صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1235 - 2005 / 6 / 21 - 11:27
المحور:
الادب والفن
18
يحبو الإنسانُ
على أمِّهِ الأرض
يقفُ وقدماهُ مثبّتتان على الأرضِ
تلاحمٌ فريد من نوعِهِ
عرشُ الإنسانِ متمركزٌ
على جفونِ الأرضِ
كينونةُ الإنسان
مستقبلُ كلّ الكائنات
بينَ أحضانِ الأرضِ
الأرضُ أمُّ الحياةِ
أمُّ الكائناتِ
تمتصُّ الأرضُ فتنَ الإنسان
تخبئها في أعماقِها
لا تفشي سرّاً
أمينةٌ
نقيّةٌ
سخيّةٌ
غارقةٌ في العطاءِ
جشعٌ أسودٌ يتقاطرُ
من خدودِ الإنسان
أنانيّةٌ مميتةٌ
مبيّتةٌ في جذوعِ الإنسانِ
خياناتٌ من لونِ الجنونِ
مفهرسةٌ في ضلوعِ الإنسانِ
شرورٌ مدمّرة تنمو يوميّاً
في شهيقِ الإنسان
ترياقٌ مسموم يتقاطرُ من زفيرِهِ
هل ندمَتِ الآلهة بتورُّطِ الأرضِ
بقباحاتِ الإنسانِ؟
إنسانٌ من لحمٍ ودمٍ
تحوَّلَ إلى إسفلتٍ مكثَّفٍ بالغبارِ
حضاراتُ ملايينَ السّنين
تنـزلقُ نحوَ القاعِ
تضمحلُّ أخلاقيات الإنسان
إلى أنْ تصلَ إلى نقطةِ الهذيانِ
لا يحافظُ على نوعِه
تزدادُ عيناه غضباً
يزرعُ شقاءً بوحشيّةٍ مجنونة
لا تكترثُ الأرضُ
لقباحاتِ البشرِ
تهطلُ عليهم بذورَ المحبّة
بذورَ الخصوبةِ
بذورَ الحياةِ
تمنحُ الأرضُ الأمان!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
مقاطع من أنشودةِ الحياة.
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟