملكتي
- أوزيريس بصيغة مغربية
- كل عام وأنتم......كما تشاؤون
- لابد من اسم مستعار .......
- شد الحبل بصيغة أخرى
- لنتذكر ثوراتنا وانتفاضاتنا
- القصيدة .....هي القصيدة
- بين ارادة الاصلاح واصلاح الارادة ، أو فضيحة العدالة والتنمية ...
- مساومة
- حوار مطول مع المفكر العالمي نعوم تشومسكي -مترجم-
- دمي هو المعنى
- سأبدأ ما لم ينته
- مرثية للنسيان
- البحث عن الحاضر الغائب -رواية-26-
- الثورة والعدالة مطلب لايموت
- هل اتضحت الصورة ؟
- لم أرفع الراية البيضاء
- السعودية أكبر الخاسرين
- كل الكون قبري
- البحث عن الحاضر الغائب -رواية-25-


المزيد.....




- وزير دفاع السعودية يوصل رسالة من الملك سلمان لخامنئي.. وهذا ...
- نقل أربعة أشخاص على الأقل إلى المستشفى عقب إطلاق نار في جامع ...
- لص بريطاني منحوس حاول سرقة ساعة فاخرة
- إغلاق المدارس في المغرب تنديدا بمقتل معلمة على يد طالبها
- بوتين وأمير قطر في موسكو: توافق على دعم سيادة سوريا ووحدة أر ...
- غزة البعيدة عن كندا بآلاف الأميال في قلب مناظرة انتخابية بين ...
- عراقجي يكشف أبرز مضامين رسالة خامنئي لبوتين
- بعد عقدين- روسيا تزيل طالبان من قائمة الجماعات الإرهابية
- روسيا تطلب مشاورات مغلقة لمجلس الأمن الدولي بشأن -هدنة الطاق ...
- اختتام تدريبات بحرية مصرية روسية في البحر المتوسط (صور)


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - نحو جنيف 3